مواقع التواصل أصبحت أداة لنشر الأخبار المغلوطة أكثر من الأخبار الإيجابية
انعدام الخصوصية لمستخدمي شبكات التواصل عنصر مؤثر بشخصية الشباب
الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يزيد الإحساس بالوحدة والاكتئاب
انطلقت أمس فعاليات مؤتمر الشباب الدولي السابع تحت عنوان «الإعلام وثقافة الشباب»، برعاية ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبتنظيم من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، بينما رحبت الأمم المتحدة باختيار المنامة عاصمة للشباب العربي.
واعتبر المتحدثون في محاور المؤتمر، مواقع التواصل أداة لنشر الأخبار المغلوطة أكثر من الإيجابية، عادين انعدام الخصوصية لمستخدمي شبكات التواصل عنصراً مؤثراً بشخصية الشباب.
وأكدوا أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يزيد الإحساس بالوحدة والاكتئاب، معتبرين الشباب فئة تبحث عن نفسها وسط مجتمعات يشوبها الاضطراب.
مواقع التواصل وسلوكيات الشباب
وبدأت أعمال المؤتمر بجلسة حوارية «سلوكيات الشباب وإلى أين تسير؟»، تحدث فيها القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين، والقائم بأعمال مدير الثقافة المرورية الرائد أسامة محمد، ومستشار مكتب وزير الدولة لشؤون الشباب وزير الإعلام الكويتي كامل النابلسي، بينما أدار الجلسة مقدم البرامج التلفزيونية والإذاعية من سلطنة عمان طلال الرواحي.
وقال القائم بأعمال مدير عام وكالة أنباء البحرين مهند النعيمي، إن مواقع التواصل الاجتماعي باتت اليوم من المؤسسات المهمة، لدورها المهم في تربية النشء وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة، وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي.
وأضاف أن الشباب العربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، يستفيد من الأنشطة والبرامج المتاحة، ويتفاعل مع غيره من الناس عبر الأنشطة المتاحة، ويتبادل أنواع السلوك الإنساني مع غيره فيفيد ويستفيد، ويتعلم أنواعاً من السلوك، ويكتسب خبرات إيجابية من خلال التفاعل والأنشطة، ويحاول أن ينمي الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على الذات.
وعرض النعيمي عدداً من السلبيات ساهمت بها وسائل التواصل الاجتماعي في التغيير من سلوك الشباب، مؤكداً أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من الأشياء المهمة في الوقت الراهن، لكن ظهرت الكثير من المشكلات والسلبيات بتلك المواقع أصبحت واضحة بشكل كبير وتؤثر على المجتمع.
وذكر أن مواقع التواصل أصبحت أداة لنشر الأخبار المغلوطة أكثر من الأخبار الصحيحة، بما يؤثر على سلوكيات الشباب ومحاولة التشويش على أفكارهم.
واعتبر انعدام الخصوصية لمستخدمي الشبكات الاجتماعية، عنصراً مؤثراً في شخصياتهم، حيث يستخدم الأشخاص المشاركون ملفاتهم الشخصية لعرض بياناتهم وجميع المعلومات عنهم، إضافة إلى نشر الكثير من المعلومات الشخصية حول السكن والجامعة والوظيفة، محذراً «من الممكن أن يستغل بعض المحتالين هذه المعلومات لاستغلالهم، لذا ينصح بمراجعة الإعدادات جيداً للتأكد من أنها تحافظ على الخصوصية وتتيحها للأصدقاء فقط».
وقال النعيمي إن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على علاقات الصداقة، في حين أن مواقع التواصل الاجتماعي من أفضل الوسائل يستخدمها كثيرون للحصول على صداقات جديدة، مستدركاً «إلا أنها ربما تكون سبباً في مشكلات تؤدى لقطع العلاقات بين الأصدقاء المقربين».
