عواصم - (وكالات): عقد وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف جولة مفاوضات شاقة في سويسرا على أمل التوصل إلى اتفاق تاريخي قبل نهاية مارس الجاري حول البرنامج النووي الإيراني يحول دون حيازة طهران القنبلة الذرية، قبل أن يدعو دبلوماسي أمريكي كبير طهران إلى اتخاذ «قرارات صعبة جداً» للتوصل إلى اتفاق، فيما قال رئيس المخابرات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل إن «السعودية ودولا أخرى ستسعى للحصول على أي حقوق ستمنحها القوى العالمية لإيران بموجب اتفاق نووي» محذرا من «اتساع دائرة انتشار التكنولوجيا النووية». وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» «قلت دائما مهما كانت نتيجة هذه المحادثات فإننا سنريد المثل». وأضاف الفيصل «إذا كان لإيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بأي مستوى فإن السعودية لن تكون الوحيدة التي تطلب هذا الأمر».
وتابع الفيصل «العالم كله سيصبح مفتوحا على انتهاج هذا المسار بلا مانع وهذا هو اعتراضي الرئيسي على عملية «5 + 1». في غضون ذلك، التقى وزيرا خارجيتي أمريكا وإيران مع الوفدين المرافقين لهما على مدى 5 ساعات في فندق بوريفاج بالاس في لوزان. وقال دبلوماسي أمريكي إن كيري وظريف اللذين تقاربا بعض الشيء اثر اشهر من الاتصالات والمداولات بينهما، عقدا لقاءً ثنائياً استمر 20 دقيقة.
وبعد 12 عاماً من التوتر الدولي و18 شهراً من المحادثات المكثفة حددت طهران ودول مجموعة 5+1 مهلة تنتهي في 31 مارس الجاري للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم امتلاك إيران القنبلة الذرية مطلقاً مقابل رفع العقوبات.
وسيتوجه ظريف لاحقاً إلى بروكسل لكي يجتمع مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ثم مع نظرائه الألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند كما اعلن الاتحاد الأوروبي في بيان.
وقبل هذا الاجتماع الإيراني الأوروبي، حذرت موغيريني من أن الأسابيع المقبلة ستكون «حاسمة» من أجل «التوصل إلى تفاهم على اتفاق جيد».
من جهته اعتبر هاموند أنه إذا «اقترب» الطرفان من حل «فسيبقى هناك طريق طويل» أمامهما.
وفي حال التوصل إلى اتفاق سياسي فإن مجموعة «5+1» وإيران ستقوم بوضع اللمسات الأخيرة على كل التفاصيل التقنية بحلول 30 يونيو المقبل.
وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية واستحالة توصل طهران إلى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولاً زمنياً للرفع التدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الإيراني.
وهناك خلاف بين إيران ومجموعة 5+1 حول وتيرة تعليق العقوبات إذ تريد طهران رفع الإجراءات العقابية التي تفرضها الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دفعة واحدة لأنها تخنق اقتصادها وتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات.
وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدة مرات ببذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وترفض إسرائيل بشكل قاطع التوصل إلى أي اتفاق أو مصالحة محتملة بين إيران وأمريكا.
إلا أن إمكان التوصل إلى اختراق تاريخي أثار جدلاً حاداً في الكونغرس الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وأعلن زعيم الأكثرية الجمهورية في مجلس النواب ميتش ماكدونال «يبدو أن الإدارة على وشك التوقيع على اتفاق سيء جداً مع أحد أسوأ الأنظمة في العالم ما سيتيح له الاحتفاظ بالبنى التحتية النووية التي يملكها».