حاورها - وليد صبري:
حذرت استشاري أمراض المخ والأعصاب بمجمع السلمانية الطبي، والحاصلة على البورد الكندي لعلوم المخ والأعصاب، ودبلوم أمراض الصرع وتخطيط الدماغ د.فاطمة عبدالله، من أن «إهمال علاج التهاب الأعصاب يؤدي لضمور العضلات»، لافتة إلى، أن «مرضى السكري الأكثر تعرضاً للإصابة بالمرض».
وقالت د.فاطمة في حوار لـ «الوطن»، إنه «لمعرفة الأعراض والمسببات لالتهاب أو اعتلال الأعصاب الطرفية، فمن المهم توضيح تركيبة الأعصاب الطرفية، وللتبسيط فإن العصب الطرفي يشبه السلك الكهربائي، فتجد الأسلاك الكهربائية مغلفة بغلاف عازل، يحمي الأشخاص من اللسعة الكهربائية، والأعصاب الطرفية مشابهة للأسلاك الكهربائية، حيث يكون العصب الطرفي محاطا بطبقة عازلة تسمى علمياً «Myelin»، تساعد على حماية العصب وعلى سرعة انتقال الإشارات العصبية من المخ للأعصاب الطرفية والعكس».
وذكرت، أن «الأعصاب تلتهب نتيجة أسباب عديدة تؤدي لالتهاب العصب الطرفي أو الغشاء المحيط «Myelin»، أو الاثنين معاً، كما تؤدي مستقبلاً لتلف أو ضمور الأعصاب الطرفية، موضحة أن اعتلال العصب، هو خلل غير التهابي في وظائف الأعصاب الطرفية الحسية أو الحركية أو الذاتية».
وتحدثت د.فاطمة عن أسباب الإصابة بالتهاب أو اعتلال الأعصاب، موضحة، أنها «تعتمد على المدة الزمنية، ومن أبرز تلك الأسباب، مرض السكري، وهو من أبرز وأكثر الأسباب شيوعاً بالبحرين، خاصة مرحلة ما قبل السكري، وفي هذه المرحلة تكون مستويات السكري في الدم أعلى من المستويات الطبيعية، ولكنها ليست عالية بما يكفي لتشخيص المريض بالسكري، وهذه المرحلة مهمة جداً لما أثبتته الدراسات الحديثة ببدء التهاب الأعصاب لمرضى السكري في هذه المرحلة».
وأضافت، أن «من أبرز أسباب الإصابة بالتهاب الأعصاب أيضاً الإصابة بأمراض الكلى والكبد والقصور في إفرازات الغدة الدرقية، والإفراط في شرب الكحول، واستخدام بعض الأدوية أو العقاقير الطبية مثل المضادات الحيوية والأدوية الكيمياوية وغيرها، ونقص الفيتامينات في الطعام، خاصة فيتامينات B12 ,B1، والأمراض السرطانية، والالتهابات الناتجة عن بكتيريا أو فيروس».
وفي رد على سؤال، حول أعراض التهاب أو اعتلال الأعصاب، أفادت د. فاطمة بأنها «منتشرة خاصة أعراض التهابات الأعصاب الحسية حيث يعاني منها الكثيرون خاصة مرضى السكري، لكن لا يتم اكتشافها أو تحويل المريض إلى المستشفى».
وقالت، إن «هناك 3 أنواع من الأعصاب الطرفية، هي الحسية، والحركية، والذاتية أو اللإرادية، فيمكن للمريض أن يشتكي من اعتلال في نوع واحد من الأعصاب الطرفية أو نوعين وغالباً الحسية والحركية معاً أو جميع الأنواع».
وتطرقت د.فاطمة لأعراض الإصابة بالتهاب الأعصاب الحسية، مشيرة إلى أنها «الأكثر شيوعاً، خاصة لدى مرضى السكري، وتتمثل في ألم شديد بالقدمين مع الشعور بالتعب والإرهاق أثناء المشي، لأن الألم يكون على شكل وخزات مزعجة كوخزات الدبابيس ويمكن أن تكون مصحوبة أحياناً بالشعور بصعقات مماثلة للصعقات الكهربائية، ويصل الألم ذروته في الليل الأمر الذي يمنع المريض من النوم، وتكون بشرة المريض حساسة من شدة الألم، ويتعذر على المريض ارتداء الجوارب والأحذية أو تغطية القدمين، وربما يتعرض المريض لجروح وحروق خطيرة بسبب عدم القدرة على الإحساس».
