الدوحة - (رويترز): توقعت مندوبة الكويت في «أوبك» نوال الفزيع أن تقرر المنظمة استمرار سياسة الإنتاج الحالية في اجتماعها التالي في يونيو المقبل. وهذا أول تصريح علني بشأن القرار المنتظر أن يكون حاسماً في تحديد اتجاه أسعار النفط العالمية في النصف الثاني من العام الحالي.
ودافع كثير من وزراء دول «أوبك» ومنهم وزير البترول السعودي علي النعيمي عن قرار المنظمة في نوفمبر عدم خفض الإنتاج من أجل الدفاع عن حصتها بالسوق والحد من إمدادات المنتجين الآخرين الأعلى كلفة مثل منتجي النفط الصخري بالولايات المتحدة.
وتسبب قرار أوبك في هبوط سعر الخام عن 50 دولاراً للبرميل مواصلاً خسائره الحادة التي بدأت في يونيو وسط تخمة في المعروض العالمي.
وقالت «أوبك» إنها تعتقد أن فائض المعروض -الذي يقدر بما يصل إلى 1.5 مليون برميل يومياً- سيتلاشى مع ارتفاع الطلب وتباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي مع انخفاض عدد الآبار التي تحفرها الشركات.
غير أنه إذا صمد الإنتاج الأمريكي لمدى أطول من توقعات «أوبك»، فقد تستمر تخمة المعروض بل وقد تتفاقم إذا توصلت القوى الغربية وإيران إلى اتفاق نووي يسمح لطهران بزيادة صادرات النفط.
وقالت مندوبة الكويت في «أوبك» خلال مؤتمر للطاقة في قطر أمس إنها تعتقد أن المنظمة ستبقي سياسة الإنتاج الحالية دون تغيير في اجتماع يونيو.
ورداً على سؤال عن توقعاتها لإبقاء «أوبك» على سياستها دون تغيير في الاجتماع المقبل، قالت الفزيع «الاجتماع بعد شهرين فقط باستبعاد عطلات نهاية الأسبوع وعطلات الصيف ولذا تعتقد أن السياسية لن تتغير»، مستبعدة حدوث تغيير كبير في ميزان العرض والطلب في السوق قبل الاجتماع التالي للمنظمة.
وقالت الفزيع إنها لا تتوقع أن تنزل الأسعار عن 40 دولاراً للبرميل. وتحوم أسعار خام القياس العالمي برنت حالياً حول 58 دولاراً للبرميل.
وأضافت «من الصعب التنبؤ بأسعار النفط في الوقت الحالي نظراً لأنها لا تتأثر بالمعنويات في السوق فحسب بل بالعوامل الجيوسياسية ومشاكل الإنتاج في العراق وإيران..الوضع في العراق مازال يكتنفه الغموض رغم زيادة الإنتاج هناك».
وقال محللون من «إنرجي أسبكتس» البحثية، إنه حتى قبل عودة الإمدادات الإيرانية إلى السوق فستضطر «أوبك» وغيرها من المنتجين لمواجهة انخفاض الأسعار إذ من المنتظر أن يضعف الطلب في الفترة من أبريل حتى يونيو.
وقالت «إنرجي اسبكتس» في مذكرة بحثية: «أغلب العوامل الداعمة لبرنت بدأت تنحسر..الإمدادات التي تأثرت بالطقس السيئ والمشكلات الفنية بدأت تعود بالتزامن مع قرب بلوغ أعمال صيانة المصافي العالمية ذروتها.»
وقال «بنك أوف أمريكا ميريل لينش»، إنه يلاحظ استمرار الضغوط النزولية على سعر النفط خلال الربع الثالث من 2015 مع استمرار الدول المتقدمة في تكوين مخزونات تجارية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى أقل من 58 دولاراً للبرميل أمس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوياته في أعوام واستمرار تخمة المعروض في السوق إضافة إلى ضعف الطلب.
واقترب الدولار من أعلى مستوى له مقابل اليورو في 12 عاماً وسجل أعلى مستوياته في 8 أعوام أمام الين، ما يضغط على السلع الأولية المقومة بالدولار حيث تصبح أكثر كلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
وقال متعاملون ومحللون إن الأسعار قد تشهد مزيداً من الانخفاض مع ارتفاع صافي مراكز المضاربة على الصعود بشكل كبير وبصفة خاصة في برنت بينما مازالت العوامل الأساسية ضعيفة في ظل انعدام المؤشرات على أي تباطؤ في الإنتاج.