كتبت - رقية الجابر:
أرجع ناشطون شباب غياب الجمعيات الشبابية عن الساحة إلى قلة الدعم المالي والمتطوعين والموظفين المتفرغين، وعدم تغيير الجمعيات لسياستها، واحتكار العمل وعدم توزيع المهام، وغياب التعاون بين الأعضاء، وقلة الوعي لدى الجيل الحالي وعدم إدراك أهمية هذه الجمعيات في المجتمع، إضافة إلى الواقع المجتمعي الذي ينظر للجمعيات الشبابية بضبابية ويشكك في قدرة العمل التطوعي على التطوير.
وأشاروا، في تصريحات لـ«صوت الشباب»، إلى وجود فجوة بين إدارة الجمعيات والشباب أدت إلى عزوف الشباب عن الجمعيات الشبابية حيث أصبحت لا تقدم برامج وفعاليات تتناسب مع فئة الشباب للجيل الحالي.
ودعوا إلى زيادة الثقة بقدرة الشاب البحريني من قبل كافة المؤسسات والأفراد بالمجتمع؛ وزيادة الدعم المالي؛ والتوعية بأهمية العمل المجتمعي والتطوعي.
قلة المتطوعين
أوضح نائب رئيس جمعية الشباب والتكنولوجيا علي جناحي أن أسباب الاختفاء عن الساحة ترجع إلى قلة عدد المتطوعين، وأيضاً قلة الموظفين المتفرغين للعمل بالجمعية، كذلك قلة الدعم المالي.
وأشار علي جناحي إلى أن من أبرز المشاكل التي أدت إلى غياب هذه الجمعيات أن بعض الصعوبات سببت ذلك والحل بتجاوز الصعوبات هذه والتغلب عليها وذلك بتعاون كافة الجهات مع الجمعيات الشبابية، والمطالبة قد تكون من أن تولي القيادة الرشيدة اهتماماً واضحاً لشباب البحرين على أصعدة عديدة؛ مع هذا الدعم اللامحدود يرغب الشاب بالمزيد وذلك من أجل رفع اسم البحرين عالياً ومن أهم النقاط؛ زيادة الثقة بقدرة الشاب البحريني من قبل كافة المؤسسات والأفراد بالمجتمع، زيادة الدعم المالي، التوعية بأهمية العمل المجتمعي والتطوعي ومطالبة جهات المملكة والجهات المسؤولة عن الدعم الوزرات والجهات الحكومية؛ القطاع الخاص.
احتكار العمل
من جانب آخر، قالت الناشطة الاجتماعية سارة ميرزا إن أسباب اختفاء الجمعيات الشبابية تعود على اختلاف الثقافة الشبابية والاحتكار في العمل أي عدم توزيع المهام بشكل واضح مع غياب التعاون بين الأعضاء.
وأوضحت سارة ميرزا أن من المشاكل التي واجهتهم وأدت للغياب؛ حصر الاهتمام سواء من الدولة أو الإعلام في البعض من الجمعيات دون غيرها، وعدم وجود جهة رسمية منظمة ومتابعة لعملها بشكل واضح.
وأشارت إلى ضرورة التنويع سواء في إطار توجيه الاهتمام بين الجمعيات في الساحة الشبابية والأنشطة المطروحة وإعادة نشر ثقافه العمل الشبابي والمسؤولية الاجتماعية.
ومطالبة الهيئات المعنية سواء بالإعلام والثقافة أو الشؤون الاجتماعية بتخصيص جزء من عملها الأساسي في خدمة الجمعيات وإيماننا منها بضرورة التعاون في تقوية الفئة المجتمعية حيث إن فئة الشباب هي المحرك الأساسي في المجتمعات ويجب على الدولة إشراك جميع مؤسساتها ووزاراتها في هذا العمل لتنوع المصادر بدلاً من السلطة العليا؛ الجهات المسؤولة عن دعم الدولة المعينة من القطاع الخاص مثل الأندية الرياضية أو الثقافية.
قلة الوعي
وقال رئيس العلاقات العامة والإعلام في جمعية المستقبل الشبابية يوسف الصايغ إن أهم أسباب اختفاء الجمعيات قلة الوعي لدى الجيل الحالي وعدم إدراك أهمية هذه الجمعيات في المجتمع.
وأضاف يوسف الصايغ أنه في السابق خلال فترة الطفرة في إطلاق الجمعيات الشبابية بعد المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى كان هناك وعي كبير لدى الشباب بدور هذه الجمعيات، حيث كانت هناك منافسة بين الجمعيات من خلال عدد أعضائها الذين ربما يفوق الـ500 شخص ولكن بالفترة الأخيرة أصبح هناك قلة وعي ربما تتحمل الجمعيات الشبابية جزءاً كبيراً منه حيث إنها فقدت حملة الوصل ما بينها وبين الجمهور المستهدف.
وأوضح أن السبب الرئيس في اختفاء الجمعيات الشبابية عن الساحة هو عدم تغيير الجمعيات لسياستها؛ حيث إن العدد الأكبر من الجمعيات الشبابية الموجودة على الساحة اشتهرت في 2002 إلى 2005 إلا أن المفارقة بين هذه الجمعيات، حيث لاتزال تحتفظ بنفس السياسات وطريقة التعاطي بالرغم من أنه يختلف الجيل الحالي عن السابق، كذلك أصبحت مجالس الإدارة في هذه الجمعيات من غير صنف فئة الشباب، هذه الفجوة ما بين إدارة الجمعيات والشباب أدت إلى عزوف الشباب عن الجمعيات الشبابية، حيث أصبحت لا تقدم برامج وفعاليات تتناسب مع فئة الشباب للجيل الحالي.
