عواصم - (وكالات): قتلت شرطة ولاية وسكنسون الامريكية مراهقاً أسود أعزل «19 عاماً» قالت إنه «أربك حركة المرور وضرب شخصاً»، مما دفع العشرات للاحتجاج في مكان الحادث، فيما أكد وزير العدل الأمريكي اريك هولدر استعداده لتفكيك شرطة فيرغسون بعد يومين من نشر تقرير يدين عنصريتها وتمييزها ضد السود، قبل أن يدين الرئيس باراك أوباما الأعمال «القمعية والتعسفية» لشرطة المدينة ضد الأمريكيين السود. وقالت الشرطة الأمريكية ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي إن شرطة ولاية ويسكونسن قتلت مراهقاً أسود أعزل مما دفع العشرات للاحتجاج في مكان الحادث. ووقع الحادث عشية إحياء الذكرى السنوية الخمسين للمسيرة من أجل الحقوق المدنية للسود في سلما في الاباما حيث سيتوجه الرئيس باراك أوباما. وأعلن قائد شرطة ماديسون مايك كوفال إن ضابطاً تصدى لأحداث شغب واقتحم شقة كان المراهق «19 عاماً» قد دخلها. والمراهق القتيل كان مشتبهاً به أيضاً في واقعة اعتداء في الآونة الأخيرة. وأضاف كوفال في مؤتمر صحافي أن شجاراً وقع بين المشتبه به والضابط، واعتدى الشاب على الضابط، وإن المراهق قتل بالرصاص. وبعد الحادث تجمع عشرات الأشخاص في مكان وقوع المأساة وهم يهتفون «حياة السود لها معنى»، وهو الشعار الذي استخدمه المتظاهرون الذين يحتجون على أعمال العنف التي ترتكبها الشرطة بحق السود. وذكر كوفال أن «العناصر الأولى للتحقيق لم تتحدث عن سلاح أو أي أمر من هذا القبيل» قد يكون استخدمه الشاب الأسود. وتوجه شرطي إلى منزل الشاب الذي يشتبه بأنه أربك حركة المرور و»ضرب شخصاً». وأعلن كوفال أن الشرطي خلع باب المنزل عندما سمع ضجة في داخله.وأوضح أن «الشخص نفسه اعتدى على الشرطي، الذي شهر مسدسه وأطلق النار». وتابع كوفال أن الشرطي حاول «على الفور» إنعاش الشاب قبل نقله إلى المستشفى حيث «توفي متأثراً بإصابته بالرصاص». وفتحت دائرة التحقيقات الجنائية في المدينة تحقيقاً في الحادث.ويأتي الحادث فيما تعزز البلاد رصدها لعنف الشرطة تجاه الأقليات. وكانت مظاهرات قد نظمت في لوس أنجليس وولاية واشنطن خلال الأيام القليلة الماضية احتجاجاً على مقتل رجال عزل من الأقليات برصاص الشرطة. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي نحو 100 محتج في مكان الحادث يرددون هتافات مناهضة للشرطة. وذكرت صحيفة «ويسكونسن ستيت جورنال» أن أصدقاء المراهق الذي قال المتظاهرون إن اسمه أنتوني توني روبنسون احتشدوا في مكان الحادث. في سياق متصل، أكد وزير العدل الأمريكي اريك هولدر استعداده لتفكيك شرطة فيرغسون بعد يومين من نشر تقرير يدين عنصريتها وتمييزها ضد السود. واعلن القضاء الأمريكي أيضاً العثور على رسائل إلكترونية عنصرية مخبأة وتدل على انتهاكات متعددة للحقوق ارتكبتها الشرطة في المدينة الواقعة في ولاية ميزوري حيث قتل شرطي ابيض يدعى دارن ويلسون في أغسطس الماضي شاباً أسود أعزل يدعى مايكل براون. وقال هولدر «إننا مصممون على استخدام كل الصلاحيات التي بحوزتنا، كل القدرة التي نملكها للتأكد من أن الوضع سيتغير هناك. أقول فعلاً كل شيء، من العمل معهم حتى التغيير الكامل للبنية».وفي رد على سؤال حول إمكانية تفكيك محتمل لشرطة فيرغسون، أجاب وزير العدل «إن كان ذلك ضرورياً نحن مستعدون لفعله». وعبر أيضاً عن «صدمته» لما اكتشف أثناء التحقيق الفيدرالي الذي تبع المأساة والاضطرابات في سائر أرجاء الولايات المتحدة ووجه تحذيراً إلى قوات الشرطة في البلاد. وقال أول وزير أسود للعدل في الولايات المتحدة «آمل أن يسمعوا ما نقول ويدركوا مدى أهمية ذلك على مستوى الحكومة الفيدرالية وبإمكانهم أن يكونوا على ثقة بأننا سنستخدم كافة الوسائل المتاحة لدينا كي يسلط الضوء على ما حدث في فيرغسون وكي لا يتكرر في مكان آخر في البلاد». وفي وقت سابق، اعتبر الرئيس باراك أوباما أيضاً أن التصرفات العنصرية للشرطة في فيرغسون ليست «حالة معزولة». وقال في حديث لإذاعة سيريوس اكس ام «لا أعتقد أن يكون ذلك نمطياً لما يحصل في البلاد لكنه ليس حادثاً معزولاً». وأضاف «هناك حالات حيث الثقة بين السكان والشرطة لم تعد قائمة». وتابع «هناك أفراد أو أجهزة كاملة ليسوا مؤهلين أو لا يعون أن عليهم حماية وخدمة الجميع وليس فقط البعض»، مشيراً إلى شعار «الحماية والخدمة» لدى الشرطة الأمريكية.وجاءت تصريحات أوباما أول رئيس أسود في الولايات المتحدة عشية زيارته إلى سلما بالاباما للاحتفال بالذكرى الخمسين لمسيرة قمعت بعنف وأصبحت بدفع من مارتن لوثر كينغ رمز النضال السلمي للمطالبة بالحقوق المدنية. من جهة أخرى، أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» جون برينان عن إعادة تنظيم واسعة للوكالة بهدف فتحها وتعزيز استخدام التكنولوجيات المعلوماتية.ومن بين التدابير المعلنة لموظفي «سي آي ايه» ونقلتها الصحف الأمريكية، إنشاء مراكز مهمة كبرى على طراز مركز مكافحة الإرهاب الموجود أصلاً في الوكالة منذ سنوات عدة. وقد توازي مراكز المهمة التي سيديرها نواب له منطقة جغرافية «الشرق الأوسط، أفريقيا...» أو مواضيع مثل مكافحة انتشار الأسلحة. ولم يعلن لا عددها ولا دورها بالتحديد.وستواجه «سي آي ايه»، «تغييرين أساسيين» في بيئتها كما قال برينان في الرسالة الموجهة إلى الموظفين ونشرتها الصحف. وأوضح أن «الأول هو زيادة حجم وتعقيد وتنوع وفورية المشاكل» التي تواجهها السلطة السياسية، والثاني هو «الوتيرة والوقع غير المسبوقين للتغير التكنولوجي».وكان برينان قال إنه دهش للطريقة التي يسمح بها التقدم التكنولوجي للوكالة باستخراج وتحليل معطيات «في الوقت الحقيقي تقريباً». وعبر برينان، مرات عدة عن بعض الخيبة إزاء بطء القيادة في الوكالة. وأشارت الصحف على سبيل المثال إلى صعوبات «سي آي ايه» في تعزيز الاستخبارات في سوريا حيث تقصف طائرات أمريكية الجهاديين الذين يقاتلون هم أنفسهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد.وقد انتقدت «سي آي ايه» أيضاً من قبل مسؤولين يأخذون على الوكالة بانها قللت من حجم الحركات في الشرق الأوسط التي أطلق عليها اسم «الربيع العربي»، أو لأنها لم تتوقع هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
970x90
970x90