كتب- أبوذر حسين:
قال أدميرال حاملة الطائرات الأمريكية (كارل فينسون) كريستوفر غرادي إن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي على مواقع تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا نجحت في تحويل مقاتلي التنظيم من جيش منظم قبل 6 أشهر إلى جماعات إرهابية متفرقة، مشيراً إلى أن قصف قوات التحالف قطع الطريق على دعم الميليشيات الشيعية المسلحة من إيران.
وأضاف الأدميرال غرادي خلال جولة في حاملة الطائرات الأمريكية أن «الضربات الجوية التي تنطلق من البارجة (كارل فينسون) على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في العراق تسعى لتعديل الوضع الميداني العسكري في سوريا».
وتابع أن «التركيز في المرحلة الحالية على العراق ينطلق من أنه يشهد تطورات متلاحقة»، مؤكداً «لقد حققنا نجاحات كبيرة في زعزعة تنظيم داعش، إذ كانوا يحاربون قبل ستة أشهر كجيش منظم، به قيادات مركزية وميدانية، أما الآن فأصبحوا جماعات إرهابية متفرقة، شأنها شأن بقية التنظيمات الإرهابية الأخرى».
وأردف غرادي: «إننا نعمل من واقع واجبنا في قوات التحالف الدولية على عدة اتجاهات في حربنا على داعش، منها الاقتصادي لقطع الإمداد العسكري عنهم تماماً، وتجفيف منابع التمويل، وتضييق الخناق على عناصر التنظيم لعدم منح الفرص لالتئامهم أو انضمام كوادر إليهم على شكل أفراد أو جماعات منظمة، وذلك على المستوى البشري، إضافة إلى الطلعات الجوية المحددة الأهداف والدقيقة».
وأوضح أن «ضرباتنا الجوية أثمرت خلال الفترة الأخيرة تدمير معدات داعش العسكرية ومراكز التدريب ومواقع التجنيد، إضافة إلى تأمين المناطق التي كانوا يمارسون فيها السرقة بشكل عام وسرقة النفط خاصة، وقطع الطرق التي تصلهم بالإمدادات».
وقال الأدميرال كريستوفر إنه «يقع على عاتق الحكومة العراقية مسؤوليات عدم جعل العراق تربة خصبة لنشوء الميليشيات الطائفية المسلحة»، مؤكداً أن «قوات التحالف قطعت الطريق على دعم الميليشيات الشيعية المسلحة من إيران».
وحول وجود خطط عسكرية موازية في سوريا أو مكملة لما يتم في العراق، قال غرادي: «لا أعلم ما يتطور حالياً في سوريا، وبالتالي لا أعرف إن كان هناك قوات حليفة على الأرض تقوم بدور مكمل لضرباتنا الجوية (..) وليس لدينا علم بما ستؤول إليه الأحداث في سوريا».
وكشف الأدميرال أن «التركيز والدقة على الأهداف في العراق وكذلك التفريق بين المجموعات الموجودة على الأرض مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها من تنظيمات إرهابية يكون في الواقع صعباً للغاية، غير أن لدينا خلايا خاصة على الأرض تزودنا بكل المعلومات اللازمة لجعل الأهداف محددة ومركزة، وتسهل الأداء الجوي ليكون الاستهداف نافذاً، ويحقق الكفاءة والدقة المطلوبة بعيداً عن قصف مناطق مأهولة بالسكان أو جهات ليست ذات علاقة بالحرب على داعش والإرهاب».
فخورون بأداء الشركاء
وقال الأدميرال كريستوفر غرادي إن «أداء شركاء التحالف الدولي من دول مجلس التعاون الخليجي (البحرين، السعودية، الإمارات وقطر) جيد، ونحن فخورون بالتعاون الإيجابي لكل دول التحالف والخليجية خاصة. وأشار إلى أنهم في القوات الأمريكية يتعاملون مع كل دول من التحالف بطريقة تختلف عن الأخرى فيما يختص بالدعم الفني والتعاون والتنسيق المشترك».