ونقل عن الدراسات تأكيدها أن مواقع التواصل الاجتماعي تضيع وقت الكثيرين، رغم الكثير من المميزات، إلا أن المستخدمين يضيعون أوقاتاً كثيرة سواء في التواصل مع الأصدقاء ومراقبة تحديثات أصدقائهم والرد على تعليقاتهم، وقضاء الكثير من الوقت في الألعاب غير المفيدة مثل «فارم فيلي» وحروب المافيا وغيرها من الألعاب.
ولفت إلى أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يؤثر على الحالة النفسية للشاب، حيث يزيد استخدام مواقع التواصل المفرط إلى زيادة الإحساس بالوحدة والاكتئاب وإدمان الجلوس أمام الإنترنت، وعدم رغبة المستخدم في الاختلاط والاكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة، ومراقبة أصدقائه ومعارفه بدلاً من التفاعل معهم.
وأوضح أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على الترابط الأسري، إذ ارتفعت نسبة الأشخاص الذين لا يقضون وقتاً مع عائلتهم من 8% عام 2000 إلى 34% عام2011 بسبب مواقع التواصل، و32% من الأشخاص يتناولون الوجبات أثناء تصفحهم مواقع التواصل.
وأثبتت الدراسات أن حوالي 51% من الموظفين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 25 - 34 عاماً، يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي أثناء العمل، ما يؤدي إلى ضعف إنتاجية الشركة وتكبدها الكثير من الخسائر.
واستعرض النعيمي عدداً آخر من السلبيات، منها أن مواقع التواصل الاجتماعي تعرض المستخدمين للمشاكل، وأن مستخدميها من الشباب أصبحوا عرضة للعزلة الاجتماعية، وفتحت المجال لآراء غير المختصين وساعدت على نشر الكراهية.
وأكد النعيمي أنه رغم السلبيات العديدة لمواقع التواصل، إلا أن الجانب المشرق والمفيد منها يجب أن يكون أولوية لدى الشباب العربي، بما يخدم مصالحه وقضاياه، لافتاً إلى أن تعدد أدوات التواصل الاجتماعي يجب أن تكون خطوة إيجابية يحقق الشباب، من خلالها أهدافهم وتطلعاتهم لإيصال صوتهم للعالم.
ضحايا الشبكات الاجتماعية
وعرّف وزير الإعلام الكويتي كامل النابلسي، المراهقة باعتبارها انطلاقة النشء، لافتاً إلى أن ثمن التقصير تجاه فئة الشباب من حيث الخدمات المقدمة لهم ودور ذلك في تشكيل رأي ربما يكون سلبياً، حيث أن غياب الإمكانات بالضرورة يؤثر على شكل وحجم الإمكانات عند هذه الفئة الواسعة من المجتمع.
وأكد النابلسي أن البعض يرى أن فئة الشباب فئة فوضوية ومستهترة وهي ليست كذلك، واعتبرها فئة تبحث عن نفسها في مجتمعات يشوبها الاضطراب.
وقال إن «الإعلام الجديد» جاء محصلة لاحتياجات الشباب، حتى صار هذا العالم الافتراضي متنفساً لهذه الفئة من المجتمع.
من جانبه أكد القائم بأعمال مدير الثقافة المرورية الرائد أسامة بحر، أن ليس كل ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي صحيحاً، بل يحتاج إلى تدقيق، باعتباره لا يمثل الحقيقية الكاملة حتى لو كان جزءاً منها صحيحاً.
ودعا بحر إلى ضرورة توخي الدقة والموضوعية عند التعامل مع شبكات الإعلام الجديد، مشيراً إلى أن البعض يؤمن أن كل ما ينشر على شبكات التواصل صحيح وبالتي يكون ضحية ما ينشر.
مصطلح القيم
وتناولت الجلسة الثانية محور «القيم مصطلح يحتاج إلى تعريف»، هنأ في بدايتها مبعوث أمين عام الأمم المتحدة للشباب أحمد الهنداوي، البحرين لاختيار المنامة عاصمة للشباب العربي.
