أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى «أن ما تحظى به البحرين من فضاء رحب وبيئة جامعة لشتى مكونات المجتمع المتنوع، لا يتاح بكثرة في عالم يشهد نزاعات وصراعات مقلقة تدفع بالبعض إلى حمل سلاح التطرف والكراهية والتعصب والعنف غير المبرر»، مشدداً على أن هذه «أمور نقف في وجهها بقوة وحسم، ونستعين، من بعد الله تعالى، بإصرار كل المخلصين من أبناء شعب البحرين والمقيمين على أرضها، على حماية ثوابتنا وركائزنا القائمة على صون الحريات واحترام كل الأديان والثقافات، وتقدير الكفاءات والخبرات كافة».
وأشاد جلالة الملك خلال استقباله في قصر الصخير أمس المشاركين في فعاليات «هذه هي البحرين» بـ«النتائج الطيبة التي حققتها فعاليات هذه هي البحرين بمبادرة مُقدّرة لاتحاد الجاليات الأجنبية، بإشراف أمينها العام بيتسي ماثيسون، بمشاركة أخوة وأخوات حرصوا على نقل الوجه الحضاري للبحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي، وإبراز أهم منجزاتها التي تتحقق بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح التي لطالما انتهجتها البلاد على مر التاريخ»، مرحباً بـ«الضيوف الذين تحملوا عناء السفر لمشاركتنا هذه المناسبة، ونشكرهم على ما قاموا به في بلدانهم تجاه البحرين».
وشكر العاهل المفدى «الجميع على مساعيهم الطيبة»، مشيداً بـ»دور القائمين على هذه المبادرة المتميزة من اتحاد الجاليات الأجنبية، الذي استشعر أهمية التواصل مع الآخرين من خلال لغة الثقافة والاقتصاد، التي تكون في كثير من الأحيان، أكثر تأثيراً من لغة السياسة».
وأعرب جلالته عن تقديره ومساندته «للفعاليات التي تنقل رسالة واضحة للعالم من حولنا، بأن البحرين ستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها، دون أي تفرقة أو تمييز».
من جهتها، أعلنت الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية بيتسي ماثيوسون أن باريس ستكون الوجهة المقبلة لتنظيم فعاليات «هذه هي البحرين» قريباً جداً، مشيرة إلى أن
«أن جوهر التعايش في البحرين يعزى بشكل رئيس إلى حقيقة أن كل واحد حر تماماً لتكريس دينه، وهويته والحفاظ على شخصيته، ما يقوم على الثقة والاحترام المتبادل بين مكونات المجتمع».
وأضافت أن «كلمات العاهل من القلب تشمل الروح الحقيقية للبحرين وقيادتها وشعبها، فكانت كلماته مصدر إلهام «لهذه هي البحرين» ورؤية جلالته تدفعنا لإقامة مفهوم «هذه هي البحرين».
وتابعت: «نقدم شكرنا وامتناننا الصادق لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وهو رجل دولة نادر، يعمل بلا كلل لضمان سلامة وأمن ورفاهية المواطنين البحرينيين والمقيمين على حد سواء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ورؤية 2030 وهو إعلان واضح للتفاني والعمل نحو مستقبل مشرق وقوي لمملكة البحرين.
وتقدمت ماثيسون بـ«الشكر والعرفان لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة التي دعمت حقوق المرأة البحرينية وقادتها نحو آفاق جديدة من الإنجازات على المستوى العالمي».
وأشارت إلى أن «هذه هي البحرين هو انعكاس لمملكة البحرين الحديثة، والمتقدمة ونتاج رؤية جلالة الملك، وتكشف فعالياتها عن الحرية الدينية التي تتمتع بها جميع الأديان»، لافتة إلى أن «زعماء الطوائف الدينية من مختلف أنحاء العالم، المسلمين والمسيحيين والهندوس والبوذيين والسيخ واليهود يقدمون دليلاً واضحًا على أن البحرين نموذج التعايش السلمي لقرون عدة وهي المفتاح لمكافحة الأفكار الهدامة والتمييز والخوف والجهل، تقدم حلاً بسيطًا لمحاربة تنامي الإرهاب العالمي».
وخلصت إلى أن «التنوع الاجتماعي المدهش في البحرين أداة تعليمية قوية قبلها البحرينيون باعتبارها الطريقة الصحيحة والطبيعية للعيش وهذا هو سبب رفض شعب البحرين الدائم للراديكالية والتطرف والطائفية والفتنة لأنها غريبة تماماً على مملكة البحرين وطريقة حياة البحرينيين»، مشيرة إلى أنه «هذه هي البحرين المملكة الأبدية للسلام والحب».
