عواصم - (وكالات): أكدت مصر أن إبرام الفصائل المتخاصمة في ليبيا لاتفاق سياسي لن يلغي الخطر الجهادي، وذلك بعد فشلها في إقناع القوى الغربية بالتدخل العسكري في البلد.
وباتت ليبيا خاضعة للميليشيات وغارقة في الفوضى حيث يقودها برلمانان وحكومتان، إحداهما مقربة من تحالف ميليشيات فجر ليبيا الذي يسيطر على العاصمة طرابلس والأخرى اعترف بها المجتمع الدولي وتتخذ من طبرق مقراً لها في شرق البلاد.
وصرح وزير الخارجية المصري سامح شكري أن «المنهج الذي تتخذه عدد من الدول بأن تتصور أن يزيل التوافق بين السياسيين إثر الإرهاب، يدعو إلى الاستغراب والتساؤل».
وتأتي تصريحات شكري غداة قرار للبرلمان المعترف به دولياً تعليق مشاركته في حوار برعاية الأمم المتحدة من أجل حل الأزمة.
وبعد شن غارات في ليبيا في 16فبراير الجاري استهدفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» انتقاماً لإعدامه 21 قبطياً أغلبهم من المصريين، طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتدخل عسكري دولي في البلاد. وانتقد شكري ما اعتبره سياسة الكيل بمكيالين التي يعتمدها التحالف الدولي بقيادة أمريكية الذي يكافح تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتساءل الوزير ألا «يستحق الشعب الليبي أيضاً أن يحظى بمثل هذا الدعم» الذي يوفره التحالف في سوريا والعراق، مكرراً أن بلده يؤيد كذلك حلاً سياسياً في ليبيا.
كما أعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي عن الأسف لسياسة الازدواجية موجهاً الحديث إلى التحالف بالقول «أنت تتحرك بشكل جيد ضد تنظيم في مكان وتتجاهل تماماً هذا التنظيم في مكان آخر». وفي واشنطن أكدت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي أن بلادها تواصل دعم «جهود الأمم المتحدة بقوة من أجل تسهيل تشكيل حكومة وحدة والتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة» في ليبيا.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند دعم فرنسا لجهود إيطاليا خاصة في الأمم المتحدة لوضع حد لحالة «الفوضى» في ليبيا التي قرر برلمانها المعترف به دولياً تعليق مشاركته في الحوار برعاية الأمم المتحدة.
من ناحية أخرى، استحدث مجلس النواب الليبي المعترف به دولياً منصب قائد عام للقوات المسلحة الليبية، فيما توقع أحد النواب أن يقوم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح عيسى بصفته القائد الأعلى للجيش بتعيين اللواء خليفة حفتر في المنصب الجديد. وأعيد اللواء حفتر إلى الخدمة العسكرية من قبل البرلمان المعترف به من الأسرة الدولية مع 129 ضابطاً متقاعداً آخر مطلع يناير الماضي. ويقود حفتر عملية «الكرامة» منذ 16 مايو 2014 والتي اعتبرت في حينها انقلاباً قبل أن تتبناها السلطات المعترف بها. ميدانياً، اغتيلت الناشطة الليبية في المجتمع المدني انتصار الحصائري بالرصاص وعثر على جثتها في طرابلس، بحسب مصدر أمني. والحصائري عضو مؤسس في حركة تنوير الثقافية والاجتماعية. وشاركت عام 2014 في العديد من التظاهرات المناهضة للميليشيات.