الحركة الثقافية والفنية في البحرين تواصل التجدد
إبداعات الأجيال قدمت فناً أصيلاً يجمع بين الأصالة والمعاصرة
الفن سجل مفتوح يروي ويوثق حضارات مختلف الشعوب والأمم
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أن الحركة التشكيلية البحرينية بجودتها وتعدد مدارسها الفكرية، باتت تضاهي نظيراتها العالمية.
وقال سموه لدى افتتاحه معرض البحرين السنوي الـ41 للفنون التشكيلية في متحف البحرين الوطني أمس، إن الحركة الثقافية والفنية في البحرين تميزت ولاتزال بتجددها المتواصل، مرجعاً الفضل إلى إبداعات أجيال متعاقبة من المواهب استطاعت أن تنهل من عطاءات الرواد، لتقدم فناً بحرينياً أصيلاً يجمع بين الأصالة والمعاصرة، في تناغم يعكس حضارة البحرين وتطورها.
وأضاف سموه أن الحركة التشكيلية البحرينية أصبحت تضاهي نظيراتها العالمية من حيث جودتها وتعدد مدارسها الفكرية، لتثري المشهد الثقافي والفني في البحرين بروح جديدة تعزز من قيم الإنجاز والإبداع.
واعتبر سموه «الفن سجلاً مفتوحاً يروي ويوثق حضارات مختلف الشعوب والأمم وإسهاماتها التي تحاكي واقعها كي تستلهم منها الأجيال ما يربطها بجذورها ويخلد تراثها وأصالتها».
وجال سموه في أقسام المعرض واطلع على ما يشتمل عليه من لوحات وأعمال فنية متنوعة وقيمة لنحو 40 فناناً بحرينياً، واستمع إلى شرح حول طبيعة هذه الأعمال ومدلولاتها الفنية والإبداعية.
وأشاد سمو رئيس الوزراء بما اشتمل عليه المعرض من أعمال رفيعة، تميزت بحرفية قادرة على مخاطبة الذات وإمتاعها، وقال «إن الأعمال الفنية التي يتضمنها المعرض تحمل رؤى وتصورات حديثة تعبر حالة نضج وصل إليها الفنان البحريني بإبداعاته، وتخطت حدود المحلية إلى آفاق العالمية».
وأكد سموه حرص الحكومة على دعم الحركة الثقافية والفنية البحرينية ورعاية الموهوبين من الفنانين، إدراكاً منها لأهمية دور الثقافة والفنون في التعبير عن رقي المجتمعات والتأثير في الارتقاء بالذوق العام.
ونبه سموه إلى أن البحرين تشهد هذه الأيام حالة من الزخم الثقافي والفني على المستويات كافة، ما يؤكد نجاح الجهود المبذولة لتعزيز مكانة المملكة كموقع رائد على صعيد السياحة الثقافية والفنية.
وأثنى سموه على ما يقدمه المبدعون من الفنانين التشكيليين البحرينيين من أعمال تتسم بالغنى والإلمام بمختلف عناصر المدارس التشكيلية الحديثة والمعاصرة، لتقدم منتجاً فنياً متنوعاً في محتواه ومميزاً في مردوده الثقافي والفني.
بعدها تفضل سموه بتسجيل كلمة في سجل المعرض، أكد فيها أن معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية يظل علامة فارقة في مسيرة الفن والثقافة بالبحرين.
وقال سموه «إنه لمن دواعي سرورنا أن نستقبل المعرض اليوم بمزيد من الثقة، وهو يواصل دوره في رفد الحركة الثقافية البحرينية، وأن يتواصل لقاؤنا بالفنانين البحرينيين، ومتابعة منجزهم الثقافي عن قرب، في معرض تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار، ويعكس الحضارة والتحضر اللذين تزخر بهما أرضنا الحبيبة».
وتوجه سموه بالشكر والتقدير إلى رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وإلى كافة العاملين في الهيئة، على الجهود المخلصة المبذولة لأجل إعداد وتنظيم المعرض في نسخته الـ41 بهذا المستوى الرفيع، سائلاً سموه المولى القدير أن يوفق الجميع لما فيه خير هذا البلد.
من جانبها توجهت الشيخة مي بنت محمد، بعميق الشكر والامتنان إلى سمو رئيس الوزراء لرعايته المعرض منذ انطلاقته الأولى، مشيرة إلى أن هذه الرعاية تشعر الفنانين بالاهتمام ودليل على أن البحرين تفخر بأعمالهم وتضيفها إلى منجزاتها الثقافية والحضارية.
وأكدت أن المنامة تعايش هذه الأيام متوازيات ثقافية مع انطلاقة عامها الجديد تحت شعار «تراثنا ثراؤنا»، موضحة أنه «في وقت بدأ فيه ربيع الثقافة العاشر بتقديم أجمل الخطابات الإنسانية والثقافية للجمهور، يأتي معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام، ليكمل الصورة وتتقاطع مكوناته مع كل ما تختبره المملكة من تجارب ثقافية فنية وإبداعية».
وأشادت بالجهود المبذولة من قبل الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، وتعاونه المستمر واهتمامه بالفنون التشكيلية والنتاج الفني الجميل للفنانين البحرينيين.
ويقدم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية هذا العام، مجموعة منتقاة من الأعمال تتجاوز 50 عملاً، وتتنوع ما بين التصوير الزيتي، التصوير الفوتوغرافي، الأعمال التركيبية والنحت، تم انتقاؤها من بين أكثر من 170 عملاً تقدم بها الفنانون للمشاركة في المعرض، عبر لجنة اختيار مكونة من نقاد وأكاديميين وتشكيليين، لتكون الأعمال المختارة للمشاركة في المعرض هذا العام، منتقاة بشكل موضوعي وعلمي.
وتعود في هذه النسخة من معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، جائزة الدانة الممنوحة من هيئة البحرين للثقافة والآثار لأفضل عمل تشكيلي، والتي شكلت لها لجنة تحكيم خارجية، اختارت العمل الحاصل على الجائزة لهذه النسخة من المعرض، بينما صمم الفنان خليل الهاشمي مجسم الجائزة لهذا العام.
ويشارك في المعرض نادي البحرين للتصوير بمجموعة من الصور الفوتوغرافية، بعد حصوله ممثلاً عن البحرين على «كأس العالم» من منظمة الفياب - الفدرالية الدولية لفن التصوير الفوتوغرافي، وهي منظمة دولية تضم 86 دولة، ويبلغ أعداد المصورين المنضوين تحتها أكثر من مليون مصور.
حضر افتتاح المعرض عدد من الوزراء والنواب وكبار المسؤولين ورجال السلك الدبلوماسي ورجال الصحافة والإعلام والأعمال والمثقفين والفنانين المهتمين بالحركة التشكيلية البحرينية.