قالت رئيسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن استضافة المركز رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ ونائب رئيس الصندوق الوطني الإيطالي والرئيس الإقليمي للصندوق في لومباردي بإيطاليا د.آنا جاستيل قدم أمثلة رائدة للعمل الثقافي جديرة بالتطبيق في العالم العربي، وجمع حضارات تحت سقف واحد.واضافت الشيخة مي، في تصريح صحافي أعقب محاضرات لضيفي مركز الشيخ ابراهيم، أن «المركز يستضيف شخصيات من أبرز العاملين في مجال دعم الثقافة في البلدان الأوروبية، وهي شخصيات تقدّم أمثلة رائدة للعمل الثقافي جديرة بالتطبيق في العالم العربي». وأوضحت أن «النموذج الفرنسي الذي قدّمه المركز ممثلاً برئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، يعطي فكرة عن الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة من جمع الحضارات تحت سقف واحد، ونقل الإرث الثقافي العربي إلى الشعوب الأخرى بأبهى حللها، إضافة إلى أن النموذج الإيطالي، الذي قدمته نائبة رئيس الصندوق الوطني الإيطالي والرئيسة الإقليمية للصندوق في منطقة لومباردي بإيطاليا د.آنا جاستيل، قدم صورة أوضح عن الدور الذي تضطلع به المؤسسات الخاصة في دعم الاستثمار في الثقافة وإعادة إحياء التراث من أجل تعزيز الثقافة الوطنية لدى المجتمع».
من جانبه، أشاد رئيس معهد العالم العربي في باريس جاك لانغ، خلال محاضرته بمركز الشيخ إبراهيم، الاثنين أمس الأول، بالجهود الكبيرة التي تبذلها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، مشيراً إلى أنها تمثّل قدوة يحتذى بها في العالم العربي الذي يحتاج لأمثالها في دعم ثقافته وإعادة إحياء أماكنه التراثية. وتوقّف لانغ خلال محاضرته عند نشاطه الثقافي قبل تسلمه مهام رئاسة معهد العالم العربي، إذ كان له الفضل، من بين مشاريعه الرائدة الكثيرة، في تدشين اليوم العالمي للموسيقى، الذي تحتفل به أغلب دول العالم منذ العام 1985، وتحتفل به البحرين منذ 1991 بمهرجان البحرين الدولي للموسيقى. وشدد لانغ على ضرورة تقدير الحكومات والأنظمة التنفيذية في الدول للثقافة كونها واحدة من أهم عوامل الترويج للوجه الحضاري للبلدان، لافتاً إلى أهمية الارتقاء بالثقافة المحلية عبر الأدوات التشريعية والتنفيذية المختلفة من إقرار موازنات مناسبة وبرامج حكومية داعمة لهذا القطاع الهام. وحول دور معهد العالم العربي في باريس، أوضح لانغ أن المعهد يسعى لتحقيق اللقاء الحضاري بين جميع الشعوب عبر استحضار الثقافات المختلفة إليه، بهدف تعريف الشعوب الأوروبية وبالأخص الشعب الفرنسي، على عراقة الحضارة العربية، مشيراً إلى أن المعهد يستقبل سنوياً العديد من المعارض الفنية، المحاضرات وورش العمل التي تحمل معها المخزون الثقافي العربي.
بدورها أبدت نائب رئيس الصندوق الوطني الإيطالي د.آنا غاستيل، إعجابها بالإنجازات التي حققها مركز الشيخ إبراهيم في ترميم البيوت التراثية في مدينتي المحرق والمنامة، مشيرة إلى أن الاهتمام بالتراث الوطني يعطي الشعوب قيمة وجمالاً لا يمكن إيجادها في مكان آخر. وتطرقت د.غاستيل إلى الدور الذي يقوم به الصندوق الوطني الإيطالي في حفظ الإرث المعماري الثقافي الإيطالي، موضحة أن الصندوق يعتمد بشكل أساس على شراكة ودعم القطاع الخاص في تمويل معظم مشاريعه. وأوضحت أن الصندوق استطاع السنوات الماضية، ترميم عشرات المباني التاريخية حول إيطاليا، توظف حالياً في خدمة الثقافة عبر استضافتها لعروض وأنشطة ثقافية مختلفة.