أكد نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، بدء استكمال المؤشرات الرئيسة لاستراتيجية الحكومة الإلكترونية 2012-2016 بتطبيق التقنيات الحديثة والربط بين المؤسسات الحكومية وتوسيعها لتشمل القطاع الخاص.
وقال سموه لدى افتتاحه منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية 2015 أمس، إن البحرين حققت إنجازات متتالية على الصعيد الدولي خلال فترة قصيرة نسبياً، وتقدمت إلى الترتيب 18 عالمياً في تقرير الأمم المتحدة لجاهزية الدول للحكومة الإلكترونية 2014، بينما يفتتح سموه غداً منتدى البحرين لتقنية المعلومات 2015.
فيما قال وزير المواصلات والاتصالات كمال بن أحمد، إن المملكة طورت بنية الاتصالات وخفضت تكاليف الإنترنت بنسبة 53%، وتعمل على تطوير شبكة الألياف الضوئية وربطها بأكبر شبكة للكابلات البحرية بالعالم.
وكرم سمو الشيخ محمد بن مبارك الأعمال الفائزة بجائزة التميز للحكومة الإلكترونية، إذ ذهبت جائزة أفضل محتوى إلكتروني بالقطاع العام لوزارة التربية والتعليم وجائزة الخدمة لـ«الشباب والرياضة»، بينما فازت «الأشغال» بأفضل مشروع و«الخارجية» بـ«المشاركة الإلكترونية».
ونال سهيل القصيبي جائزة ريادة الأعمال في القطاع المشترك، وجمعية أمنية طفل بجائزة مؤسسات المجتمع المدني، في حين تقاسمت «التشريع والإفتاء» وVIVA و«البحرين الوطني» جائزة أفضل تطبيق للوسائط الذكية، ومجلس التنمية الاقتصادية و«جيبك» جائزة الاقتصاد الإلكتروني.
وفي قطاع الأفراد ذهبت جائزة أفضل مقترح إلكتروني لنورة بطي وجواهر الخاجة وليليان ممتاز، وجائزة المواطن الإلكتروني لمحمد العباسي وجمال الكوهجي.
وعبر سمو نائب رئيس الوزراء، عن سعادته بما يشهده المنتدى من تطور مستمر طيلة السنوات السبع الماضية، سواء لجهة المشاركين والمتحدثين في جلساته من داخل البحرين ومختلف قارات العالم من خبراء ومختصين ومسؤولين دوليين وصناع قرار، أو للموضوعات المهمة المطروحة في ورش العمل المختلفة، ما جعله اليوم أحد أهم الملتقيات العالمية التفاعلية الشاملة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والحكومة الإلكترونية.
وقال سموه إن انعقاد المنتدى يتزامن هذا العام مع مرور عقد من الزمن على إنشاء اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، وبدء سياسة الحكومة وتوجهاتها نحو تفعيل التحول إلى التعامل الإلكتروني، وتطبيق أفضل الممارسات في مجال الحكومة الإلكترونية.
وأضاف سموه أن البحرين حققت خلال مدة قصيرة نسبياً، إنجازات متتالية على الصعيد الدولي، إذ تقدمت ووصلت إلى الترتيب 18 عالمياً من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 192 دولة، في تقرير الأمم المتحدة لجاهزية الدول للحكومة الإلكترونية 2014.
وأكد سموه أن البحرين تفوقت بذلك على مجموعة دول أوروبية وآسيوية، واستضافت عدداً من الوفود الأممية جاءت للاستفادة من تجربتها في بناء قدرات دولها، ما يؤكد ثقة المجتمع الدولي بالبحرين وما وصلت إليه من مكانة الدولية في هذا المجال، واختيارها كأول دولة تحتضن زيارة شاملة لوفود من مختلف دول العالم وبرعاية أممية.
ونبه سموه إلى ما أنجز من خدمات، بتدشين النظام الوطني للمقترحات والشكاوى «تواصل»، الذي وفر منصة دائمة ومفتوحة لتواصل المواطنين مع 25 جهة حكومية، وإطلاق البوابة المطورة للحكومة الإلكترونية كأول بوابة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، بينما زاد عدد الخدمات المقدمة عبر البوابة، وحجم التعاملات المالية وعدد الزيارات، وتنفيذ تطبيقات الهواتف الذكية.
وقال سموه «بعد مرور 10 سنوات على بدء عمل اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، تجاوزنا مرحلة تقديم الخدمات الحكومية إلكترونيا إلى مرحلة الحكومة الذكية، ونتطلع إلى التميز في هذا المفهوم، وما كان هذا ليتحقق لولا انفتاح البحرين على مختلف الخبرات العالمية، والتواصل معها من خلال هذا المنتدى، ورسم استراتيجية واضحة المعالم وتنفيذها بخطوات مدروسة عاماً بعد عام».
