الملك سلمان: السعودية مهتمة بمكافحة الإرهاب عبر اجتثاث جذوره
نعمل على بناء اقتصاد قوي تتعدد فيه مصادر الدخل ونواصل اكتشاف البترول وتحقيق التنمية
سأحرص على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي التفرقة
نشدد على القضاء على الفساد ومحاسبة المقصرين
أتطلع لإسهام الجميع بخدمة الوطن وحلول عاجلة للسكن والوظائف
السعودية جزء من العالم وتعيش مشاكله وتسهم في حل قضاياه الملحة
المملكة تسعى أن يحصل الشعب الفلسطيني
على حقوقه وإقامة دولته وعاصمتها القدس


الرياض - (وكالات): أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «سعي المملكة العربية السعودية إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما»، داعياً إلى «الالتزام بنهج الحوار وحل الخلافات بالطرق السلمية».
وشدد العاهل السعودي في خطاب أعلن فيه الخطوط العريضة لبرنامج عهده على المستوى المحلي والعربي والدولي على أن «الأمن مسؤولية الجميع ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا».
وجاءت كلمة خادم الحرمين خلال استقباله، بحضور ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، وولي ولي العهد السعودي، ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الأمراء، وأمراء المناطق، ومفتي عام المملكة، والعلماء والمشايخ والقضاة، والوزراء، ورئيس وأعضاء وعضوات مجلس الشورى، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وجمع من المواطنين.
وحول الأمن والاستقرار الذي تعيشه السعودية، قال العاهل السعودي «أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته، ونقول لأبنائنا وبناتنا ولكل من يقيم على أرضنا، إن الأمن مسؤولية الجميع ولن نسمح لأحد أن يعبث بأمننا واستقرارنا».
ومع بروز ظاهرة التطرف والإرهاب باعتبارها آفة عالمية لا دين لها، أشار العاهل السعودي إلى أن «المملكة اهتمت بمكافحة التطرف والإرهاب بجميع صوره وأشكاله، أياً كانت مصادره، والتعاون مع الدول والهيئات الدولية في مكافحة هذه الآفة البغيضة عبر اجتثاث جذورها ومسبباتها».
وشدد خادم الحرمين على «القضاء على الفساد وحفظ المال العام ومحاسبة المقصرين».
وأكد الملك سلمان أن «أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات»، مشيراً إلى أن «انخفاض أسعار البترول لن يحد من تأثير التنمية على بلاده»، منوهاً إلى أن «عمليات استكشاف البترول والغاز ستتواصل».
وقال العاهل السعودي إنه «سيعمل على بناء اقتصاد قوي ومتين لا يعتمد بشكل رئيس على النفط». وأضاف «ستكون السنوات القادمة زاخرة بإنجازات مهمة بهدف تعزيز دور القطاع الصناعي والقطاعات الخدمية في الاقتصاد الوطني».
وفي مجال الخدمات، أشار العاهل السعودي إلى أن «تطوير أداء الخدمات الحكومية ومن ذلك الارتقاء بالخدمات الصحية لكل المواطنين في جميع أنحاء السعودية، إلى جانب وضع الحلول العملية العاجلة التي تكفل توفير السكن الملائم للمواطن»، لافتاً إلى أن «التطوير سمة لازمة للدولة منذ أيام الملك المؤسس وسوف يستمر التحديث وفقاً لما يشهده مجتمعنا من تقدم وبما يتفق مع ثوابتنا الدينية وقيمنا الاجتماعية، ويحفظ الحقوق لكافة فئات المجتمع».
وفي المجال الاجتماعي، شدد الملك سلمان على ضرورة إيجاد «حلول عاجلة لتوفير السكن للسعوديين»، وعلى «توفير تعليم تتوافق مخرجاته مع خطط التنمية وسوق العمل»، مؤكداً أن «الوطن ينتظر من رجال الأعمال الكثير، وعليهم المبادرة في مجالات التوظيف».
وقال العاهل السعودي «لقد وضعت نصب عيني مواصلة العمل على الأسس الثابتة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها تمسّكاً بالشريعة الإسلامية، وحفاظاً على وحدة البلاد وتثبيت أمنها واستقرارها، وعملاً على مواصلة البناء وإكمال ما أسسه من سبقونا من ملوك هذه البلاد - رحمهم الله - وذلك بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها».
وذكر أن «كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا هو محل اهتمامي ورعايتي فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجهت وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن وتوفر أسباب الراحة لهم».
كما أكد العاهل السعودي «حرصه على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات».
ونوه الملك سلمان «بدور الإعلام الكبير في دعم هذه الجهود وإتاحة فرصة التعبير عن الرأي، وإيصال الحقائق وعدم إثارة ما يدعو إلى الفرقة أو التنافر بين مكونات المجتمع فالواجب على الإعلام أن يكون وسيلة للتآلف والبناء وسبباً في تقوية أواصر الوحدة واللحمة الوطنية».
عربياً، أكد العاهل السعودي أن «السعودية تسعى دائماً من أن يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس»، مضيفاً أننا «سائرون إلى تحقيق التضامن العربي والإسلامي بتنقية الأجواء وتوحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بهما».
وشدد الملك سلمان على أن «المملكة السعودية جزء من هذا العالم وتعيش مشاكله، وستسهم المملكة بفاعلية في وضع حلول لقضايا العالم الملحة».