تونس - (وكالات): أعلنت الرئاسة التونسية إثر اجتماع طارئ ضم القيادات الأمنية والعسكرية العليا أنه سيتم نشر الجيش لتأمين المدن الكبرى بعد الهجوم الدامي على المتحف الوطني بالعاصمة والذي أودى بحياة 21 شخصاً هم 20 سائحاً أجنبياً ورجل أمن. وقالت إن 9 أشخاص اعتقلوا للاشتباه في صلتهم بالهجوم وهو الأسوأ منذ ثورة يناير 2014، قبل أن يتبنى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في تسجيل صوتي نشر على مواقع جهادية على الإنترنت الهجوم على متحف باردو، مهدداً التونسيين بمزيد من الهجمات.
وقالت الرئاسة في بيان بعيد اجتماع المجلس الأعلى للأمن والمجلس الأعلى للجيوش بإشراف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إنه تقرر «القيام بإجراءات تأمين المدن الكبرى من طرف الجيش».
وأضافت أنه تقرر أيضاً خلال الاجتماع الذي حضره وزيرا الداخلية والدفاع دعم التنسيق بين الأمن والجيش، ومراجعة السياسة الأمنية بالتنسيق مع المؤسسة العسكرية. وتصب القرارات الأخرى التي كشف عنها بيان الرئاسة التونسية في توفير مزيد من المعدات والتمويلات للقوات الأمنية والعسكرية.
ولم يأت البيان على ذكر حالة الطوارئ التي رفعها الرئيس السابق منصف المرزوقي في مارس 2014 بعدما ظلت سارية لمدة 3 سنوات. وكانت حالة الطوارئ تتيح تكليف الجيش بحماية المؤسسات الحيوية ومراكز السيادة بالمدن.
وعُقد الاجتماع الطارئ بقصر الرئاسة بقرطاج بعد أقل من يوم من اقتحام مسلحين اثنين المتحف الوطني في باردو بالعاصمة التونسية ومقتل 20 سائحاً أجنبياً قبل أن يقتلا بدورهما برصاص الأمن التونسي.
وقالت الرئاسة التونسية إن الإجراءات التي تشمل تخويل الجيش القيام بمهام أمنية في المدن الكبرى اتخذت بسبب الظرف الأمني الاستثنائي الذي تمر به البلاد، وانتقال العمليات الإرهابية إلى داخل المدن بعدما كانت مقصورة على المرتفعات الجبلية غرب البلاد.
وبصورة متزامنة أعلنت الرئاسة التونسية أن الأجهزة الأمنية أوقفت 9 أشخاص يشتبه في صلتهم بالهجوم على السياح بالمتحف الوطني. ونقلت الرئاسة عن رئيس الحكومة الحبيب الصيد أنه أمكن لقوات الأمن اعتقال 4 أشخاص لهم علاقة مباشرة بالهجوم، أما الخمسة الآخرون فيشتبه في أن لهم صلة بهذه الخلية.
في السياق ذاته، قال وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي إن حصيلة الهجوم على المتحف ربما كانت أكبر بكثير لولا تدخل قوات الأمن حيث إن المهاجميْن كانا يحملان حزامين ناسفين، حسب تأكيده.
وكشف رئيس الحكومة التونسية عن هوية المنفذين وهما ياسين العبيدي وحاتم الحنشاوي، ولم يتأكد بعد ارتباطهما بتنظيم مسلح مع أن بعض التقارير تفيد بأنهما ربما ينتميان لما يعرف بكتيبة «عقبة بن نافع» التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب.
وأعلن وزير الصحة التونسي سعيد العايدي أن 20 أجنبياً قتلوا في الهجوم، تم تحديد هويات 13 منهم، بما فيهم 3 يابانيات وفرنسيان. وأكدت وزارة الصحة مقتل 3 يابانيات وإسبانيان «رجل وامرأة» وكولومبي وأسترالي وبريطانية وبلجيكية وفرنسيان وبولندي وإيطالي.
وأضاف العايدي أن شرطياً تونسياً قتل أيضاً مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 21 قتيلاً.
وفي وقت لاحق، تبنى «داعش» في تسجيل صوتي نشر على مواقع جهادية على الإنترنت الهجوم على متحف باردو. وذكرت السلطات أن مهاجمين اثنين أطلقا الرصاص من رشاشي كلاشينكوف على السياح بينما كانوا ينزلون من حافلاتهم أمام متحف باردو ثم طارداهم داخل المتحف.