عواصم - (وكالات): أقرت إيران بدخول قواتها الأراضي العراقية بعمق 40 كم، وذلك في أول اعتراف رسمي على لسان قائد القوة البرية الإيرانية العميد أحمد رضا بور دستان، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمريكي قوله إن بلاده قلقة من السلاح الإيراني في العراق وتحذر من التوتر الطائفي هناك، في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس وواتش» أن ميليشيات شيعية مدعومة من إيران عمدت إلى حرق منازل وتدمير قرى في بلدة أمرلي.
وكشف العميد أحمد رضا بور دستان، أن «5 ألوية من القوات الإيرانية دخلت الأراضي العراقية بعمق 40 كيلومترا لصد هجوم محتمل من قبل تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»»، على حد قوله.
ووفقاً لموقع «دفاع برس» التابع للقوات المسلحة الإيرانية، أكد بور دستان أن «إرسال القوات البرية الإيرانية تم بالتنسيق مع الحكومة العراقية عندما حاول تنظيم داعش اجتياح حدود إيران الغربية في يوليو الماضي».
وبحسب قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، فإن «القوات الإيرانية تحركت فور صدور تنظيم داعش بياناً أعلن فيه بأنه ينوي احتلال مدن قصر شيرين وسومار ونفت شهر» غرب إيران.
وكان بوردستان قال في وقت سابق إن المنطقة الواقعة على عمق 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، تعتبر خطاً أحمر بالنسبة للقوات المسلحة الإيرانية، مشيراً إلى انسحاب مسلحي داعش من الحدود بعد تحذيرات من الجانب الإيراني.
وكانت إيران قد أعلنت منتصف يناير الماضي أنها نشرت بطاريات مدفعية وقوات برية للتصدي لهجمات محتملة قد يشنها تنظيم داعش في العراق ضد الحدود الإيرانية. وتعد هذه المرة الأولى التي تعترف فيها إيران بالتوغل العسكري داخل الحدود العراقية بعدما كانت تؤكد دوماً على أن دعمها يقتصر على إرسال المستشارين والسلاح إلى الميليشيات الشيعية التابعة لها التي تساند القوات العراقية في المعارك الدائرة مع تنظيم داعش.
وتشكل قيادة إيران للمعارك في العراق وسيطرتها على الجماعات المسلحة الشيعية مصدر قلق كبير لدى الجانب الأمريكي فضلاً عن قلق غالبية السنة في العراق وبالمنطقة أيضاً، حسبما يؤكد مراقبون للشأن العراقي.
في غضون ذلك، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة قلقة من كيفية استخدام الأسلحة الإيرانية الثقيلة في العراق بما في ذلك خلال الهجوم لاستعادة مدينة تكريت العراقية من مقاتلي «داعش» بمشاركة قوات الحشد الشعبي الشيعية.
ورفض مسؤولون أمريكيون التعليق على أسلحة إيرانية محددة بعد أن قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنها ربما تشمل صواريخ المدفعية فجر 5 وصواريخ فاتح 110.
ورغم ذلك قال المسؤول الأمريكي إن الاستخدام المحتمل لأسلحة إيرانية ثقيلة سيثير تساؤلات عن مخاطر وقوع خسائر في الأرواح بين المدنيين. وأشار المسؤول الأمريكي إلى جهود أمريكية مكثفة لضمان دقة الضربات.
وتتابع الولايات المتحدة بقلق شن القوات العراقية النظامية وقوات الحشد الشعبي الشيعية هجوماً لاستعادة تكريت.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي إلى أن الولايات المتحدة على علم بأن إيران تقدم إمدادات مثل السلاح والذخيرة والطائرات لقوات في العراق.
من جانبها، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» القوات العراقية ومسلحين موالين لها بـ «تدمير» منازل المدنيين بعد فك حصار «داعش» عن بلدة آمرلي ذات الغالبية التركمانية الصيف الماضي، بحسب تقرير نشرته أمس.
وقالت المنظمة إن «الميليشيات والمقاتلين المتطوعين، وقوات الأمن العراقية شاركت في التدمير المتعمد للممتلكات المدنية بعد أن قامت هذه القوات، في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية والعراقية، بإجبار مقاتلي الدولة الإسلامية (...) على التراجع من بلدة آمرلي والمناطق المحيطة بها» في أغسطس الماضي. وأضافت المنظمة أن مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وتعليقاً على كتاب أرسلته إليه حول هذه الاتهامات التي تقول إنها موثقة بشهادات سكان وصور من الأقمار الاصطناعية، أكد حصول «بعض الأخطاء الفردية التي لا تمت بصلة إلى سلوك الحكومة العراقية».