وأكد أن الجمعيات الشبابية بالبحرين تحظى بدعم لا تحظى به أي جمعيات في منطقة الشرق الأوسط؛ ووزارة التنمية لديها برنامج لدعم المنظمات الأهلية وتوفر منحاً لهذه الجمعيات لتفعيل برامجها ودعمها، يبقى الدور على الجمعيات من ناحية كيفية الاستفادة من هذه المنح وتطوير برامجها واستقطاب أكبر عدد من الشباب.
وقال إن الشركات في البحرين تخصص مبالغ كبيرة بشكل سنوي لدعم المجتمع المدني ضمن إطار المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات، ولكن يبقى الدور على الجمعيات في تقديم برامج تستطيع إقناع الشركات بها لتمويل برامجها والدور الأهم طريقة صياغة وإعداد المشاريع بطريقه تعيد بريقها من جديد.
النظرة الضبابية
وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية الريادة الشبابية بشار فخرو إلى أن أسباب اختفاء الجمعيات الشبابية عن الساحة عديدة تبدأ من واقع مجتمعي ينظر للجمعيات الشبابية بنظرة ضبابية غير واضحة لماهية عمل الجمعيات الشبابية وأوجهه ومدى قدرة العمل التطوعي في الجمعيات على التطوير ومد يد المساعدة للمجتمع والتأثير فيه، كما يغيب التصنيف والتوصيف لمفهوم الشباب من هم؟ وما هي احتياجاتهم؟ واقتصار مفهوم العمل التطوعي على العمل الخيري.
وأضاف فخرو «من ناحية أخرى تقوم الجامعات بنشاطات عبر أنديتها الطلابية وعمادة شؤون طلابها بشكل مكثف يبعد الشباب عن الاهتمام بأنشطة خارج الجامعة، خصوصاً وأن جداول الشباب اليوم أصبحت مزحومة ما بين العمل والدراسة بنسبة كبيرة منهم مما لا يدع وقتاً للمشاركة في الجمعيات الشبابية ناهيك عن ابتعاد الشباب أيضاً عن الالتزام والمسؤولية المصاحب لعمل الجمعيات».
وأشار إلى أن وجود الجمعيات الشبابية في البحرين يعتبر حديثاً بشكله الحالي. ومع وجود جمعيات شبابية تابعة لجمعيات أخرى أو جمعيات شبابية حصرية على مجموعات معينة لكسب الوجاهة الاجتماعية ينفر الكثير من الشباب ويبعدهم عن الجمعيات وعملها، فلا تملك الجمعيات الأعداد الكافية للعمل والظهور بشكل واضح مع الافتقار للتجديد في الأفكار والمشاريع المكررة التي لا تساعد في جذب الشباب الباحث عن الجديد والمتميز.
وأضاف «تبقى دائماً مشكلة الدعم المادي للجمعيات الشبابية هاجساً يبحثون عن حلول له، فالمؤسسات والشركات الداعمة لا تنظر لمشاريعهم بجدية ولا تستثمر في أفكار الشباب بل يعتمد الدعم على الأسماء الراعية للمشروع، مما يحرم الجمعيات من تنفيذ مشاريعها إذا لم تجد اسماً لرعايتها، خصوصاً بوجود أكثر من 20 جمعية شبابية وأكثر من 550 جمعية بشكل عام.
مشاغل ذاتية
وقالت الشابة خريجة بكالوريوس محاسبة سجى سند إن اختفاء الجمعيات الشبابية يرجع لمشاغل ذاتية، إضافة إلى الدوام طوال أيام الأسبوع والانشغال في الدراسة، أما أيام العطل فيعمل الشباب على تأدية الأعمال أو الواجبات التي تراكمت خلال الأسبوع لإنجازها، بالإضافة إلى الاستعداد لأسبوع عمل متواصل ودراسه وغيرها.
وأضافت سجى سند أن قلة وعي الشباب بأهمية هذه الجمعيات يعتبر أيضاً أحد الأسباب، وكثيراً ما نسمع من خلال الصحف المحلية ووسائل الإعلام عن أهمية احتواء الشباب وكيفية دمجهم في الأنشطة والفعاليات الشبابية إلا أنه مجرد فضفضة إعلامية وأمنيات، ولكن لا ترى ذلك على أرض الواقع، كما إن عدم اهتمام الجهات الرسمية بهذه الجمعيات وراء عزوف الشباب للانخراط في هذا العمل التطوعي لخدمة الوطن والمواطنين من فئة الشباب، ومثال على ذلك وزارة الثقافة، المؤسسة العامة للشباب والرياضة، تمكين، وزارة التنمية الاجتماعية، وغيرها من الوزارات والمؤسسات.
وأكدت أن الجمعيات الشبابية بحاجة إلى أرضية صلبة بحاجة إلى ميزانية ضخمة يعمل الشباب على ضوئها بتوفير الفعاليات والأنشطة التي تجمع شمل الشباب وتفرز طاقاتهم. وكما نرى في معظم دول العالم أن الجمعيات التي تلاقي دعماً كبيراً من وزارات أو من تجار أو من تمويل من الخارج هي الجمعيات التي تستمر وتعمل بنشاط فائق. إن أفضل وسيلة لإقامة جمعيات شبابية هي اختيار قادة لهذه الجمعيات يتم إجبارهم على تلقي دورات وتدريبات مكثفة ووضع استراتيجية لأهدافهم وأن يعمل القادة على إدراج ذوي الكفاءات للعمل ضمن إدارييها.