عواصم - (وكالات): تشهد العاصمة السعودية الرياض اليوم، قمة سعودية مصرية، تجمع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
من جهته، شدد الرئيس المصري في لقاءات مع وسائل إعلام سعودية على «متانة العلاقات السعودية المصرية»، مشيراً إلى أنها «مازالت على نفس المستوى من العمق والتقارب». وأكد الرئيس السيسي في حوار مع قناة «العربية» أن «زيارته اليوم إلى المملكة تهدف إلى المزيد من التنسيق والتشاور مع الملك سلمان فيما يتعلق بأبرز الملفات الساخنة التي تهم البلدين، وليس لتنقية الأجواء مع الرياض كما تحدث البعض».
وأوضح أن «مواقف خادم الحرمين الشريفين مع مصر تاريخية ومحل تقدير»، لافتاً إلى أن «الواقع العربي يستدعي المزيد من التنسيق بين السعودية ومصر». وتابع في حديثه «نعول على دور السعودية لإنجاح مؤتمر شرم الشيخ، ونحتاج من أشقائنا العرب تلبية مبادرة العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، وحضور المؤتمر الاقتصادي».
وذكر أن «تزامن زيارتي للرياض مع زيارة الرئيس التركي مصادفة»، مطالباً تركيا «بوقف تدخلاتها في شؤون مصر الداخلية». مشدداً في الوقت ذاته على أن «استقرار مصر استقرار للخليج والعكس صحيح».
وزاد السيسي «وجود قوة عربية مطلب أساسي لاستقرار المنطقة، وأنه يجب حل الأزمة السورية بعيداً عن الخيار العسكري». وقال الرئيس المصري في حوار لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «أمن بلاده الإقليمي يمر عبر دول الخليج، وعلاقة مصر والسعودية، استراتيجية بامتياز»، مشيراً إلى «إننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا، الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس مادياً فقط وإنما هو تضامن شامل». وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن «زيارة السيسي للسعودية تعد الأولى بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم، وتهدف إلى تعزيز ودعم العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، في ضوء المواقف المشرفة للمملكة والتي ساندت من خلالها الإرادة الحرة للشعب المصري، كما تعد الزيارة مناسبة للتباحث بشأن مستجدات الأوضاع ومختلف القضايا الإقليمية في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بتدهور الأوضاع في اليمن، وضرورة تداركها، تلافياً لآثارها السلبية على أمن منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر».
وذكر أن «السيسي يولي اهتماماً خاصاً للتواصل والتنسيق المشترك بين البلدين على كافة الأصعدة، في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأمة العربية وسعي بعض الأطراف والجماعات المتطرفة لاستغلال الفراغ الذي خلفه الاقتتال الداخلي وحالة الضعف في بعض الدول للتوسع والإضرار باستقرار ومستقبل شعوب المنطقة». وشدد المتحدث الرسمي على أن «الرئيس السيسي يثمن غالياً المواقف التاريخية لجلالة الملك سلمان بن عبد العزيز أثناء تطوع جلالته في الجيش المصري وقت العدوان الثلاثي، وقيادته حملة لدعم النازحين المصريين حينها، وتضامنه مع مصر خلال حرب أكتوبر 1973، وهي المواقف التي تدلل على الأخوة الحقيقية والصداقة الوفية، وتأتي متسقة مع الإطار العام الذي يضم العلاقات بين البلدين ويكلله التقدير والمودة والاحترام المتبادل، مما يجعل العلاقات بين البلدين الشقيقين نموذجاً يُحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية العربية». وأضاف أن «القمة العربية المقبلة ستكون ضمن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الزيارة، خاصة وأن الوضع الحالي يتطلب أهمية تفويت كافة محاولات بث الفرقة والانقسام بين الدول العربية، والتكاتف فيما بينها لمواجهة المخاطر المتسارعة التي تتعرض لها المنطقة العربية». من ناحية أخرى، يصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى الرياض في وقت لاحق، لعقد مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين، غداً الاثنين، ومناقشة العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وأيضاً المستجدات الدولية والإقليمية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس» إن «أردوغان يصل إلى المملكة حيث سيتوجه إلى مكة المكرمة لتأدية مناسك العمرة، ومن ثم سيتوجه إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي الشريف، وسيصل إلى الرياض غداً في زيارة رسمية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين».