كتب محرر الشؤون المحلية:
أطلقت جمعية أمنية طفل مجموعة عبر برنامج التواصل الاجتماعي «واتس أب» خاصة بأولياء أمور مرضى السرطان، تخفيفاً لمعاناتهم، ومشاركة لهمومهم والحلول الممكنة.
وقالت رئيس جمعية أمنية طفل منال العوضي إن أولياء أمور مرضى السرطان تائهون، تتخبطهم النصائح من شخص لآخر، إلى حين إنشاء المجموعة عبر «الواتس أب» لتكون مركزاً تشاورياً لهم، يتبادلون من خلاله النصائح والأفكار المفيدة بناء على تجاربهم السابقة.
وأشارت إلى أنهم رفضوا عنونتها بأولياء أمور مرضى السرطان، رغبة منهم بالتفاؤل نحو الشفاء الكامل من المرض، مبينة أن المجموعة بدأت بعدد صغير من أولياء الأمور وبدأت بالاتساع بطلب منهم. وتابعت، يتبادلون في المجموعة الإجراءات الخاصة بالمرض، وطريقة التعاطي معه، فضلاً، عن اللباس المناسب في الأجواء المختلفة، والتي تعتبر موضوعاً حساساً وهاماً للغاية في طريق التخفيف عن أولادهم شدة الألم.
وقالت إن المريض بالسرطان يعاني كثيراً، خصوصاً إن كان طفلاً، وهو بحاجة للعديد من التسهيلات لكي يتأقلم مع وضعه وطريقة علاجه.
وأشارت إلى أنه من خلال المجموعة، تم تبادل المشاكل التي تعاني منها الأطفال في مختلف الجهات الحكومية، والتي وإن كانت بسيطة إلا أنها تساهم كثيراً في التخفيف عنهم، مبينة أن بعض الجهات الحكومية تجاوبت مع مطالب الأهالي، والأخرى مازالت قيد الدراسة.
وأضافت، طالبنا وزارة التربية والتعليم بإيلاء المصابين بالسرطان عناية ومعاملة خاصة، وهو الأمر الذي وفرته الوزارة، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك منتخبات توفير بعثات خاصة للمصابين بهذا المرض العضال، وهناك العديد من الأمور والإجراءات الأخرى التي نسعى للحصول عليها لتلك الفئة.
وبينت أن وزارة الصحة هي الأخرى، استجابت لطلبات الأهالي في المجموعة، حيث وفرت صيدلية خاصة للأطفال المصابين هناك في القسم الذي يتناولون فيه الجرعات الكيميائية أو العلاج الإشعاعي، حيث يكون الطفل وولي الأمر منهكين ولا يقوون على الانتظار في صفوف طويلة للحصول على الدواء.
وقالت إن الأهالي يطالبون حالياً بأن تكون أولوية المواعيد لأطفالهم في باقي الأقسام، حيث إن فترات الانتظار الطويلة من المعاناة للأطفال المصابين بالسرطان مع الآلام الأخرى متعبة، فضلاً عن أن مناعتهم تكون أقل من مناعة الشخص العادي، ولذلك يحتاجون إلى فحص سريع لتشخيص المرض والتعافي منه.
وأشارت إلى وجود جهات أخرى يتم التواصل معها حالياً بناء على رغبة أولياء الأمور، للحصول على التسهيلات، والجميع بانتظار تجاوب تلك الجهات مع مطالب الأهالي.
مجموعة التواصل لم تقف حدودها عند ذلك، بل وصلت إلى حد تبادل الزيارات بين الأهالي للأطفال أو حتى بين بعضهم البعض، للتخفيف من تلك المعاناة، والحصول على الدعم النفسي اللازم، والذي ربما يخفف بعضاً مما يعانونه. وأوضحت أن النصائح المطروحة في المجموعة تخضع لاستشارات أخصائي التغذية، خصوصاً فيما يتعلق ببعض الأعراض الجانبية كهبوط الدم المفاجئ، وغيرها من الأعراض الصعبة، والتي لا يواجهها كل إنسان أو طفل عادي.
وأشارت العوضي إلى أن الأهالي أنفسهم بحاجة إلى الدعم من قبل الجهات الأخرى، خصوصاً للعاملين منهم في القطاعات الحكومية أو الخاصة، حيث يحتاجون للسماح لهم بالتغيب عن العمل لمراعاة أبنائهم أحياناً، إذ لا تجري تلك الأمور بسهولة حالياً، وتضاف إلى معاناتهم كثرة الخصومات بسبب التغيب عن العمل، والحصول على تقارير سنوية أقل من الباقين من زملائهم نظراً لتلك الظروف الصعبة.
وقالت إن كورسات العلاج طويلة، وهي تحتاج لعناية خاصة بالأطفال، فليس من السهل التأقلم معها، فضلاً عن أن الطفل يكون ضعيفاً جداً في مثل تلك المواقف، ويؤثر العلاج على جسده.
وأكدت أن مثل تلك الأفكار للتواصل وإن كانت بسيطة ويراها البعض اعتيادية، إلا أنها تؤثر كثيراً لدى الأهالي، وهم يستطيعون من خلالها إنجاز الكثير، خصوصاً وإن كان هناك تجاوب من قبل الجهات المعنية، مطالبة الوزارات والهيئات الحكومية والشركات بمراعاة ظروف أهالي الأطفال المصابين بالسرطان.
وتم تخصيص الخامس عشر من فبراير يوماً عالمياً للمصابين بسرطان الأطفال، فيما يقدر عدد الأطفال المصابين بالسرطان في البحرين بحوالي 360 طفلاً، وهو مرض نادر إذ لا تتجاوز حالات الإصابة به 1% من مجموع إصابات السرطان عالمياً.
ورغم ندرته، إلا أنه السبب الثاني لوفيات الأطفال في العالم بعد الحوادث، مع كل الجهود المبذولة من الحكومات للعلاج وتخفيف الآلام.
وتشكل تكاليف العلاج عبئاً على الأهالي، إلا أن البحرين توفر ذلك مجاناً، وهو ما يعد سابقة في الدول، ويرقى إلى مستوى الخدمات العلاجية المقدمة في أكثر الدول تحضراً، فيما تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن سرطان الأطفال هو مرض مهمش على مستوى العالم.