المنامة - قال المدير الإقليمي لمجموعة «أشمــــور» في دول مجلس التعاون الخليجي، جون سفاكيناكيــــس، خــلال منتدى يوروموني، إن أسعار النفط تشكل بالنسبة لمعظم الاقتصاديات الإقليمية مكوناً أساسياً من عائداتها وشريان حياة للدول التي تعتمد في دخلها على إنتاج النفط. وقد أحدث الانخفاض في أسعار النفط تأثيرات واضحة حيث غير أساسيات السوق، ويتوقع أن يؤثر على القطاع المالي وتدفق رأس المال الاستثماري.
وأضاف سفاكيناكيس: «عندما تنخفض أسعار النفط، يقل ثراء الدول المنتجة، ويتحسن وضع الدول المستوردة، هكذا هي طبيعة الأمور. وتستفيد دول مثل الصين والهند وغيرها من الدول المستوردة بشكل كبير من انخفاض أسعار النفط حيث إن انخفاض كلفة مستورداتها النفطية يؤدي إلى انخفاض العجز في حساباتها الجارية. ومع انخفاض أسعار النفط تصبح الدول المنتجة للنفط مضطرة إلى خفض استثماراتها مقارنة مع الدول المستوردة للنفط».
وتابع: «دائماً ما يكون للعامل الجيوسياسي دور مهم، ولكن يجب ألا يبالغ في دوره وبالتالي اتخاذ قرارات مبنية على معلومات خاطئة. فدول مجلس التعاون الخليج العربي تتميز بالتعاون الجيد بين أعضائها، ويبدو الوضع الاقتصادي في دول الخليج عامة جيداً رغم التحديات الجيوسياسية».
وأضاف سفاكيناكيس: «لقد شهدنا انتقالاً سلساً للسلطة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والذي كان قبل توليه السلطة جزءاً أساسياً من القيادة في المملكة العربية السعودية. وبالتالي فهو لا يبدأ من الصفر، كما يقال، وهذا يجب أن يبدد المخاوف، وخاصة لدى الأجانب. إن هذا الانتقال السلس هو مثال رائع يبين كيف أن الأجانب يسيؤون أحياناً تقدير المخاطر والعامل الجيوسياسية،» مشيراً إلى أن انتقال السلطة في المملكة «كان أسرع انتقال للسلطة في التاريخ الحديث للمملكة والمنطقة».
وواصل: «لمن لا يعلم، فإن قرار تحرير مؤشر تداول السعودي هو خطوة مهمة للغاية، حيث إن السوق السعودية كان حتى الآن السوق الوحيدة بهذا الحجم المغلقة أمام الأجانب. وإن فتح هذه السوق سيفتح بالتالي القطاع المالي السعودي وهو ما سيؤذن بعهد جديد لدول مجلس التعاون الخليجي، لأن ما يفيد دولة من دول المجلس يعود بالفائدة على باقي دوله. وسيتمكن المستمرون من الحصول على منفذ لاقتصاد السعودية الهائل المعتمد على النفط من خلال الاستثمار في سوقها المالي. فالسعودية هي أكبر مصدر للنفط في العالم وإحدى الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) حيث إنها تتملك مخزونات نفطية تشكل عاملاً حاسماً في السوق».