حظي معرض البحرين الدولي للحدائق هذا العام، باهتمام شديد من المواطنين والمقيمين لهذا الحدث السنوي، بعد أن أخذ موقعه الإقليمي والعالمي على خارطة المعارض المهتمة بالزراعة والحدائق والبستنة، والمنظم في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات مابين 25 فبراير و1 مارس 2015.
واستطاع المعرض بنسخته الحالية تحت شعار «التدريب الزراعي لحصاد مستمر» منذ افتتاحه برعاية سامية من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، ودعم ومتابعة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنميـــة القطــــاع الزراعــي، أن يستقطب مئات المواطنين والمقيمين المهتمين بشؤون الزراعة والبستنة والمستثمرين في القطاع الزراعي والهواة وطلبة المدارس والمهندســين الزراعييــــن والمعمارييــــن والمكاتب الاستشارية والأفراد الباحثين عن فرص للاستثمار والعمل بالقطاع.
وجذب المعرض العديد من الأفراد ممن يتطلعون لرفع كفاءاتهم في المجال الزراعي، ليكونوا مؤهلين ومستعدين للخوض في القطاع بأسلوب حديث مبني على التجارب والخبرات المتراكمة، بغية الارتقاء بهم ككوادر وطنية تنهض بالقطاع الزراعي، والتعرف عن قرب على الطرق الحديثة غير التقليدية في تحسين جودة الإنتاج.
وأبرزت مشاركة المؤسسات التعليمية مثل جامعة البحرين وجامعة الخليج العربي ومعهد البحرين للتدريب ومعاهد دولية، الجانب التدريبي والتثقيفي، وأكدت أهمية حفظ وزيادة المساحة الخضراء، للناشئة والمهتمين بالقطاع الزراعي.
وشاركت في المعرض بعض الجمعيات الاجتماعيـــة، مثل جمعيـــة المهندسين الزراعيين البحرينية، وجمعية خير، ومركز الرحمة، والمركز المهني الزراعي للتدريب، وكان لها مشاركة بارزة في تفعيل شعار المعرض، من خلال ورش العمل والمحاضرات والتواصل المباشر مع الزوار في الجناح العلمي الخاص بهذه الأنشطة.
وفعلت الجمعيات والمؤسسات المشاركة، الخطط العلمية الموضوعة وعرضت بعض البحوث والدراسات في المجال الزراعي، وطرحت تجربتها في مجال تشخيص وعلاج التحديات والصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي في البحرين والمحيط الإقليمي، من خلال المحاضرات والإصدارات واللقاءات والشرح على المجسمات وتبادل الخبرات.
وتميز معرض الحدائق بالتفاعل الملحوظ من قبل الزوار والمهتمين في الجناح العلمي، خاصة أن الحلول المطروحة تراعي في تطبيقها البعد الاقتصادي، مثل الجدوى الاقتصادية للاستثمار الزراعي، والبعد البيئي والاجتماعي، ومحدودية الرقعة الزراعية، ما يحقق الاكتفاء الذاتي والرخاء والتميز في القطاع الزراعي، ما ينقل القطاع من الأساليب التقليدية إلى الحديثة.
وشارك نادي البحرين للحدائق في المعرض، إذ احتفل بمرور 50 عاماً على تأسيسه، إضافة إلى تدشين كتاب بهذه المناسبة «خمسون عاماً مثمرة» يتحدث عن تاريخ وتطور النادي على مدى 50 عاماً، إضافة إلى تقديم هدية تذكارية للأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بمناسبة اليوبيل للنادي، وهي عبارة عن إناء ري ذهبي يمثل شعار النادي منذ عام 1990، وإصدار طوابع تذكارية من وزارة المواصلات والاتصالات بالتعاون مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، تعكس مسيرة النادي خلال الفترة.
وشاركت محافظة العاصمة بحزمة من المبادرات المندرجة تحت مشروع «العاصمة الخضراء»، ويهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء في المحافظة وكشفت عن برامج لنشر الوعي الزراعي للمواطنين والمقيمين، مشاطرة بذلك المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي في أهم أهدافها ممثلة في نشر الوعي الزراعي وأهميته للمجتمع.
وعرضت وزارة الأشغال والبلديات، مشروع الحاضنة الزراعية في هورة عالي، ومن خلاله تم العمل على تدريب وتأهيل العديد من المزارعين واحتضان رواد الأعمال الزراعيين وتأهيلهم للبدء بمشاريعهم الزراعية، وتقديم الخدمة والمشورة لجميع الرواد، بهدف احتضان وتدريب رواد الأعمال الزراعيين، وتمكينهم من تسويق منتجاتهم وتطوير إمكاناتهم لمشاريع زراعية رائدة ذات عائد اقتصادي جيد، وقائمة على تقنيات حديثة تنقلهم من الطرق التقليدية إلى الحديثة.
ودشنت وزارة التنمية الاجتماعية برامج نال إعجاب الجمهور، تمثل في التدريب الزراعي والرعاية والتأهيل الاجتماعي لذوي الإعاقة، ما يمكن العديد من منسوبي القطاع تحقيق الذات والاعتماد على النفس وتوظيف البيئة لتحسين النواحي النفسية والاجتماعية، والاستغلال الأمثل لقـــدرات ومهـــارات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار بالتعاون مع مركز عالية للتدخل المبكر.
وكانت للمشاركة الكبيرة للعديد من الشركات العالمية من خارج البحرين، الأثر الطيب على الجمهور الزائر للمعرض، إذ مكنهم من التواصل المباشر مع العارضين، وبدورهم أثروا أجنحتهم بأحدث التصاميم والتقنيات الزراعية وتطبيقاتها، وعرضوا تجاربهم الناجحة، إضافة إلى تقديم استشاراتهم وخدماتهم وبعض العينات من منتجاتهم.
وجاءت هذه الشركات من دول مختلفة مثل فرنسا وإيطاليا وسنغافورة وتايوان وهولندا واليونان واليابان، إضافة إلى شركات زراعية من دول عربية مثل المملكة العربية السعودية وقطر والأردن ولبنان.