أكدت عاملات، حاليات وسابقات، في القطاع المالي والمصرفي أهمية يوم المرأة البحرينية على الأجندة الوطنية للبحرين، مشددات على أن تخصيص هذا اليوم للاحتفاء بالمرأة المصرفية سيسهم في تعزيز ظهور ومكانة المرأة البحرينية في هذا المجال على مستوى البحرين والمنطقة، ويكرس المسيرة الطويلة التي بدأتها المرأة في هذا القطاع.
وشددن على أهمية إعلان صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة تخصيص يوم المرأة البحرينية للعام 2015 للاحتفاء بالمرأة في القطاع المالي والمصرفي، ولإبراز حضور المرأة في هذا القطاع المهم على مدى أكثر من 50 عاماً.
وأشرن إلى ازدياد فرص العمل أمام المرأة في القطاع المصرفي، مؤكدات أهمية الاستفادة من الكفاءات والكوادر النسائية المؤهلة للعمل في هذا القطاع.
وأوضحن أن تخصيص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة المصرفية من شأنه فتح المزيد من فرص التوظيف أمام خريجات كليات الأعمال والعلوم المصرفية، من القادرات على إثبات جدارتهن بسرعة عند إتاحة الفرصة المناسبة أمامهن.
ودعت المصرفيات المؤسسات المالية والمصرفية إلى الانخراط الفعال في مختلف الأنشطة والفعاليات التي سيقيمها المجلس الأعلى للمرأة بهذه المناسبة، مع الإشادة بمبادرة تلك المؤسسات في إنشاء وحدات تكافؤ فرص تضمن عدم التمييز ضد المرأة، مشيدات بالجهود التي يقوم بها المجلس على صعيد دعم نهوض المرأة البحرينية في شتى المجالات.
تعزيز التنافسية
وقالت مديرة العلاقات العامة في بنك ستاندرد تشارترد نورة النصف إن تخصيص يوم المرأة البحرينية 2015 للاحتفاء بالمرأة المصرفية يسهم إسهاماً كبيراً في إظهار قدرات وتفوق المرأة البحرينية في هذا المجال على مدى العقود الماضية، كما يسهم في استكشاف طرق جديدة لتعزيز مساهمتها وريادتها في القطاع المصرفي، وتسليط ضوء أكبر على التحديات التي تواجه نهوضها.
وأشارت إلى ازدياد فرص العمل أمام المرأة في القطاع المصرفي، مؤكدة أهمية الاستفادة من الكفاءات والكوادر النسائية المؤهلة للعمل في هذا القطاع.
وأكدت النصف أن القطاع المصرفي بما يضمه من بنوك وشركات تأمين ومؤسسات مالية بات مقتنعاً الآن بضرورة دعم وتشجيع الكفاءات النسائية، وقالت «لقد أصبحت المؤسسات المالية والمصرفية تدرك أن تعزيز تمثيل المرأة يشكل ميزة تنافسية كبيرة لها، لذلك تحرص تلك المؤسسات على توظيف أعداد متزايدة من الكوادر النسائية وتدريبها وتأهيلها».
وأشارت في هذا الصدد إلى أن ستاندرد تشارتردبنك واحد من المؤسسات المصرفية الرائدة التي تضم في إدارتها العليا والمتوسطة عدداً كبيراً من النساء اللواتي أثبتن جدارة وكفاءة المرأة البحرينية في العمل المصرفي.
تفاؤل بمستقبل المصرفية
من جانبها، قالت مسؤولة التبليغ عن جرائم غسيل الأموال في المؤسسة العربية للاستثمار عزيزة كمال، إن مخرجات التعليم والتطور الكبير الذي حصل في تعليم السيدات، إضافة إلى النهضة المصرفية التي شهدتها البحرين في سبعينات القرن الفائت، عوامل أسهمت في دخول المرأة البحرينية قطاع العمل المصرفي بشكل مبكر، حتى بات هذا القطاع يضم اليوم العديد من الكوادر النسائية المؤهلة والنماذج الرائدة على مستوى البحرين والمنطقة.
وأضافت «تمكنت المرأة البحرينية مع الزمن من التأثير بوضوح في وتيرة العمل في القطاع المصرفي، بعد أن نجحت بتقلد دور بارز على صعيد التطوير ورفع كفاءة جودة الخدمة المقدمة في المصارف، حتى أصبحت البنوك تمتلك الآن قيادات مصرفية من النساء ممن أثبتن كفاءتهن ووصلن إلى أعلى المناصب».
وأعربت كمال عن تفاؤلها إزاء مستقبل المرأة البحرينية العاملة في القطاع المصرفي، خاصة مع الجهود الكبيرة التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة على صعيد تمكين المرأة البحرينية ونهضتها في مختلف القطاعات.