وأشاد الهنداوي بتنظيم المؤتمر وتركيزه على الإعلام والشباب، معتبراً اختيار المنامة عاصمة للشباب العربي مؤشراً مهماً إذ لأول مرة توجد عاصمة عربية للشباب تحتضنها البحرين.
وعبر عن أمله أن يستمر هذا التقليد، وأن تستمر العواصم لتصبح عواصم للشباب العربي.
وعد المؤتمر فاتحة النشاطات المستمرة حتى نهاية العام الحالي، مؤكداً ترحيب الأمم المتحدة بمبادرة عاصمة الشباب العربي، وأن وجود الأمم المتحدة يمثل دعوة لزيادة الاستثمارات في طاقات الشباب العربي، آملاً أن تكون هذه الاحتفالية بمثابة انطلاقة جديدة لتنمية الشباب العربي.
بدوره أكد المحلل النفسي والمتخصص في البحوث الاجتماعية د.هاني الغامدي، أن التعليم والانتباه لجزئية تطوير التعليم للمخضرمين من الآباء والأمهات، يعول عليه الكثير في رأب الصدع ما بين جيل التكنولوجيا والمحاربين القدامى، بحيث يكون هناك تركيز على حفظ سلوك الشباب العام واستعادة من خرج عن النص بسلوكياته الفكرية، ضمن الانحراف الفكري الذي اختطف بعضاً من زهور البستان الاجتماعي.
من جانبها قالت المتخصصة في العلوم النفسية والإنسانية د.عائشة الشيخ، إن القيم العليا لا تتغير عبر العصور، ولكن القيم المجتمعية تتغير بحسب الظروف الاجتماعية والثقافة والمؤثرات الخارجية منها التكنولوجيا الجديدة، لافتة إلى أن هذه المؤثرات تحدث نوعاً من التغيير البطئ في قيم المجتمع ومفاهيمه.
وأعقب الجلسات ورشة عمل تحت عنوان «ماذا نستطيع أن نقدم للشباب من خلال الإعلام».
وقالت مدير شؤون الشباب بمؤسسة الشباب والرياضة إيمان جناحي في تصريح لوكالة أنباء البحرين، إن المؤتمر هو أولى فعاليات المنامة عاصمة الشباب العربي وتستمر فعالياتها لنهاية العام الجاري.
وأعربت عن فخرها في كون المنامة أول عاصمة للشباب العربي، وجاءت مبادرة من البحرين لاستحداث لقب عاصمة الشباب العربي في جامعة الدول العربية، وهي مبادرة ضمن سلسلة مبادرات لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة للارتقاء بمستوى الشباب البحريني بشكل خاص والعربي عامة.
وأضافت أن عاصمة عربية تنال اللقب سنوياً، من خلال ملف ترشح كامل يعرض أمام جامعة الدول العربية، ويعكس تطلعات قادة الدول العربية بالارتقاء بالشباب العربي.
من جهته بارك رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي د.عادل الزياني، للبحرين باختيارها أول عاصمة للشباب العربي، مؤكداً أنه ليس بالأمر الغريب وهذا يجسد احتضان البحرين عبر التاريخ للشباب، واهتمام قيادة البحرين بالشباب، واعتبارهم أساس التنمية في المملكة ومستقبلها.
وأضاف الزياني أن هذا المؤتمر يتزامن مع تدشين المنامة عاصمة الشباب العربي، إذ تحتضن المملكة شباب دول الوطن العربي لمناقشة أهم الموضوعات المعنية بالشباب وهو الإعلام وتأثيره في ثقافة الشباب.
وأكد أن الجلسة الأولى كانت ثرية في محورها الرئيس لإعلام التواصل الاجتماعي، حيث قدم المتحدثون خلالها معلومات تفيد في تشخيص الوضع وتوجيه وسائل التواصل الاجتماعي لاتجاه الفائدة الشباب والوطن.
970x90
970x90