كتبت - نورة البنخليل ورقية الجابر:
هدوء نسبي، إنترنت مجاني، وساعات عمل 24 ساعة يومياً، وأسباب أخرى تحمل الشباب على تفضيل المذاكرة في مقاهي الكوفي شوب، كما يؤكد شباب لـ”الوطن”، وكأنها ثكنة يتخندقون فيها.
يقول عبدالله الجودر: أسعى لكسر روتين المذاكرة المنغلقة في المنزل، رغم توافد كثيرين للثرثرة، وإن كنت في الواقع أركز على النقاط المهمة، والنقاش مع الزملاء، فأنا لا أستطيع دراسة كل المنهج، خلال 3 ساعات وحسب.
ويرى محمد القائد أن الجلوس في كوفي شوب هادئ يعطي جواً مناسباً وفعالاً للدراسة، إلا أن هذه الأجواء كثيراً ما تعكرها “الدردشة” في مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفاً: الحقيقة أن أجمل ما في هذه المقاهي أنها تخرج بنا عن الروتين، لكن أكثر ما يعطل المذاكرة أن تلتقي أحدهم لتبدأ الدردشة، ليس ذلك وحسب فإن هناك مواقع التواصل الاجتماعي.
وفيما يؤكد محمد الحمادي أنه لا يفارق الكوفي شوب حتى ينتهي من المواد المطلوبة، ذلك أن الكوفي شوب يعده متنفساً له للخروج من نطاق الجامعة المغلق، يشير حمد جاسم إلى ملاءمة المكان للدراسة، من حيث الإضاءة والهدوء، فهو مكان كأنما معد للمذاكرة، وهو مكان ربما لا تتوافر لغيره من مزايا.
أميرة نوح، تؤكد أنها تقضي 3 ساعات يومياً في الكوفي شوب، نظراً لوجود أطفال في البيت، حيث الضوضاء، لتستعين بالمكان لمراجعة الملخصات والمعلومات المهمة، لكنها لا تجد ملامة حين تشير إلى أن المكان ليس ملائماً للدراسة في كل حال، فهو مزدحم في الفترة المسائية لذلك تفضل المذاكرة صباحاً.
أما أروى عبدالغفار، فتعلل إقبال الطلبة على الكوفي شوب، لانتشارها، وارتفاع عدد الطلبة، وكثرة عدد الجامعات الخاصة التي تستقبل آلاف الطلبة من دول أخرى، مؤمنة من جانب آخر أن الكوفي شوب، مكان ملائم لحل بعض المسائل الصعبة.
وتضيف عبدالغفار: أن الانتشار الواسع لمحلات الكوفي شوب، إذ لا يخلو شارع من شوارع مملكة البحرين من محلين إلى ثلاثة، هذا إلى جانب أن الاختناقات المرورية، تعرقل وصول الطلبة إلى منازلهم لأخذ قسط من الراحة والمذاكرة، لذا تجدهم يتوجهون إلى أقرب كوفي شوب من مبنى الجامعة للراحة والمذاكرة، كذلك هي تجمع الطلبة للدراسة بعيداً عن الأجواء المنزلية حفاظاً على الخصوصية في المنزل، مشيرة إلى أن المكوث في الكوفي شوب والدراسة فيه تكون خالية من التعقيدات وفيها البساطة وعدم تحمل مسؤولية الضيافة مثلاً ونجد فيها انفتاحاً أكثر وتقبلاً أوسع كل هذه الأسباب أدت إلى التوجه إلى للدراسة في الكوفي شوب.
وترى عبدالغفار أن الدراسة في مكان عام يضم أعداداً كبيرة من الناس وأحياناً يتميز بالضجيج وقد يعرقل الدراسة، إلا أننا نستطيع القول بأن في الكوفي شوب يتم وضع الخطوط العريضة والاتفاق على الأساسيات المهمة في المواد الدراسية وكذلك شرح ما استصعب على أحدهم، كما أرى أنه في الكوفي شوب ممكن الإعداد للعروض التقديمية أو حل بعض المسائل الصعبة، مردفة: مع أنني لا أفضل الدراسة في الكوفي شوب إلا أنني أرى بأن الوقت قد يتراوح بين ساعة إلى ساعتين ودراسة ما يقارب موضوع إلى موضوعين فقط وذلك بسبب تشتت الانتباه حيث المكان غير مهيأ للدراسة فالضوضاء والضجيج وكذلك حركة الزبائن ومحادثاتهم كل هذا يؤثر على التركيز والانتباه لدى الطلبة الدارسين.
كذلك تفضل نورة خالد الكوفي شوب، نظراً لأن أجواء البيت تدفع للنوم والكسل، وهو ما انعكس على نتائجها، مردفة: كنت في المرحلة الثانوية أفضل الدراسة في أجواء المنزل؛ لكن بعد دخولي الجامعة تغيرت توجهاتي خصوصاً أنني تعودت الدراسة مع صديقاتي.
وتضيف خالد أن المقاهي تسمح لنا بالتركيز في الدراسة، كما وفرت لنا كثيراً من الراحة ووسائل الترفية التي نعود بعدها إلى مناقشة ما قمنا بدراسته، وهو أمر يساعدنا كثيراً على استحضار المعلومة، فإن الحركة في المقهى لا تشعرنا بالملل.
وبينما ساعد الكوفي شوب، منار البنخليل، على إحراز نتائج أفضل، ما دفع والدتها للسماح لها بالدراسة مع زميلاتها في الكوفي شوب، يرى طالب الإعلام بجامعة البحرين محمد حاجي أن المقاهي تجدد النشاط لاستقبال المعلومات، بفضل الهدوء والموسيقى، والمناظر الطبيعية، مشيراً إلى أن بعض المقاهي تقدم عروضاً للطلبة، منها تقديم جميع المشروبات المطلوبة وخدمات “الواي فاي” مجاناً، بينما يلحظ حاجي التعاون بين الشباب في المقهى، مرجعاً ذلك لطاقاتهم الإيجابية، فيما تؤكد دانة السالم أنها استطاعت أن تقنع أسرتها بأن تدرس في الكوفي شوب، بعد أن لمست تأثيرها الإيجابي عليها.
غير أن ولية الأمر باسمة راشد مقتنعة أن الدراسة في المقاهي أمر غير صحي، حيث التدخين، وتناول مشروبات الطاقة، وتوافقها جميلة عتيق، في ذلك بسبب الضوضاء وتشتت أفكار الطلبة، بينما تجد فاطمة الشروقي أم حمد، أن الكوفي شوب مكان ملائم، حيث يمكن لأولياء الأمور قضاء حوائجهم في المجمع نفسه، عدا عن توافر مقررات دسمة، تثقل رؤوس الطلبة ويحتاجون إلى كسر الروتين وتغيير طقس الدراسة.