ولفت سموه إلى بدء استكمال المؤشرات الرئيسة لاستراتيجية الحكومة الإلكترونية 2012-2016، بتطبيق التقنيات الحديثة والربط بين المؤسسات الحكومية وتوسيعها لتشمل القطاع الخاص، والسعي لتحقيق مفهوم توفير البنية التحتية كخدمة، انطلاقاً من الإيمان بأهمية مواكبة كافة المستجدات المتسارعة في عصر يشهد تطوراً وتقدماً تقنياً غير مسبوق، بين عالمين حقيقي وآخر افتراضي، وسرعة لا مثيل لها في نقل المعلومات وتبادلها عبر العالم. ووجه سموه الشكر إلى المنظمين والرعاة الرسميين ومؤسسات القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، ولكل من أسهم في إنجاح المنتدى، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه ومبتغاه.
من جانبه تقدم وزير المواصلات والاتصالات كمال بن أحمد، بالشكر لسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة على اهتمامه الشخصي ورعايته الكريمة للمنتدى، مؤكداً أن رعايته للمنتدى وحرصه على الحضور والمتابعة، يعكس مدى اهتمام القيادة الرشيدة بالنهوض بقطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
وقال الوزير إن برنامج عمل حكومة البحرين، تبنى مبادرات ومشروعات طموحة كانت الأساس في الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية، وتحققت منذ بدء تنفيذ أول استراتيجية عام 2007 منجزات كبيرة وبمستويات عالمية، وبناءً عليه صيغت استراتيجية 2016، وقطعت شوطاً في تنفيذ المؤشرات والمشاريع الرئيسة.
وأضاف «جاء تصميم المشروعات الوطنية الاستراتيجية والبنى التحتية المتقدمة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ضمن توجه القيادة الرشيدة الداعم لاستفادة مؤسسات القطاعين العام والخاص من الموارد الرقمية بفعالية وبأقل كلفة وأفضل كفاءة».
وأوضح أن الخطة الوطنية لتطوير قطاع الاتصالات، جاءت لتلبي أولويات التنمية المستدامة في التحول نحو مجتمع رقمي، وفق برنامج تنظيمي شامل يهدف لتعزيز التواصل والترابط الاجتماعي والرخاء الاقتصادي في البحرين.
وذكر كمال أحمد أن المملكة نجحت في تطوير بنية اتصالات الهاتف الثابت والنقال وشبكة وطنية للنطاق العريض أسهمت في خفض تكاليف الإنترنت بنسبة 53%، ومازال العمل متواصلاً وفق مراحل متصلة لتطوير البنية التحتية لشبكات الألياف الضوئية وربطها بأكبر شبكة للكابلات البحرية في العالم.
بدوره قدم الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية محمد القائد، عرضاً توضيحياً استعرض خلاله مسيرة الهيئة بدءاً باستراتيجية 2007-2010، وأبرز الخدمات والمشروعات المقدمة.
وعرض إحصاءات وحقائق حول هذه المشروعات، والقنوات الإلكترونية المتعددة، والاستراتيجية الوطنية للهيئة المقرر تنفيذها حتى 2016، وما تم إنجازه خلال الأعوام الماضية، والمشروعات المستقبلية للهيئة التي تغطي جوانب عدة تتماشى مع برنامج عمل الحكومة.
وقدم القائد عرضاً توضيحياً استعرض فيه أسرار نجاح برنامج الحكومة الإلكترونية بشهادة القياديين والمسؤولين من خارج البلاد، مشيراً إلى 3 عوامل رئيسة تمثلت في دعم القيادة الرشيدة لتطوير مبادرات الحكومة الإلكترونية والتكنولوجيا، وتوجيهات اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، واهتمامها بالمشروعات الوطنية ذات العلاقة، إلى جانب الشراكة المجتمعية مع كافة شرائح المجتمع، والكوادر الوطنية العاملة على تطوير الخدمات وإيصالها للجمهور. وتحدث رئيس الوزراء السويدي الأسبق جون فريدريك رينفلت، عن التجربة السويدية في مجال الحكومة الإلكترونية، وكيفية توظيف التكنولوجيا في تطوير بلاده خلال فترة توليه المنصب.
وتطرق رينفلت لتحديات الحكومة الإلكترونية ومتطلبات العولمة والتوسع الحضري، لافتاً إلى أن المنتدى هو الفعالية الوحيدة المشار إليها ضمن تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية.
