محلل: هادي ربما يطلب قوات عسكرية خليجية لحماية سلطته في عدن من الحوثيين


صنعاء - (الجزيرة نت): تحولت الوعود الخليجية بدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ورفض انقلاب الحوثيين إلى إجراءات عملية من شأنها أن تحدث تغييراً في مجريات الأزمة التي تعصف بالبلاد.
وبينما أجلت معظم دول العالم دبلوماسييها من العاصمة اليمنية صنعاء، انتقلت السفارات الخليجية إلى عدن وباشرت التنسيق مع الرئيس هادي بهدف دعم الشرعية وتغيير موازين القوى السياسية لصالح رافضي الانقلاب.
وانضمت البحرين والكويت إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر في نقل سفرائها من صنعاء إلى عدن حيث يباشر هادي مهامه الرسمية بعد وصوله إليها في 21 فبراير الماضي.
وكان الحوثيون نفذوا انقلاباً في صنعاء وأصدروا إعلاناً دستورياً في 6 فبراير الماضي لكنه لقي رفضاً شعبياً واسعاً ومعارضة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة.
وكسر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني العزلة السياسية عن الرئيس هادي حيث أدى زيارة الأسبوع الماضي إلى عدن برفقة سفراء دول الخليج الست.
وأعلن الزياني تأييد دول الخليج لشرعية هادي والاستمرار في دعم اليمن على كافة الأصعدة للخروج من أزمته الراهنة. وتشير تقارير إلى أن الدعم الخليجي لن يقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي فقط بل سيتجاوز إلى الجانب العسكري. يشار إلى أن دولاً عربية وأجنبية عديدة أغلقت سفاراتها بصنعاء وأجلت دبلوماسييهما من هناك بعد سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة ومفاصل السلطة.
ومن بين هذه الدول أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وتركيا وإيطاليا ومعظم البلدان العربية والخليجية.
وكان محافظ عدن عبد العزيز بن حبتو أكد أن السفير الأمريكي ماثيو تولر سيستأنف عمله الدبلوماسي من عدن قريباً. وأفادت مصادر دبلوماسية بأن لندن عينت سفيراً جديداً لها في اليمن وهو أدموند فيتون براون خلفاً لجين ماريوت، وتوقعت أن يقدم أوراق عمله للرئيس هادي في عدن ويزاول عمله بها.
ورأى الكاتب صادق الروحاني أن «دول الخليج معنية بدعم اليمن اقتصادياً وسياسياً وحتى عسكرياً لكسر الانقلاب الحوثي».
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي حسين اللسواس أن زيارة الزياني عدن ولقائه بالرئيس هادي وبدء سفراء الدول الخليجية مزاولة أعمالهم منها يشير للرغبة في دعم السلطة الحالية في عدن، وصولاً لممارسة مزيد من الضغوط على الحوثيين لإنهاء سيطرتهم المسلحة على مفاصل الدولة وتحجيم قوتهم العسكرية.
ويعتقد اللسواس أن الضغوط الخليجية على الحوثيين تهدف لدفعهم إلى تقديمهم تنازلات سياسية تكفل تحقيق مستوى متقدم من التوافق بهدف وضع ترتيبات انتقالية وتشكيل حكومة شراكة وإجراء انتخابات.
ورأى أن استقرار السلطة في عدن في ظل التهديدات الحالية من الحوثيين لا يمكن أن يتحقق دون مواجهة هادي لهم بمختلف المحافظات الرافضة للانقلاب وتحديداً مأرب والجوف والبيضاء، مضيفاً «يمكن لنظرية المجابهة أن تصل حد استعادة صنعاء عسكرياً».
وأضاف أن ثمة مساراً آخر قد يسلكه هادي عبر طلب قوات دولية إما بصفة حفظ السلام لمنع تقدم الحوثي باتجاه الجنوب، أو استدعاء قوات عسكرية قد تكون خليجية بقرار من مجلس الأمن لحماية السلطة الراهنة في عدن، باعتبار أن اليمن تحت طائلة الفصل السابع.