أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن البحرين قامت ومازالت تقوم بدورها وواجبها في محاربة الإرهاب وشاركت في كافة الجهود الدولية المعنية بذلك سواء في أفغانستان أو محاربة القرصنة في خليج عدن وكذلك مساعدة العراق في الإرهاب الذي يواجهه حالياً.
وأشار الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، خلال مداخلة في أولى حلقات البرنامج الحواري الاجتماعي «هذا المساء» مساء أمس على تلفزيون البحرين والذي ناقش قضية التطرف وانتشار الأفكار المتطرفة في مجتمعاتنا وسبل التصدي لها، إلى أن البحرين على مر تاريخها كانت المثل والنموذج الذي يقتدى به في التعايش والتسامح والانفتاح ونبذ التطرف بمختلف صوره سواء سياسياً أو ثقافياً أو اجتماعياً.
وقال إنه منذ أواخر السبعينات وحتى الآن مررنا بفترات صعبة وشهدنا حركات متطرفة عديدة ولكن المجتمع البحريني رغم كل الصعاب حافظ على انفتاحه واعتداله وظل نموذجاً يحتذى به لدول المنطقة، ويجب علينا أن نحافظ على ما حققناه من نجاح وخصوصيتنا التي نتمتع بها في مجتمعنا البحريني.
وأوضح وزير الخارجية أن الإرهاب ليس له هوية واحدة ويجلب علينا الانتباه وألا نسمح لأي متطرف بأن يتحدث باسم الإسلام وتمثيله.
وشارك في برنامج «هذا المساء» الكاتبة الصحافية فوزية رشيد ود.عبدالله الحواج وعضو مجلس الشورى الشيخ عادل المعاودة وعدد من الشباب، وقدم الحلقة وأدارها الإعلامي سامي هجرس.
وأوضحت الكاتبة الصحافية فوزية رشيد أن قضية التطرف متشعبة ومركبة ومتداخلة وذات بعد اجتماعي وتاريخي وديني، مشيرة إلى أن المتطرفين يريدون العودة بمجتمعاتنا إلى الماضي والوراء، لكن مجتمعنا البحريني وموروثاتنا العظيمة التي تربينا عليها في التعايش والاعتدال والانفتاح المجتمعي هي التي حمت البحرين من هجمة التطرف التي تجتاح بلدان المنطقة حالياً.
وحول دور الإعلام والصحافة في هذه القضية، قالت إن للإعلام دوراً مهماً في القضاء على الإرهاب ومواجهة الأفكار المتطرفة موضحة أن دور الإعلام يدور بين حالتين توعية للمجتمع وكشف للحقائق أيضاً، مؤكدة أن الكتاب الوطنيين يواجهون الأفكار المتطرفة في إطار رؤية وطنية.
وأعربت عن اعتقادها أنه ليس في الصحافة الوطنية ما يدعم منهج التطرف ونموه في المجتمع بل على العكس التصدي للتطرف ومواجهته، مؤكدة أنه يجب أن نكون كمجتمع متسامحين ونسمع للرأي والرأي الآخر.
من جهته تطرق د.عبدالله الحواج إلى أسباب حدوث التطرف في مجتمعاتنا وماذا كنا عليه في السابق من تسامح واعتدال وانفتاح وكيف أصبحنا في الحاضر من انتشار هذه الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا، مؤكداً أن الدين الإسلامي دين سمح، متسائلاً لماذا نبتعد عن سماحة الدين ويسره ولماذا يتم انتقاء الأشياء التي قد تفسر على أنها عنف ويتم التركيز عليها.
وقال إن البحرين بلد عرفت على الدوام بأنها بلد متسامح جداً وتتسم بالوسطية والاعتدال، ويجب علينا كمواطنين أن نسعى جميعاً لبناء هذه المملكة الجميلة والحفاظ عليها وعلى مكتسباتها.
ولفت إلى أنه يجب الانتباه إلى أننا ضمن العالم ونتأثر بما يجري حولنا والصورة الآن قائمة ونحن نتأثر بها بلا شك ولذلك يجب علينا أن نتحلى بالوعي لأننا معرضون لهجمة شرسة تحاول تمزيق مجتمعاتنا مشدداً على أهمية تجريم كل فعل متطرف بوضوح ويجب على المجتمع التحلي بالتسامح والاستماع إلى الآخر.
وأوضح الشيخ عادل المعاودة أن التطرف هو مرض يحتاج إلى علاج، مشيراً إلى أن المنابر الدينية هي من أكثر المؤثرات لنشر التطرف وفى الوقت ذاته لمناهضة هذا الفكر الدخيل علينا، وقال إن فكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه للتصدي إلى الخوارج وفكرهم المتطرف مطلوب الآن بتعريتهم فكرياً والتصدي لأصحابه بنشر الفكر الصحيح والمعتدل. وانتقد عدد من الشباب المشاركين في البرنامج استغلال البعض للمنابر الدينية لنشر فكر التطرف باسم الدين، كما أرجعوا أسباب التطرف إلى الفراغ وغياب الوعي الديني وتراجع دور الأسرة التربوي، فضلاً عن الاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي من جانب البعض لنشر التطرف.