لوزان - (وكالات): تحدث وزيرا خارجية الولايات المتحدة وإيران عن «تقدم» في المفاوضات حول برنامج طهران النووي لكن يبقى الكثير من العمل لإنجازه قبل انتهاء المهلة المحددة نهاية مارس الجاري وذلك في اليوم الرابع على التوالي من المباحثات في مدينة لوزان السويسرية. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحافيين في لوزان خلال استراحة من جلسات المباحثات التي يشارك فيها نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «نبحث بعض القضايا الصعبة إلا أننا حققنا تقدماً».
أما ظريف فقال لوكالة الأنباء الإيرانية ايرنا «نتقدم بشكل جيد جداً ولكن يبقى هناك الكثير من العمل لإنجازه».
وأضاف ظريـــف أن المباحثـــــات دخلت «مرحلة حساسة حول قضايا معقدة للغاية». وتابع «أعتقد أن هذا مؤشر جيد جداً يعني أننا نتوصل إلى شيء ما»، موضحاً أن المفاوضين الإيرانيين سيبقون في لوزان «الوقت اللازم» للتوصل إلى اتفاق.
وفي وقت لاحق، أعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية أنه ليس هناك حتى الآن مسودة اتفاق مطروحة في المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني في سويسرا.
وقال المسؤول إن «القضايا الأساسية في اتفاق الإطار لاتزال قيد النقاش العام. وليس هناك مسودة مطروحة».
وكان دبلوماسي أوروبي مطلع على المباحثات أفاد بأن القوى الكبرى وإيران «بعيدة» عن إبرام اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
وقال لبعض الصحافيين في لوزان إن «فكرة التوصل إلى اتفاق قريب غير واردة برأيي» وهي المهلة المحددة لوقف المحادثات، ما يعني أن المفاوضين قد يضطرون للعودة الأسبوع المقبل.
وأضاف الدبلوماسي «أعتقد أننا بعيدون عن اتفاق. لم نصل بعد إلى هذه المرحلة». وأشار إلى أن «الإيرانيين يتقدمون ويتراجعون، الأمر يتغير يومياً».
وكان ظريف نفسه قلل من احتمال التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي، إذ استبعد انضمام وزراء خارجية دول مجموعة 5 زائد 1 الأخرى إلى محادثاته الثنائية مع كيري في لوزان.
وقد يعتبر وصول وزراء خارجية روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى لوزان مؤشراً على قرب التوصل إلى الاتفاق الصعب.
وفي وقت سابق، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي الموجود في لوزان مع وزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز أن هذا الأمر ليس مؤكداً حتى اللحظة. وأضاف في حديث إلى الصحافيين «لا نعلم حتى اللحظة، لايزال لدينا يومان».
ومن المفتــــــرض أن تتوصــــل إيران ومجموعة 5 زائد1 إلى اتفاق سياسي بحلول 31 مارس الجاري على أن تنتهيان من التفاصيل التقنية في إطار اتفاق نهائي بحلول الأول من يوليو المقبل.
ويهدف الاتفاق النهائي إلى إقناع الدول الغربية بسلمية البرنامج النووي الإيراني لإنهاء أزمة دبلوماسية مستمرة منذ 13 عاماً.
وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للأنشطة النووية الإيرانية وضمان استحالة توصل طهران إلى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الإيرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولاً زمنياً للرفع التدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وأعلن البيت الأبيض أن فرص التوصل إلى اتفــــاق هـــي 50% «في أفضـــل الاحتمالات» بسبب وجود «عدد من القضايا الصعبة جداً التي لايزال يتعين حلها».
وتخطى المفاوضون مهلتين سابقتين للتوصل إلى اتفاق نهائي في يوليو ونوفمبر الماضيين.
ويقول خبراء إنه سيكون من الصعب على كيري تمديد المهلة مجدداً في ظل الضغوط التي يمارسها الجمهوريون على الرئيس الأمريكي باراك أوباما إذ يسعون إلى فرض عقوبات جديدة على إيران من شأنها الإطاحة بعملية التفاوض كلها.
وقال كيلسي دافينبورت من جمعية مراقبة الأسلحة إنه من الأفضل أن يتوصل أوباما في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق يتلاءم مع أهداف السياسية الأمريكية.