كتب - محمد آل مبارك:
أثار انتشار المجموعات الشعرية، عبر تطبيق التواصل الإجتماعي واتس آب، الجدل بين الشعراء بين مستنكرٍ وراضٍ ومتهرب، وفي الوقت الذي وصفها البعض بكونها إحدى النوافذ الجديدة لطرح الموهبة والإبداع على جمهور أكبر وأكثر اتساعاً، وصفها البعض الآخر بأنها مجرد منتديات شعرية قديمة ارتدت ثوباً جديداً ولا يقدم من خلالها أي جديد أو أي ذي أهمية.. “الوطن” استطلعت وجهات نظر الشعراء الشباب البحرينيين والخليجيين واستمعت لآرائهم في السطور التالية..
في البداية، قال الشاعر البحريني نواف آل محمود، إن المجموعات الأدبية ظاهرة من الظواهر المنتشرة في أدوات التواصل الاجتماعي، يبدأ الحماس بالمشاركة حين يتم إنشاؤها، ثم يصيبها الفتور، وآخرها الهجران.
وأضاف، أن أسباب عدم الاهتمام بتلك المجموعات، يتخلص في انحراف نهج المجموعة الذي أنشئ من أجله، وتداخل مواضيع ليست ذات صلة بالشعر كالأدعية والنصائح الدينية أو الطبية، وإقحام المواضيع السياسية والاجتماعية.
وذكر، أن كثرة المجاملات والمديح غير المبرر لأي مشاركة من مشاركات الأعضاء أحد أسوأ الوجوه التي نراها عبر تلك المجموعات، إضافة إلى السرقات الأدبية، ووضع المشاركات المنقولة دون وضع اسم شاعرها.
وأكد آل محمود، أن تلك المجموعات الشعرية عاجلاً أم آجلاً ستضمر ومن ثم ستموت في يوم ما.
من جانبه، قال الشاعر والإعلامي العماني عبدالعزيز العميري، إنه وحتى وقتٍ قريب لم أكن أنتمي لأي مجموعة من تلك المجموعات الشعرية، لعدم قناعتي بما يجرى بها.
وأضاف، جربت مؤخراً الانضمام لإحدى تلك المجموعات حتى لا أكون معقداً وكلاسيكياً في تفكيري، وذلك بعد أن تمت إضافتي بها، وظللت أتابع بصمت ما يتعلق بالشعر، إلا أنني فوجئت بما وجدته.
وأوضح، كنت وكلما استيقظت صباحاً ينتابني شعور أن المتنبي وأبا تمام ودرويش ونزار خرجوا من قبورهم لفرط ما ترى من عبارات الثناء والمديح لما يطرح بتلك المجموعات.
وأشار إلى، أن من يكتب تلك العبارات من المديح والثناء غير المبرر لم يقرأ النص من الأساس ولكن عقله الباطن تبرمج على النفاق والمديح والمجاملات.
وأكد العميري، قررت عدم التطرق لتلك المجموعات لأنني أحترم الشعر، وأعلم أن القصيدة لها قداستها، وأن النفاق والمجاملات عملةٌ رخيصة في ثقافة الأدب.
من جهته، أكد الشاعر والناقد البحريني يوسف شويطر، أن المجموعات الشعرية لها جانبان مضيء ومظلم ، المضيء منها يكون لغرض التواصل ومعرفة جديد ما في جعبة الشعراء والمظلم هو تحولها مع مرور الوقت إلى ملتقى لإدارة الحلقات الدينية والسياسية ولا يجني منها الأدب شيئاً.
وقال، أتوقع أن بعد 7 سنوات ستختفي ظاهرة المجموعات كما حدث مع المنتديات، وبالنسبة لي لا أجد المجموعات الأدبية كمتنفس لي كشاعر لأنني أعمل على النقد في الوقت الحالي.
وفي السياق نفسه، قال الشاعر والإعلامي القطري محمد المناعي، مجموعات الواتس آب الشعرية لها فائدة طبعاً، فكل تجمع للشعراء يحفزهم على الإبداع ويشجعهم على الكتابة.
وأوضح، أعتقد أن الأمر يحتاج لإدارة صحيحة وشروط وضوابط للمشاركة، وبالنسبة لنهايتها فكل منبر له نهاية مع تغير الظروف المحيطة، وهو ما حدث مع المنتديات وجروبات الفيس بوك، والمدونات وغيرها.
أما الشاعر العراقي الشاب نواف الجربا، قال، إن المجموعات الشعرية لها فوائد اجتماعية أكثر من فوائدها الشعرية، وتمتاز بصدق الآراء ولا مكان للمجاملات فهذا المميز بها، وأجد بها متنفساً لا يتفوق عن غيره من البرامج والمواقع الأخرى، أما بخصوص عدد المجموعات التي أشترك بها في الواتس آب فأنا متواجد بمجموعة واحدة فقط.