وفي موضوع آخر حول مجريات الأمور في اليمن، وعما إذا كانت هناك خطط للتدخل، قال غرادي إن «الأحداث المتسارعة في اليمن تقوده إلي وضع صعب للغاية، وإننا في الولايات المتحدة الأمريكية نعمل حالياً من خلال دبلوماسيتنا لإيجاد حلول تهدئ الأوضاع وتخرج اليمن من أزمته الراهنة»، مضيفاً: «إننا في البحرية الأمريكية لدينا خطة عمل جاهزة لإجلاء رعايانا حال تأزم الأوضاع بشكل أكبر».
الدعم الجوي للحلفاء
من جهته، نفى قائد حاملة الطائرات الأمريكية (كارل فينسون) الكابتن كارل توماس علمه بوجود أي تنسيق أمريكي إيراني سوري حول الحرب على «داعش، مضيفاً أن «قوات التحالف لها مقر في قاعدة (العديد) القطرية وهناك تقرر العمليات والتنسيق والتعاون بين الحلفاء».
وأشار إلى أن «هناك حلولاً مختلفة للتنسيق منها الدبلوماسية، ولكن دورنا ينحصر في أوامر واضحة لضرب أهداف معينة في أمكان محددة، وليس أكثر من ذلك».
وقال توماس: «نحن نقدم الدعم الجوي والتدريبات اللازمة للجيش العراقي للقضاء على تنظيم داعش الذي أصبح تقريباً بدون مناطق يسيطر عليها في العراق كما كان من قبل».
وأضاف أن مقاتلي داعش ماعدوا جيشاً، وليس لديهم آليات تقود عملهم غير الآلة الإعلامية التي يبدعون دائماً فيها بالكذب والافتراءات وتحقيق النجاحات غير الواقعية على الأرض والعمل على ترويع الناس في كل العالم من خلال ذبح الأبرياء وحرقهم وما إلى ذلك من تلك الأساليب التي تصورهم بأكبر من حجمهم الحقيقي في الميدان، فضلاً عن أن الأرض المهيأة في العراق للممارسات الإرهابية جعلتهم يبدون أكبر من حجمهم».
وحول البارجة (كارل فينسون) قال الكابتن توماس إن «حاملة الطائرات الأمريكية أصبح عمرها بحلول يوم الجمعة الماضي (13 مارس) 41 عاماً، وعمرها الافتراضي 50 عاما»، مشيراً إلى أن «كل الحاملات لم تصل لعمرها الافتراضي».
وأوضح أن «التطورات الأخيرة في هذه الحاملات جعلتها مختلفة تماماً عن غيرها»، مشيراً إلى أن «حاملات الطائرات الأمريكية الأشهر هي إنتربرايز ودويت ايزنهاور ونيميتز وكارل فينسون».
وقال إن «قدرة حاملات الطائرات تقاس بمدى تقنياتها المختلفة والتحديثات الجديدة فيها»، موضحاً أن «الحاملة تستوعب حوالي 6 آلاف شخص بينهم 3 آلاف مقيمون بصفة دائمة والآخرون متغيرون ، فيما يعمل في قطاع الطائرات بالحاملة حوالي 650 شخصاً، وتبلغ سعة خزان وقود الطائرات في البارجة حوالي 306 ملايين جالون، وتقدر عدد الطلعات اليومية في هذه الفترة حوالي 13 طلعة يومياً».
وأشار إلى أن «السفينة مثلها مثل الآلات التي غيرها تواجهها مشاكل في بعض الأحيان منها حركة المياه والغواصات التي يمكن أن تغير مسارها فضلاً عن الألغام».
وفي سؤال حول المدى الذي تستغرقه الطائرة العسكرية منذ انطلاقها ومروراً بضربها أهدافها وعودتها، أكد الكابتن توماس أنها «تستغرق في ذلك نحو ستة ساعات تقريباً إذا كانت الأهداف في العراق».