عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «دول مجلس التعاون الخليجي قلقة من تدخل إيران في سوريا ولبنان واليمن والعراق»، مضيفاً أن «طهران تستولي على العراق ومشجعة للإرهاب»، مشدداً على أن «أمن الخليج يبدأ بالحيلولة دون حصول إيران على الأسلحة النووية».
وأضاف الأمير سعود الفيصل خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض بعد اجتماع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي مع كيري أن «وزراء خارجية دول الخليج بحثوا الملف النووي الإيراني مع كيري، وأن السعودية تؤكد دعمها لجهود الدول الكبرى بالمحادثات مع إيران»، مشيراً إلى أن «كيري كان واضحاً بالتأكيد على ضرورة عدم امتلاك إيران أسلحة نووية».
وأوضح وزير الخارجية السعودي أن «كيري عرض ضمانات ألا تغفل أمريكا عن أي سلوك إيراني آخر في سياق التوصل لاتفاق إيراني». ودعا الأمير سعود الفيصل الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا والعراق إلى مواجهة التنظيم على الأرض.
وقال الفيصل إن «المملكة تؤكد أهمية التحالف لمحاربة داعش في العراق وسوريا وترى أهمية توفر السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الأرض. أن تكتسي هذه الحملة منظومة استراتيجية شاملة».
وحذر الفيصل من تنامي دور إيران في العراق الذي اتهم طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد التنظيم المتطرف. وقال إن «تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد». من جهته، طمأن وزير الخارجية الأمريكي دول الخليج بأن واشنطن لا تسعى»لمقايضة كبيرة» مع إيران وقال إن «الاتفاق النووي مع طهران سيخدم مصالحهم».
وشدد كيري بعد اجتماعات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «واشنطن لن تتجاهل تحركات إيران».
وقال كيري «حتى ونحن نخوض هذه المناقشات مع إيران بشأن برنامجها النووي فلن نغفل عن تحركات أخرى لإيران تزعزع الاستقرار في مناطق مثل سوريا ولبنان والعراق وشبه الجزيرة العربية وخاصة اليمن».
وذكر أنه «يزور السعودية لاطلاع وزراء خارجية دول الخليج على ما وصلت إليه المفاوضات مع إيران»، مضيفاً أن «واشنطن تتطلع لعلاقة وثيقة مع الملك سلمان بن عبدالعزيز».
ووصل كيري الرياض من مدينة مونترو السويسرية حيث قال إنه حقق تقدماً في المحادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وأضاف كيري «نحن ملتزمون بمعالجة القضايا مع إيران، بما فيها دعمها للإرهاب»، لافتاً إلى أن « إيران مازالت مسماة دولة ترعى الإرهاب».
وتسعى دول مجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وروسيا وألمانيا إلى إبرام اتفاق مع إيران بهدف منعها من حيازة السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تعمل حالياً مع إيران على التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني وليس إلى مصالحة بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية الثنائية منذ 35 عاماً.
وعن الأزمة اليمنية قال كيري إن «على الحوثيين الالتزام بالمبادرة الخليجية».
وحول الوضع السوري، قال كيري إنه «قد يكون هناك حاجة لممارسة ضغط عسكري لإخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة». وأضاف «لقد فقد كل ما يمت إلى الشرعية بصلة لكن لا أولوية لدينا أهم من ضرب داعش ودحرها».
وتابع «في نهاية المطاف سنحتاج إلى مزيج من الدبلوماسية والضغط لتحقيق انتقال سياسي»، قبل أن يضيف أن «الأمر قد يحتاج إلى ضغط عسكري».