وأشاد بالتقدم الملحوظ في البحرين في مجال الحكومة الإلكترونية، وقال إنه سينقل تجربة البحرين إلى بلده.
وتوقع أن تتجاوز البحرين بلده السويد في مؤشر الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية، داعياً إلى ضرورة الالتقاء بهدف تفعيل الأداء وخلق فرص عمل للمواطنين.
وتابع الحضور عرض فيلم وثائقي لمسيرة إنجازات اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات، وإنجازاتها ومبادراتها خلال عقد من الزمن.
وكرّم سمو الشيخ محمد بن مبارك، الأعمال الفائزة في جائزة التميز للحكومة الإلكترونية 2015 البالغ عددها 16، وشمل التكريم في فئة القطاع الحكومي في جائزة أفضل محتوى إلكتروني لوزارة التربية والتعليم عن موقع الوزارة، وجائزة أفضل خدمة إلكترونية للمؤسسة العامة للشباب والرياضة عن خدمات المؤسسة، وجائزة أفضل مشروع إلكتروني لوزارة الأشغال والبلديات عن نظام إدارة الأصول المؤسسية، وجائزة المشاركة الإلكترونية لوزارة الخارجية.
وفاز سهيل القصيبي بجائزة ريادة الأعمال عن مركز «دريم بودي» من قسم القطاع المشترك، فيما فاز بجائزة مؤسسات المجتمع المدني جمعية أمنية طفل، وهيئة التشريع والإفتاء القانوني عن تطبيق انتخابات 2014 بجائزة أفضل تطبيق للوسائط الذكية، وبنفس الجائزة فازت VIVA البحرين عن تطبيق الخدمة الذاتية من VIVA، وبنك البحرين الوطني عن تطبيق بنك البحرين الوطني، بينما ذهبت جائزة الاقتصاد الإلكتروني لمجلس التنمية الاقتصادية، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات «جيبك».
وفي قطاع الأفراد، تقاسم جائزة أفضل مقترح إلكتروني نورة بطي عن مقترح i-Save، وجواهر الخاجة عن مقترح وظائفي الإلكترونية، وليليان دقاق عن مقترح تطبيق iSAAF، في حين فاز بجائزة المواطن الإلكتروني محمد العباسي عن أكبر مجموع من المدفوعات عبر بوابة الحكومة الإلكترونية خلال عام واحد، وجمال الكوهجي عن أكبر عدد معاملات أنجزت عبر بوابة الحكومة الإلكترونية خلال عام. وكرم سموه رعاة المنتدى وهم الراعي الرئيس مجلس التنمية الاقتصادية، والراعي الماسي مجلس الشورى، وشركة الخدمات الفنية للكمبيوتر (STS)، وشركة الخليج للحاسبات الآلية (GBM-IBM)، وبوليتيكنك البحرين، وشركة أفايا الأمريكية، وشركة المؤيد للكمبيوتر، ومايكروسوفت، والرعاية البلاتينية المقدمة من هاواوي، وهيئة تنظيم الاتصالات، والرعاية الذهبية المقدمة من شركة MicroSec البريطانية وشركة Mindteck الشرق الأوسط، وراعي الإنترنت شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية «بتلكو».
نظمت المنتدى هيئة الحكومة الإلكترونية بالتعاون مع جمعية المهندسين البحرينية ومعهد إدارة المشروعات فرع البحرين وجمعية الشباب والتكنولوجيا، وحضر الافتتاح نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، وعدد من الوزراء والنواب وأعضاء مجلس الشورى وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي.
ويشارك في المنتدى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد بن عبدالله المبارك الصباح، ورئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي آدم كولاج المعتمد لدى البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان وقطر وعدد من مندوبي الاتحاد الأوروبي، وأكثر من 700 شخصية من داخل المملكة وخارجها.
ويفتتح سمو نائب رئيس الوزراء غداً، معرض البحرين لتقنية المعلومات 2015 بحلبة البحرين الدولية في قاعة البادوك، وبالتزامن مع المعرض تنعقد 8 ورش عمل ما بين 17 - 19 مارس الجاري، تناقش التوجهات التقنية المستقبلية في مجال المدن الذكية، وأفضل الممارسات في الحكومة الإلكترونية، وآفاق التعاون الخليجي الأوروبي في مجال البحث والابتكار في المشروعات والخدمات.
وساهم التنسيق والتعاون الوثيق بين الجهات المنظمة المحلية من المؤسسات الأهلية والشركاء الدوليين من المعاهد المتخصصة والمنظمات الدولية، في الزيادة النوعية في عدد الورش وثراء محتواها، واستقطاب متحدثين مرموقين من مختلف دول العالم بإشراف هيئة الحكومة الإلكترونية.