مر مالك بن دينار يوماً ببائع التين فتاقت نفسه إلى التين، ولم يكن يملك ثمنه، فطلب إلى البائع أن يؤخره، فرفض فعرض عليه أن يرهن حذاءه عنده فأبى البائع فانصرف مالك، وأقبل الناس على البائع وأخبروه عن حقيقة المشتري، فبعث بغلامه إلى مالك بعربة التين كلها وقال لغلامه: إن قبلها فأنت حر، فأبى مالك وقال للغلام: قل لسيدك إن مالك لا يأكل التين بالدين، وإن مالك حرم على نفسه أكل التين إلى يوم الدين. قال الغلام: يا سيدي خذها فإن فيها عتقي، قال مالك: إن كان فيها عتقك فإن فيها رقي. فما بالنا لو سلك كل منا في تعامله مع نفسه وتهذيبها على هذه الطريقة. وليعلم الناس أن الصالح من سلفنا لما قيل له إن الخبز قد ارتفع ثمنه لارتفاع ثمن الطحين فقال: والله لو صارت حبة القمح بدينار ما حدث لي انزعاج لأنني أعبد ربي كما أمرني وانتظر منه رزقي كما وعدني.