أكد علماء ودعاة ان «الحراسة في سبيل الله من أعظم مراتب الجهاد»، مشيرين إلى أن «النجاة من النار، مطلبٌ لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، وهم يؤرق مضجع عباد الله الصالحين، وفوق ذلك، هو الفوز يوم القيامة، يقول الله تعالى «فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز». واستشهد العلماء بالحديث الشريف، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «عينان لا تمسهما النار، عينٌ بكت من خشية الله، وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله»، وفي رواية أخرى: «عينان لا تمسهما النار أبداً، عينٌ باتت تكلأ المسلمين في سبيل الله، وعينٌ بكت من خشية الله»، موضحين انه «لذلك يوجهنا النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث إلى سببين للنجاة من النار، هما، البكاء من خشية الله، والحراسة في سبيل الله».
من جهته، قال الشيخ الصادق الغرياني إن «الحراسة في سبيل الله، تعد من أعظم مراتب الجهاد، لأن الحراس إما أن يكونوا في مقدمة الصفوف لقتال الأعداء، أو يسهرون بالليل لحماية الجيش من الأعداء»، وفي هذا الصدد يقول الإمام ابن النحاس رحمه الله «اعلم أن الحراسة في سبيل الله من أعظم القربات، وأعلى الطاعات، وهي أفضل أنواع الرباط، وكل من حرس المسلمين في موضع يخشى عليهم فيه من العدو فهو مرابط»، ولكن بعض العلماء وسع مفهوم الحراسة، ولم يقصره على جهاد الكفار فحسب، قال الملا علي القاري في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» موضحاً أنها «مرتبة المجاهدين في العبادة، وهي شاملة لأن تكون في الحج، أو طلب العلم، أو الجهاد، أو العبادة».
من جانبه، قال مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ إن «جهود رجال مكافحة المخدرات تعد جهاداً في سبيل الله»، داعياً الله أن «يشملهم الحديث الشريف». وعلى معنى الجهاد يقول الصحابي الجليل عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: «لأن أبيت حارساً خائفاً في سبيل الله أحب إلي من أن أتصدق بمائة راحلة».
وقال الإمام المناوي في «فيض القدير»: «سو ي بين العين الباكية والحارسة، لاستوائهما في سهر الليل لله، فالباكية بكت في جوف الليل خوفاً لله، والحارسة سهرت خوفاً على دين الله».
في السياق ذاته، استشهد الشيخ محمد صالح المنجد بالحديث الشريف، الذي رواه البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، وإن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع»، موضحاً أن «الحديث يدل على فضل الحراسة في سبيل الله، فالحراسة من مهمات الجهاد، وهذا الشخص الموكل بالحراسة، من صفاته أنه ليس منعماً، ولا مترفاً، ولا منغمساً في الدنيا، فهو عند الناس ليس له جاه، وهو حيثما وضع نفع، وحيثما عين في وظيفة، صبر عليها، فهو مطيع غير مقصر، متحملاً المشاق، ورغم ذلك، ليس له مكانة في قلوب الخلق فهو مستضعف عندهم، لكنه محب للخير، ويشفع لهم، ويتوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة، وما يهمه أن يكون وجيهاً عند الله، وليس عند الناس».