من يدخل سوق السمك سيصاب حتماً بالهلع من هول سعر الهامور!
ففي قصيدة خالدة كتبها طيب الذكر المبدع الشاعر الأديب عبدالرحمن رفيع يقول فيها:
والله عجب يا زمان.. ربعة الشعري بثمان
وأمسى هذا البيت من القصيدة شائعاً على لسان كل بحريني، للتندر بالارتفاع المهول في سعر سمك الشعري، والذي كان رخيصاً، لترتفع الربعة منه -الربعة أربع أرطال إنجليزية- بـ8 روبيات، والروبية هي العملة المتداولة في البحرين ودول الخليج العربي قبل الاستقلال، وتساوي مئة فلس بحريني، والكيلوغرام وهو المستعمل حالياً، يعادل رطلين تقريباً، أي نصف ربعة.
السبب الرئيس في هذا، هو الصيد الجائر، ووسائله الحديثة التي (تخم قاع البحر خماً)، وتصطاد الصغير والكبير من الأسماك، وتدمر البيوض، ويقع في شباكها الذي يؤكل والذي لا يؤكل -ولله في أمره شؤون- حتى الأسماك المختلفة والمتنوعة المشهورة بها البحرين انقرضت، أو على وشك الانقراض مثل البدح والبياح والصافي صنيفي والشقر والبرطام والشعم وغيره كثير، كون بيئات تلك الأسماك وأماكن تكاثرها دمرت تدميراً، واجتثت من القاع؟!.
وسائل الصيد القديمة معروفة، مثل الحداق والحضور والسالية والقراقير وما إلى ذلك، والأسماك وهي كائن حي، في مأمن في أماكن تكاثرها في الأعماق البعيدة، ثم تهاجر إلى السواحل بحثاً عن الغذاء، لتقع في الحضور والشباك والقراقير بأحجامها، فتصطاد ويأكلها الإنسان –وهذا تدبير العزيز الحكيم-.
إن وصول سعر الكيلوغرام من الهامور هذه الأيام إلى ثمانية دنانير، لهو جرس إنذار.. فأين المسؤولون عن الأحياء الفطرية البحرية.. وأين هم من خلق بيئات جديدة محل التي دمرت، أمثال الشعب المرجانية (الفشوت) والرملية والطينية والعشبية، خاصة القريبة من السواحل.. أين هي؟
لماذا لا نزيد المحميات البحرية ونوسع رقعتها؟.. لماذا لا نفرض منع كل نوع من الأسماك في فترة معينة أسوة بالروبيان؟ لماذا لا تمنع سفن الصيد الكبيرة من أن تجوب خليجنا الصغير؟؟
أجزم إذا لم يتلاف الأمر من الآن، فإن الجيل القادم من البحرينيين إذا رأى الغمغامة سيقول عنها بالول؟!
يوسف محمد بوزيد
رئيس نادي اللؤلؤ القادسية سابقاً
وعضو بلدي سابق بالوسطى