ريف اللاذقية - (الجزيرة نت): كان لافتاً في الآونة الأخيرة، تأكيد فصائل سورية معارضة أنها اكتشفت عناصر تنتمي إلى ما يسمى «حزب الله السوري» من بين القتلى الذين سقطوا لنظام الرئيس بشار الأسد على جبهات درعا والقنيطرة وحلب، وقد حملوا بطاقات ومهمات قتالية تشير إلى ذلك.
ونشرت بعض المواقع الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تتضمن اعترافات لعناصر قبض عليهم الجيش الحر في أكثر من موقع، بأنهم ينتمون إلى «حزب الله السوري»، وتم تجنيدهم خلال الشهرين الأخيرين. وبات الحزب أمراً واقعاً على الساحة السورية، أكده الجنرال حسين همداني أحد قادة الحرس الثوري الإيراني سابقاً، عندما تحدث في أكثر من مناسبة عن تأسيس إيران «حزب الله» في سوريا على غرار «حزب الله» اللبناني. ورغم تواجد عناصر الحزب على الجبهات المشتعلة في سوريا، وتوليه حراسة الكثير من المواقع الإستراتيجية للنظام في دمشق ومحيطها حسبما يؤكد ناشطون، فإنه لم يتم الإعلان عن تشكيله رسمياً، ويتوقع مراقبون أن يتم ذلك قريباً في احتفال رسمي تحضره قيادات لبنانية وعراقية وإيرانية.
وقدر الناشط الإعلامي محمد الساحلي من ريف اللاذقية، أن عدد أفراد الحزب في سوريا تجاوز 15 ألف مقاتل، يعملون مقابل رواتب تتراوح بين 100 و200 دولار شهرياً، وأوضح أنهم يتركزون على الجبهات الحساسة خاصة القنيطرة وفي مناطق توزع الشيعة في سوريا. وبينما لم يعرف متى بدأ الحزب عمله على الأراضي السورية، أوضح همداني أن عناصره كانت تعمل تحت مسمى القوات الشعبية حسبما أوردت صحيفة «الحياة» اللندنية، الأمر الذي أكده الناطق باسم الهيئة العامة للثورة في حلب عمار بكور، حيث أشار إلى أن هذه القوات انضوت تحت لواء الحزب وتقاتل باسمه الآن، خاصة في حلب. وأوضح بكور أن «حزب الله السوري» الذي يقاتل في حلب يتكون من فصيلين رئيسيين: الأول يدعى لواء القدس ويتكون من بعض شبيحة مدينة حلب وفلسطينيين من مخيم النيرب، ويقوده المهندس الفلسطيني محمد السعيد، وتقاتل عناصره على جبهات عدة أبرزها مطارا حلب والنيرب العسكريان. أما الفصيل الثاني فيتألف من مليشيا قوات الدفاع الوطني، وجل عناصرها من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المواليتين للنظام، وتشارك في عمليات النظام شمال حلب، وتنتشر على حواجز عسكرية داخل الأحياء الغربية لمدينة حلب.
من جهته، قال المحلل السياسي والعسكري العميد أحمد رحال أن «حزب الله السوري» لا يقبل عناصر من غير أتباع المذهب الشيعي، ويشير إلى أن غالبية عناصره من الشيعة السوريين القادمين من قرية الفوعة بإدلب ونبل والزهراء بحلب، وشارع الأمين وحي زين العابدين بدمشق. وبدا العميد رحال متأكدا من طائفية «حزب الله السوري» بإشارته إلى أنه يرفض حتى قبول أبناء الطائفة العلوية فيه، معللا ذلك بعدم ثقته بهم، واستعدادهم للتخلي عن كل شيء مقابل النهب والسلب في المناطق السنية التي يدخلونها. وقال رحال «يشارك في الحزب عناصر شيعية من العراق وإيران ولبنان، ويتولى قيادته والإشراف عليه سمير قنطار وضباط من الحرس الثوري الإيراني». وأكدت الناشطة الإعلامية ريم الجولاني أن كل قتلى الحزب في معارك الجنوب من الشيعة، وقد قدموا من عدة دول، ولم تستبعد وجود بعض العناصر العلوية والسنية فيه، ولكنها رجحت تشيعهم من خلال كتابات مثل «يا حسين» «يا لثأر الحسين» «يا زينب»، وجدت مرسومة على أجسادهم. وعن أهداف الحزب في سوريا، قال العميد رحال إنه يسعى بالدرجة الأولى للسيطرة على كامل الشريط الحدودي مع إسرائيل لمنع أي فصيل سوري من استهدافها، أسوة بما فعله في جنوب لبنان، لا سيما إبعاده للمقاومة الفلسطينية عن حدود إسرائيل. واستطرد معتبراً أن «هذا هو الهدف الحقيقي للهجمة الشرسة التي يشنها النظام لاستعادة السيطرة على ريف درعا والقنيطرة بقيادة إيرانية مباشرة يتولاها الجنرال بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني». ولفت رحال إلى أن هذه خطوة حزب الله للسيطرة على الشريط الحدودي مع إسرائيل «تحضيراً لما بعد سقوط بشار الأسد»، مؤكداً أن إيران بذلك «تزيد من الأوراق الرابحة بيدها للتحكم في المنطقة، وضمان أمن إسرائيل في وقت واحد». وتتفق مصادر عديدة على أن قيادة حزب الله السوري محصورة بأيدي قيادات من حزب الله اللبناني وضباط من الحرس الثوري الإيراني، وأن غايته استمرار التحكم في السياسة السورية بعد سقوط الأسد على الطريقة اللبنانية.