عندما سارت على أرض البحرين أول سيارة، كانت عجباً ما بعده عجب، والرجل الذي يقودها في زهو، والناس بلغت بهم الدهشة مبلغها، تماماً مثلما رأى الناس المبشر زويمر يركب الدراجة الهوائية ويسير وهو ممتطيها، ولم يكن لها مثيل في السابق، فأطلق عليها أهل البحرين «خيل إبليس».
الآن، وبفضل التطور الحضاري والثقافي وما بلغه شعب البحرين من علم، أصبحت الطائرة لا تلفت انتباههم، بما يعني كل شيء صار عادياً! السيارات ملأت الشوارع والطرقات وكل أرض، حتى موقف لسيارتك بالكاد تحصل عليه في الحي الذي تسكن فيه. وهذا العدد الهائل من السيارات، فرض على الحكومة تخصيص أراضٍ للشوارع والطرقات والمواقف، مما اضطرها والتجار لبناء عمارات متعددة الطوابق لوقوف السيارات بأجر، أي استثمار في هذا الجانب المربح، إلى جانب المواقف الأرضية والسراديب تحت المجمعات الكبيرة، ومواقف المطار في حاجة إلى مثل ذلك.
تنظيم المرور في الشوارع في أوائل الأربعينات كان يتم بواسطة شرطي مرور، خاصة عند تقاطع الشوارع المهمة، حفاظاً على الأرواح والممتلكات، إلى أن ابتكرت الدوارات، ومع الزمن، أخذت أو كادت تختفي الدوارات وتحل محلها الإشارات الضوئية، وهذه الأخيرة تراجعت جدواها، فجاءت الجسور المعلقة، والأنفاق لتخفيف زحمة السيارات –الله يكون في عون الحكومة–. الذي أريد أن أنبه إليه، أن دوار الساعة بالرفاع، عبوره مخاطرة حقيقية، وجربت الجهة المعنية وضع إشارات ضوئية لتنظيم حركة السيارات وانسيابها، لكنها فشلت وألغيت، وترك عبور دوار الساعة للسواق، كل على قدر شطارته (مخاطرة). والملاحظ هذه الأيام، وجود شرطي مرور في وسط هذا التقاطع المزدحم، بما يوحي أننا رجعنا ستين سنة إلى الوراء، هل هذا معقول مع العلم أننا دائماً نسير إلى الأمام؟
إذا كان دوار الساعة هو المشكلة، لماذا لا يفكك وينقل نصب الساعة إلى الغرب بهندسة وبصياغة حديثة شبيهة ببوابة مدينة عيسى وتعاد الإشارات الضوئية إلى سابق عهدها مع تلافي السلبيات إن وجدت، وهذا لا يعجز المسؤولين في وزارة الأشغال وإدارة المرور، وهم جميعاً محل ثقتنا؟
يوسف محمد بوزيد
مؤسس نادي اللؤلؤ سابقاً
وعضو مجلس بلدي سابق