مبارك الفاضل.. أذاب حواجز الرسميات فملك بتواضعه قلوب الأهالي.
أسجل الكلمات التالية، باسم أصحاب المجالس في المحافظة الوسطى (سابقاً) وأهالي مناطق المحافظة، في حق رجل من رجالات هذا الوطن المعطاء مبارك بن أحمد الفاضل، الذي قاد دفة المحافظة الوسطى بتفانٍ واقتدار، وتواضع جم، حتى صدور المرسوم الملكي بإلغاء المحافظة في سبتمبر 2014.
هذه الكلمات ليست مدحاً له، وهو أهل كفؤ للمدح.. وليست تزلفاً فنحن لسنا من أهله..
إنما هي شهادة تقدير وعرفان أوجبناها على أنفسنا أمام الوطن، وأبناء الوطن، لرجل قامته بحجم وطن، فتح قلبه قبل مكتبه ليستوعب الجميع، فلم يمل يوماً الاستماع لهموم الأهالي، ولم يكل لحظةً في حل مشاكلهم.
لقد سطر هذا الرجل أروع وأصدق الأمثلة للمسؤول المخلص في عمله: تسنم منصباً رفيعاً مرموقاً بالمفهوم الرسمي، لكنه اختار القرب من الناس فأغدق بمحبته على أبناء المحافظة من جميع المناطق من دون استثناء، فكان «شعبياً» وعفوياً لم يتخذ من الرسميات التي تحيط به حاجزاً دون تلمس احتياجات المواطنين والعمل الجاد لتلبيتها.
وفي مشاركاته المتواصلة في جميع المناسبات، برز هذا الرجل كأنموذج للمسؤول المنصهر في مجتمعه، الفاعل فيه والمتفاعل معه، فبحرصه على دعم مختلف الفعاليات والبرامج التي يفرزها المجتمع المدني بجمعياته ولجانه الأهلية، قدم ترجمة مثلى لمفهوم الشراكة المجتمعية على أرض الواقع، وأسهم بذلك في تنشيط الحراك الاجتماعي والخيري في المحافظة.
ومن الصور البارزة في هذا الجانب، من باب المثال وليس الحصر، اهتمامه الخاص بالمتقاعدين والذي تبلور في إطلاقه للمهرجان السنوي «مليكنا حمد ملك القلوب»، حيث جمع من خلاله فئة كبيرة من المسنين والمتقاعدين في العامين الماضيين، في أجواء وطنية خالصة.
ولا ننسى البرنامج الديني الرمضاني في جامع الزبير بن العوام، والذي كان بمثابة غذاء روحي وإيماني يتجدد عاماً بعد عام للمشاركين والحضور من الأهالي، وسجل نجاحات باهرة خلال الأعوام الماضية بفضل من الله ثم بفضل دعمه المستمر.
وكما كان سباقاً إلى دعم الفعاليات المجتمعية، فإنه لم ينقطع أبداً عن عمل الخير للجميع، فكان مكتبه -على الدوام- مقصد القاصي والداني من أبناء المحافظة وضواحيها.
وبعزم الرجل المتجذر في حب بلاده وقيادته وشعبه، ترك هذا الرجل بصماته الكبيرة على مستوى المناسبات والأعياد الوطنية، ولا أدل على ذلك من الحزمة الكبيرة من الفعاليات الوطنية التي حفظتها ذاكرة الوطن والأهالي، سواء التي بادر هو لابتكارها ودفعها نحو النجاح والتميز، أو التي حفها بدعمه ومساندته، وحظيت بمشاركة حشد كبير من المواطنين التفوا جميعاً حول حب الوطن وقيادته.
إن كل كلمة أكتبها في هذا المقال، بالأصالة عن نفسي ونيابة عن أصحاب المجالس، تشهد بنزاهة وإخلاص هذا الرجل.
فيا أبا أحمد.. لقد اشتقنا إليك كثيراً وحرمنا من جلساتك الجميلة.. ولن ننسى ذلك مهما بعدت، ولن تنقطع محبتنا لك، فأنت تستحق كل الخير وجمائلك محفورة في ذاكرتنا.. لو كتبت عن إنجازاتك العظيمة وما حققته من مطالب واحتياجات المواطنين على اختلاف مشاربهم لن أوفي حقك.
وأختم كلماتي بشهادة أخرى أطلقها أمام الجميع: هذا الرجل، رغم ابتعاده عن الأضواء الرسمية، فإنه لايزال متواصلاً مع فئة كبيرة من الأهالي ويساندهم في تلبية احتياجاتهم وإيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم!!
هذا هو المواطن البحريني الشريف المخلص لقيادته والعاشق لوطنه وشعبه. فنعم الرجال أنت يا «أبوأحمد»، مازلنا نذكر أحاديثك الودية معنا في مجلسك الأسبوعي بالمحافظة وترحيبك بالجميع وكيف كنت متواضعاً مع كل من يقدم شكواه، فجزاك الله خيراً.
ولا يفوتنا أن نعرب عن تفاؤلنا الكبير بدمج المحافظة الوسطى بالمحافظة الجنوبية، ونشكر الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية الذي عوضنا عن أخينا مبارك بن أحمد الفاضل، كما نشكر سعادته على تواصله مع مجالسنا في هذه الفترة القصيرة من الدمج ونشكره على استقباله لنا في المحافظة الجنوبية الشهر الماضي، فقد أثبت لنا أنه أيضاً قريب منا حفظه الله.
الناشط الاجتماعي
صالح بن علي