القاهرة - (رويترز): بعد 4 سنوات من الاضطرابات السياسية تراهن مصر على مؤتمر استثماري في شرم الشيخ لإنعاش اقتصادها آملة بأن يحسن صورتها ويجتذب مليارات الدولارات.
غير أن المال ليس الهدف الوحيد من المؤتمر الاقتصادي الذي سيحضره رؤساء تنفيذيون ومسؤولون عالميون من بينهم المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وتأمل مصر أن يعيدها المؤتمر الذي سيعقد من الجمعة إلى الأحد إلى بؤرة اهتمام المستثمرين برسم صورة تعكس استقرار الأوضاع رغم أعمال عنف ينفذها متشددون وإرهابيون شمال سيناء وهجمات مسلحة في أرجاء البلاد.
وحظيت مصر بإشادة عن إصلاحات اقتصادية من بينها خفض دعم الطاقة وقانون للاستثمار طال انتظاره يخفف الإجراءات الروتينية إلى جانب الجهود الرامية للقضاء على السوق السوداء للعملة. وإذا نجحت القمة التي ستعقد في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الأحمر فإن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد يعلن تحقيق تقدم على الصعيد الاقتصادي.
وأعاد السيسي قدراً من الاستقرار إلى البلاد وأنعش الآمال في تعافي الاقتصاد بالإعلان عن مشروعات كبرى في مجال البنية التحتية من بينها مشروع بعدة مليارات من الدولارات لتوسيع قناة السويس. وتعهد السيسي بقطيعة مع الماضي الذي هيمنت فيه الدولة على الاقتصاد وتربح فيه رجال أعمال مقربون من مبارك.
وسلط المؤتمر -الذي من المتوقع أن يشهد إعلان شركات عالمية اتفاقات مع الحكومة- الأضواء على ما إن كانت مصر قادرة على الوفاء بوعودها السابقة. ويقول رئيس معهد سيجنت للأبحاث الاقتصادية والتجارية أنجوس بلير إن «الحكومة تنظم عرضاً وتقول هذا ما نريد أن نعرضه عليكم».
وقدمت السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت دعماً للاقتصاد المصري بقيمة 23 مليار دولار في صورة شحنات نفطية ومنح نقدية وودائع بالبنك المركزي، لكن تحقيق الرخاء على المدى الطويل يتطلب اجتذاب المزيد من المليارات من المستثمرين الأجانب الذين عزفوا عن البلاد إلى حد كبير منذ 2011.
وتوجد علامات تشير إلى نجاح الإصلاحات. فقد أعلنت شركة النفط البريطانية «بي بي» الأسبوع الماضي عن استكمال صفقة لاستثمار 12 مليار دولار وفازت «كيلوج» الأمريكية في حرب أسعار استمرت شهوراً في وقت سابق من العام لشراء شركة «بسكو مصر» الرائدة في صناعة البسكويت والكعك. وارتفعت البورصة المصرية 7.3% منذ بداية العام لتأتي في المرتبة الثانية بعد السوق السعودية بين الأسواق الكبرى في منطقة الشرق الأوسط. وقال صندوق النقد الدولي عقب مراجعة الشهر الماضي إن الإصلاحات الهيكلية والنقدية بدأت تحقق تحسناً في الاقتصاد. غير أنه أضاف أن هناك حاجة إلى المزيد من الإجراءات لضبط المالية العامة وخفض البطالة.
وتستهدف الحكومة الوصول بالعجز في الموازنة إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول السنة المالية 2018-2019 من 15% في السنة الماضية. ويبلغ معدل البطالة حالياً نحو 13% ويمثل تحدياً كبيراً أيضاً. وقال مسؤولون إن من المتوقع أن يحقق الناتج المحلي الإجمالي نمواً قدره 4% في السنة المالية التي تنتهي في يونيو المقبل ارتفاعاً من 2.2% في السنة الماضية.
وإذا سارت جميع الأمور وفقاً للخطة الموضوعة تتوقع مصر ارتفاع الاستثمارات الأجنبية إلى المثلين في السنة المالية الحالية لتصل إلى 8 مليارات دولار.