الرباط - (وكالات): أكد محللون أن «تنظيم منتدى «كرانس مونتانا» في مدينة الداخلة جنوب المغرب حمل العديد من الرسائل، أبرزها إظهار أن المناطق المتنازع عليها يمكن أن تتحوّل فضاءات للحوار، وليس فقط ساحات للحروب، ما يعد شهادة دولية على نجاح السياسة المغربية»، مشيرين إلى أن «الرباط من خلال تنظيم المنتدى حققت عائداً سياسياً كبيراً، بعدما بعثت عبر هذه التظاهرة برسائل قوية، كتلك التي وجّهت إلى المعادين للسيادة الترابية للمغرب، ومنها تلك التي أظهرت جو الانفتاح والأمن والاستقرار الذي تنعم به الأقاليم الجنوبية للمملكة، وما شهدته من تنمية بشرية حقيقية ونهضة عمرانية ومستوى تنموي متميز».
وحرص عاهل المغرب الملك محمد السادس في رسالته التي وجهها الى المنتدى على التركيز على 4 محاور رئيسة اولها ان «الاختيار المنطقي والعقلاني لأرض الصحراء المغربية، من لدن مؤسسة «كرانس مونتانا» يشكل عاملا من عوامل النجاح»، وثانيها أن «السياسة الإفريقية للمغرب ترتكز على مقاربة شمولية ومندمجة وإدماجية ترمي إلى النهوض بالسلم والاستقرار وتشجيع التنمية البشرية المستدامة وصيانة الهويـــة الثقافـــــية والروحـية للسكان، في إطار احترام مبادئ حقوق الإنسان كما هو متعارف عليها عالمياً».
وثالث تلك المحاور أن «التعاون جنوب - جنوب وتنمـية إفريقيا يكتسيان أهمية بالغة وآنية في أفق جعل القارة في صميم الاهتمــــامــــات الجيوسيـــاسية الدولية الكبرى». وكان رابع تلك المحاور «التأكيد على أن النموذج التنموي الجديد لجهة الصحراء يطمح إلى تحويل هذه المنطقة إلى قطب للتلاقي بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء».
واختتمت السبت الماضي فعاليات المنتدى، الذي نظم حول موضوع «أفريقيا والتعاون الإقليمــي والتعـــاون جنوب - جنوب»، بحضور أكثر من 800 شخصية، من ضمنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء ورؤساء برلمانات. وشكل المنتدى، الذي امتد لثلاثة أيام، فرصة سانحة للمشاركين للإطلاع على النموذج التنموي في الأقاليم الجنوبية للمغرب.
وأكـــدت مؤسســـة «كرانـــس مونتانا» أن المغرب دأب خلال السنوات الأخيرة على تعزيز مكانته المتميزة ضمن البلدان الأفريقية كبلد رائد على الصعيد التنموي، بفضل الرؤية السديدة للعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأوضحت أن المغرب وبالنظر إلى موقعه الاستراتيجي أيضاً، أصبح حلقة وصل في العلاقات بين الشمال والجنوب وكذلك بين بلدان الجنوب، ويضطلع بدور متميز باعتباره نقطة تقاطع رئيسة لهذه العلاقات.
وأبرزت أنه باختياره لمدينة الداخلــة لاحتضـــان اجتماعه السنوي، يؤكد منتدى «كرانس مونتانا» اختياره لأرض أفريقية، لمناقشة شؤون أفريقيا الغنية بالموارد.
ويرى مراقبون أن تنظيم المنتدى الدولي بمدينة الداخلة بالصحراء المغربية إنما هو في بعد من أبعاده بمثابة اعتراف دولي بأحقية المغرب في السيادة على أراضيه. وأكد المدير العام للمركز الأفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء «كأفراد»، ستيفان موني مواندغو، أن تنظيم المنتدى كرانس مونتانا بالداخلة يشكل «نجاحاً دبلوماسياً» للمغرب.
الرئيس الألباني السابق، صالح بريشا، الذي شارك في الدورة من المنتدى، أكد أن «انعقاد المنتدى بمدينة الداخلة، يبرهن على التقدير الذي يحظى بــه المغرب وجهود الملك محمد السادس الرامية إلى تنفيذ إصلاحات هامة من أجل تعزيز الحقوق والحريات وتيسير تنمية البلاد، وتحقيق ازدهار المغاربة».
وتضمن برنامج المنتدى مناقشة عدد من القضايا الاقتصادية والتنموية في القـارة الأفريقية في إطار جملة من المحاور مثل التنمية الاقتصادية في أفريقيا وتعزيز التعاون جنوب - جنوب، وسياسة المغرب في مجال التعاون الأفريقي، والتدبير الجيد للموارد الطبيعية في أفريقيا، وتحديات الثورة الرقمية في العالم وفي أفريقيا، وتنمية الصناعات البحرية في أفريقيا، والأمـراض والأوبئـــة العابـــرة للحدود ومخاطرها على الصحة العمومية، وتطوير الصناعات الزراعيـة والغذائيــة والصيـــد البحري في أفريقيا، وتطوير القطاع المالي والبنكي في أفريقيا، والنهوض بالصناعات السياحية في أفريقيا، والعناية بالطاقات المتجددة في أفريقيا، وتعزيز الحوار بين أفريقيا ودول المغرب العربي وأوروبا وأخيراً قضايا التربية والشغل والشباب في أفريقيا.
وتأسس منتدى «كرانس مونتانا» سنة 1986 في سويسرا، وهو منظمة غير حكومية تهدف إلى تشجيع التعاون الدولي والحوار والنمـو والاستقـرار والسـلم والأمـن في مختلف دول العالم.