بدوره، قال رئيس منتدى الأئمة في فرنسا الإمام حسن شلغومي مخاطباً جلالة الملك: «أنتم ملك البحرين وكذلك ملك كل محبي السلام، وهذه حقيقة، جمعتم من فرنسا من أراد الإرهابيون أن يفرقوا بينهم، أحداث السابع من يناير في فرنسا، ذهب ضحيتها 17 شخصًا، وأنتم جمعتمونا هنا، مسلمين ويهود ومسيحيين وأقباط».
ونقل شلغومي عن قداسة البابا قوله في وصف جلالة الملك: «أنتم أمل للسلام، والإنسانية بحاجة لكم»، مؤكداً أنه «نريد الإنسانية أن ترى هذا الأمل، خشية ما تفعله داعش والفرق الضالة التي تشوّه الإسلام والمسلمين».
وتابع مخاطباً العاهل: «أنتم أخذتم قلوب الإنسانية، أنتم منارة وجئنا نأخذ من منارتكم(..) فرنسا وأوروبا أحوج ما تحتاج لكم»، معرباً عن أمله أن يكون هناك مؤتمر في باريس للسلام تحت رعاية العاهل المفدى.
وصافح جلالة الملك المفدى الحضور، مرحباً بهم، وشاكراً لهم جهودهم الكبيرة ومشاعرهم الطيبة تجاه مملكة البحرين، قبل أن يؤدي عدد من أطفال كنيسة القلب المقدس وصلة إنشادية تعبر عن الترابط الإنساني بين الشعوب ومعاني الأخوة السمحة بين مختلف الأديان والحضارات.
ونظم فعاليات «هذه هي البحرين» اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة في البحرين في كل من المملكة المتحدة وألمانيا وبلجيكا، بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين للتعريف بمملكة البحرين وإظهار إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية.
نص الكلمة السامية لجلالة الملك المفدى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
يسرنا أن نلتقي بكم في هذا اليوم المبارك للاستماع إلى النتائج الطيبة التي حققتها فعاليات «هذه هي البحرين» بمبادرة مُقدّرة لاتحاد الجاليات الأجنبية، بإشراف أمينها العام، السيدة بيتسيماثيسون، وبمشاركة جمع طيّب من الأخوة والأخوات، الذين حرصوا على نقل الوجه الحضاري للبحرين، والتعريف بمخزونها الثقافي والمعرفي، وإبراز أهم منجزاتها التي تتحقق بفضل سياسات الانفتاح والتعددية والتعايش والتسامح التي لطالما انتهجتها البلاد على مر التاريخ . كما نرحب بضيوفنا الذين تحملوا عناء السفر لمشاركتنا هذه المناسبة، ونشكرهم على ما قاموا به في بلدانهم تجاه مملكة البحرين.
ونود التوضيح هنا، بأن ما تحظى به البحرين من فضاء رحب وبيئة جامعة لشتى مكونات مجتمعنا المتنوع، قد لا يتاح بكثرة في عالم يشهد نزاعات وصراعات مقلقة تدفع بالبعض إلى حمل سلاح التطرف والكراهية والتعصب والعنف غير المبرر، وهي أمور نقف في وجهها بقوة وحسم، ونستعين، من بعد الله تعالى، بإصرار كافة المخلصين من أبناء شعب البحرين، وضيوفها من المقيمين على أرضها، على حماية ثوابتنا وركائزنا القائمة على صون الحريات واحترام كافة الأديان والثقافات، وتقدير كافة الكفاءات والخبرات.
وختاماً، نشكر الجميع على مساعيهم الطيبة، ونشيد بدور القائمين على هذه المبادرة المتميزة من اتحاد الجاليات الأجنبية، الذي استشعر أهمية التواصل مع الآخرين من خلال لغة الثقافة والاقتصاد، التي تكون في كثير من الأحيان، أكثر تأثيراً من لغة السياسة، كما نود التأكيد على تقديرنا ومساندتنا لمثل تلك الجهود، التي تنقل رسالة واضحة للعالم من حولنا، بأن البحرين ستظل حاضنة لجميع من يعيش على أرضها، ويعمل لخيرها وصلاحها ، دون أي تفرقة أو تمييز.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،