دعت دراسة طلابية في جامعة البحرين إلى تصميم شوارع نموذجية للتقليل من حوادث المشاة صغار السن في الطرقات وأمام المدارس، من خلال تطوير شبكة الطرق، واستخدام حلول هندسية لحماية الأطفال، مثل الحواجز المتحركة أمام بوابات المدارس، مشيرة إلى أن 27% نسبة حوادث الأطفال من إجمالي حوادث المشاة في البحرين.
وحصلت الدراسة، التي نفذتها 3 طالبات في برنامج الهندسة المدنية بكلية الهندسة في الجامعة، على المركز الثاني في مسابقة ومعرض مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة في الجامعة.
وقالت الطالبة دانة عبدالمجيد، إحدى صاحبات الدراسة، إن «الإحصاءات تشير إلى أن نسبة حوادث الأطفال الذين تتراوح أعمارهم من سنتين إلى 19 سنة تصل إلى 27% من إجمالي حوادث المشاة في الفترة من 2010 إلى 2013».
وأضافت «تعد هذه النسبة مرتفعة بالنسبة لمملكة البحرين التي تصنف ضمن الدول ذات الدخل المرتفع التي تتمتع بمستويات إنفاق جيدة على البنية التحتية فينبغي أن تتراوح حوادث الأطفال المشاة فيها بين 5 إلى 10% فقط بحسب تصنيفات المنظمات الدولية المختصة».
وتابعت أن «الدراسة استهدفت الوقوف على واقع الحوادث التي تطال الأطفال المشاة، والتنبيه لأهمية العمل على تقليل نسبتها من خلال توفير بيئة آمنة للمشاة».
وأوضحت عبدالمجـــيد أن «معطيات الدراسة بحثت ضمن أربعة محاور، هي: الجنس، والفئة العمرية، ووقت الحادث، واليوم (يوم عمل أو إجازة)».
وأشارت إلى أن «الفريق قسم الأطفال إلى أربع فئات عمرية، هي: من سنتين إلى 5 سنوات، ومن 6 سنوات إلى 11 سنة، ومن 12 إلى 15 سنة، ومن 16 إلى 19 سنة»، مشيرة إلى أن أكثر فئات الأطفال التي تتعرض لحوادث المشاة هي الفئة بين 6 إلى 11 سنة.
وقالت: «هذه الفئة حديثة العهد بدخول المدرسة، ولا تعرف استخدام الشوارع أو الالتزام بقواعد السير». وذكرت أن أكثر الحوادث تقع في الساعة الواحدة ظهراً في أيام العمل الرسمية، وبين الرابعة والخامسة عصراً في أيام الإجازات.
لفتت الطالبة دانة عبدالمجيد إلى أن استبانة نفذها الفريق الطلابي استطلع فيها آراء عينة من الأطفال وأولياء الأمور كشفت أن غالبية المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الشوارع تحتاج إلى إعادة تصميم، وأنهم يرون أهمية وجود رجل أمن بالقرب من المدارس لتسهيل مرور الأطفال.
وأعربت عبدالمجيد عن شعورها وزميلتيها ولاء الظاعن وغسق ماجد بـ«الرضا حيال الدراسة ونتائجها».
ومن ناحيته أوضح د.الجناحي أن «المشروع يسلط الضوء على موضوع على قدر كبير من الأهمية فبحسب المعطيات والتصنيفات فإن معدلات حوادث المشاة التي يتعرض لها الأطفال يجب أن تكون في نطاق أدنى من المعدل الحالي بكثير بل يتعين أن تكون في نفس معدلاتها في دول أوروبا الغربية ذات الدخل العالي والنظم المرورية العريقة».
وقال: «إن دخل الفرد في البحرين والإنفاق العام على البنية التحتية والشوارع والطرق يجعل الدارسين يتأملون في معدلات الحوادث، وذلك الأمر هو ما أرادت الدراسة التنبيه إليه ووضع الحلول له».