وفيما يتعلق بأعراض الإصابة بالتهاب الأعصاب الحركية، قالت د.فاطمة، إنها «تتمثل في ضمور وضعف في العضلات التي تغذيها الأعصاب الملتهبة جزئياً أو كلياً، وتعتمد على حدة إصابة الأعصاب، ويؤدي الضعف لسقوط القدمين أو عدم القدرة على المشي، وبالمثل يؤدي لسقوط اليدين أو ضعف في حركة الساعد».
وأشارت، إلى أن «التهاب الأعصاب يؤدي لضمور العضلات، حيث تتأثر الأعصاب الحركية بالالتهاب، ويؤدي ذلك لضعف وضمور في العضلات، وقد تكون وقتية ويستجيب المريض للعلاج ويمكن تحسن المريض جزئياً أو كلياً من هذا الضمور إذا اكتشف سبب الالتهاب وحصل المريض على العلاج دون تأخير».
وفيما يتعلق بأعراض الإصابة بالتهاب الأعصاب الذاتية أو اللاإرادية، قالت د. فاطمة إن «الأعصاب تؤثر على العمليات الحيوية اللاإرادية مثل عمليات الهضم، ويعاني المريض من انتفاخ في البطن ويشعر بالشبع مع تناول كميات صغيرة من الطعام، إضافة إلى أن عمليات الهضم تأخذ وقتاً طويلاً، وتحدث مشاكل في عمليات التخلص من فضلات الطعام، وربما يصاب المريض بإسهال أو أمساك، وبالنسبة للقلب ربما يعاني المريض من عدم انتظام ضربات القلب وضغط الدم، وارتفاع شديد أو هبوط شديد في ضغط الدم، وبالنسبة للجهاز البولي، يؤدي لصعوبة في تفريغ المثانة، وتمددها، ويعاني المريض من صعوبة في التبول، وربما يعاني من التهابات متكررة في البول». وذكرت، أن «الالتهاب الجلدي العصبي، هو التهاب العصب بسبب فيروس ويعاني المريض من ألم شديد في المناطق التي تغذي العصب لعدة أيام، ثم يظهر طفح جلدي في نفس المنطقة لعدة أيام ويعاني المريض من ألم شديد بالمنطقة بعد اختفاء الطفح الجلدي».
ولفتت إلى، أن «أكثر المرضى عرضة لهذا الالتهاب كبار السن ومرضى السكري ونقص المناعة بسبب استخدام الكورتيزون وأدوية أخرى تقلل المناعة».
وأوضحت، أن «تشخيص التهاب واعتلال الأعصاب يتم بالفحص الإكلينيكي أو السريري حيث يمكن التأكد من تأثر الأعصاب الطرفية، وهناك أيضاً تحاليل مخبرية للتأكد من وجود السكري من عدمه، إضافة إلى الاطمئنان على وظائف الكبد والكلى والغدة الدرقية، وعمل تخطيطات كهربائية للعضلات، وتحليل السائل الدماغي الشوكي «البزل القطني» لبعض المرضى إذا كان سبب التهاب الأعصاب غير واضح».
وقالت، إن «أبرز الفيتامينات التي يحتاجها الجسم للوقاية من التهاب العصب، هي B12 «B1».
وأفادت، بأن «التهاب الأعصاب يؤدي لما يسمى بسقوط القدم، وهو ما يحصل نتيجة تأثر الأعصاب الطرفية للقدمين».
وفي رد على سؤال حول أبرز طرق الوقاية من التهاب الأعصاب، أشارت د.فاطمة إلى أنها «تتمثل في اتباع نظام غذائي متوازن والحرص على تناول الأغذية التي تحتوي على الفيتامينات الضرورية لوظائف الأعصاب، والسيطرة على نسبة السكري بالدم». ونصحت د.فاطمة المرضي غير المصابين بالسكري، «بضرورة التأكد من تحليل نسبة السكري بالدم بانتظام سنوياً لاكتشاف أعراض مرحلة ما قبل السكري وعلاجها، وتجنب أسباب الإصابة بالتهاب الأعصاب».
ونوهت د.فاطمة إلى، «ضرورة مراجعة الطبيب المختص عند بداية الشعور بأعراض التهاب الأعصاب لعمل الفحوصات اللازمة وعلاجه في بداية الإصابة بالمرض، محذرة من تفاقمه».