وقالت إن زيادة تمثيل المرأة في القطاع المصرفي، وخاصة في القيادات العليا من شأنه توفير بيئة عمل صحيحة وجاذبة ومطورة لقدرات المبدعات. مشيرة إلى أهمية أن تحظى المرأة المصرفية بفرص متساوية في مجال التطوير والتدريب حرصاً على تحقيق أعلى درجات الجودة والخدمة المميزة للعملاء.
إزالة جميع عوائق الترقية
بدورها أشارت سيدة الأعمال إيمان بوراشد التي عملت سابقاً في كل من بنك البحرين والكويت وبنك الخليج الدولي، إلى دور المرأة المصرفية في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية بالبحرين، منوهة بدور المجلس الأعلى للمرأة الكبير في إرساء القيم الداعمة للمرأة بمؤسسات الدولة ومن أبرزها العمل باستحداث وحدات لتكافؤ الفرص بمختلف الجهات الحكومية والخاصة.
وأشادت بوراشد بوعي القطاع المصرفي في البحرين إزاء أهمية منح المرأة فرصاً متكافئة في التوظيف والتدريب والترقية، وخصت بالذكر ما يبذله به مصرف البحرين المركزي من جهود، ومن إجراءات إدارية ورقابية تضمن مستقبلاً إقامة وحدات تكافؤ فرص في مختلف المؤسسات المالية والمصرفية في البحرين، وذلك تحقيقاً لرؤية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة الملك المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص لدى مختلف الجهات الحكومية والخاصة، مشيرة إلى أن البنوك والمؤسسات المالية في البحرين تأتي في صدارة الجهات التي تحرص على منح المرأة فرصاً متكافئة في العمل والتدريب وتولي المناصب القيادية.
وقالت إن القطاع المصرفي البحريني يعد أحد أهم القطاعات الجوهرية والحيوية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وهذا القطاع يقف شاهداً اليوم على كفاءة المرأة البحرينية وتميزها.
لكن بوراشد لفتت إلى وجود حالات في القطاع المصرفي، كما هو حال القطاعات الأخرى، يحاول فيها بعض الرجال حصر أداء المرأة أو الفتاة بالحاسوب وبقية الإعمال الإدارية البسيطة، وقالت «إن المتاعب أمام المرأة في القطاع المصرفي لا تأتي من العملاء، بل من بعض الإدارات العليا قليلة الثقة بكفاءة المرأة، والتي ما تلجأ غالباً إلى أن تسند لها وظائف غير حيوية أو بعض الأعمال الإدارية البسيطة».
وأكدت في هذا السياق على أهمية الجهود المتواصلة التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة، وتخصيص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة المصرفية، في إزالة أي عوائق أمام تطور المرأة البحرينية في القطاع المصرفي، وخلق بيئة عمل تنافسية مستدامة في مختلف المؤسسات المالية والمصرفية.
فتح باب أوسع لعمل الخريجات
من جانبها، أكدت مديرة العلاقات العامة السابقة في بنك الاستثمار الدولي، ريم أيوب، أن تخصيص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة المصرفية من شأنه فتح المزيد من فرص التوظيف أمام خريجات كليات الأعمال والعلوم المصرفية، من القادرات على إثبات جدارتهن بسرعة عند إتاحة الفرصة المناسبة أمامهن.
وأشارت إلى خصوصية العمل المصرفي الذي يصقل شخصية الفتاة وينمي قدراتها ويفتح آفاقاً جديدة لمستقبلها وتحقيق طموحها، وقالت «القطاع المصرفي بيئة مثالية أمام المرأة لتثبت ذاتها وتتطور، والعمل المصرفي يعزز من معارف الفتاة في قطاعات الأموال والاقتصاد بشكل عام، وهذا الواقع ينعكس إيجابياً على شخصيتها داخل عملها في المصرف، وفي محيط العائلة والمحيط الاجتماعي العام، ويجعل منها مع الوقت قادرة على لعب دور مهم على الصعيد التجاري والاقتصادي».
ولفتت أيوب إلى جاذبية القطاع المصرفي في البحرين للنساء من حيث الرواتب والمميزات والاستقرار الوظيفي، وهو ما يعزز من نسبتهن في القطاع، وقالت إن نظرة عامة تظهر لنا ازدياداً مضطرداً في عدد النساء البحرينيات اللواتي وصلن إلى مناصب مرموقة في الإدارتين المتوسطة والعليا في معظم المؤسسات المالية والمصرفية.
وأكدت الحاجة إلى مشاركة جميع المؤسسات المالية والمصرفية في مختلف فعاليات يوم المرأة البحرينية الذي جرى تخصيصه للاحتفاء بالمرأة في القطاع المصرفي، لما في ذلك من أهمية كبيرة في زيادة ثقة الرجل في المستويات الإدارية العليا بقدرة المرأة على التفوق في عملها.