بغداد - (وكالات): تتكبد الميليشيات الشيعية التابعة للحكومة العراقية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات بشكل يومي، مع اشتداد المعارك في المحافظات السنية، ففي الوقت الذي تتكتم فيه الحكومة العراقية على الخسائر البشرية في صفوف قوات الحشد الشعبي، يفضح الأمر، مجالس العزاء الكثيرة والمقابر المخصصة لهم في النجف وبغداد، وسط الحديث عن قوانين جديدة تقضي بمنح عائلاتهم مخصصات مالية واعتبارهم في زمرة الشهداء. وتبث بعض وكالات الأنباء والفضائيات أرقاما للقتلى والجرحى في المعارك الدائرة بين مقاتلي الحشد الشعبي وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في العديد من المدن في غرب وشمال ووسط العراق. وبينما تتكتم المليشيات والحكومة العراقية على حجم الخسائر البشرية، تشير صور القتلى ومجالس العزاء في المناطق الشيعية ببغداد والمحافظات الجنوبية إلى كثرة الأعداد. كما تشير المعلومات وما تبثه بعض وسائل الإعلام المحلية إلى أن العشرات من الحشد قد سقطوا خلال اليومين الماضيين في المعارك الجارية قرب تكريت شمال بغداد.
ويقول طبيب يعمل في دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة إن «هناك صعوبة في إعطاء إحصائية دقيقة لقتلى الحشد بسبب التكتم على أعدادهم».والطبيب الذي رفض الإفصاح عن هويته، أوضح أن أغلب قتلى الحشد الشعبي يتم دفنهم بشكل مباشر دون أن يمروا على دائرة الطب العدلي للتشريح، قائلاً إنهم لا يسجلون في الدفاتر الرسمية لوزارة الصحة.
ويضيف أن الجهات الرسمية لا تسجل سبب الوفاة بالنسبة لجرحى الحشد الشعبي الذين يموتون متأثرين بإصاباتهم.ويقول إن عدد قتلى الحشد الشعبي يبلغ يومياً 20، في وقت تتواصل فيه المعارك منذ أكثر من 7 أشهر.
أما رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة النجف خالد الجشعمي فأكد تخصيص أراض بوادي السلام لدفن قتلى عناصر الحشد الشعبي.
وقال خالد الجشعمي الذي يشرف على تشكيلات الحشد الشعبي في النجف، إن عدد المتطوعين في المحافظة بلغ 50 ألفاً بينهم 100 «استشهادي».
وخصصت الحكومة العراقية أخيراً أراضي لدفن قتلى المليشيات الشيعية في النجف وكربلاء ومدن أخرى «بعد أن غصت المقابر القديمة بهم».
في موازاة ذلك، كشفت عضوة لجنة الشهداء والسجناء السياسيين في مجلس النواب أمل عطية عن دفع رواتب شهرية لعائلات قتلى الحشد الشعبي. وأضافت أن «القانون يتضمن تخصيص أراض ورواتب لعائلات قتلى الحشد الشعبي».
ولم تكشف العطية أي معلومات عن أعداد المشمولين من عناصر الحشد الشعبي الذين سقطوا في المعارك مع تنظيم الدولة.
وكان مجلس الوزراء العراقي قرر أواخر العام الماضي الموافقة على شمل قتلى الحشد الشعبي بكافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها «شهداء» القوات المسلحة.
من جهته، يقول العزاوي -وهو ضابط في الجيش العراقي برتبة ملازم- إن الإعلام لا يتحدث عن مئات القتلى الذين يسقطون شهرياً من الحشد الشعبي، خاصة في مناطق أطراف تكريت شمال بغداد ومحيط الأنبار وديالى.
ويقول إن تلك الأخبار تهمل لكي لا تؤثر على معنويات المقاتلين الآخرين الذين يشاهدون سقوط عشرات القتلى من زملائهم بشكل يومي.
ويضيف أن الميليشيات تتبع سياسة إخفاء المعلومات وعدم نشر أخبار الخسائر في «وسائل الإعلام إلا أن وصول جثث القتلى وإجراء مراسيم التشييع يكشفان حجم الخسائر في الأرواح».
ويشير إلى صدور اعتراض شديد من عناصر سرايا الخرساني المقربة من إيران على نشر صور مقتل قيادي كبير في الميليشيا سقط بعد إصابته بنيران قناص من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في منطقة قريبة من سامراء شمال بغداد.