كتب - وليد صبري:
كشف الأستاذ بكلية طب قصر العيني جامعة القاهرة، والأمين العام للجمعية الطبية المصرية لدراسة السمنة البروفيسور محمد أبو الغيط، أن «70 %من السيدات بالبحرين مصابات بالسمنة»، لافتاً إلى أن النسبة تقل في الرجال لتصل إلى 50%، في حين تبلغ لدى الأطفال بالمملكة 14% فقط».
وحذر أبو الغيط، في تصريح لـ «الوطن» على هامش محاضرة ألقاها بمركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم حول وباء السمنة، والتي نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع «اليونيدو» من «ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض بمنطقة الخليج بوجه عام».
وأشار إلى، أن «منظمة الصحة العالمية أعلنت في وقت سابق أن السمنة ستكون وباء القرن الحادي والعشرين، بعدما كشفت الإحصائيات أن معدل الإصابة بالمرض يزيد بمعدل 1% كل عام، بالدول النامية والمتقدمة على حد سواء».
وأوضح، أن «مجموعة من الإحصائيات بينت أن 70 % من المواطنين بالعالم العربي مصابون بزيادة الوزن ومعرضون للإصابة بالسمنة، وتلك النسبة تفوق النسبة الموجودة بالولايات المتحدة».
وقال إن «السمنة عرفت بأنها مرض لأنها تؤدي لمضاعفات كبيرة من أهمها الإصابة بأمراض السكري والقلب»، مشيراً إلى أن «السمنة بمنطقة الخصر تعد السبب الأول للإصابة بالسكري من النوع الثاني». وفي رد على سؤال، حول أسباب الإصابة بالمرض، أفاد د.أبوالغيط، أنه «توجد 3 أسباب مجتمعة للإصابة بالمرض، وهي: زيادة الوزن مع قلة الحركة، والاستعداد الوراثي للإصابة بالمرض، فليس كل شخص يأكل كثيراً ويتحرك قليلاً يصاب بالسمنة»، لافتاً إلى أن «هناك أمراض تؤدي إلى السمنة، مثل أمراض الغدة الدرقية، كما إن هناك أدوية وعقاقير تؤدي لزيادة الوزن والسمنة مثل الكورتيزون، وأدوية الاكتئاب».
وصنف د.أبوالغيط، «علاج السمنة إلى عدة مراحل، الأولى تتضمن تنظيم الغذاء، والعودة لتناول الغذاء الصحي، وشرب المياه، وتجنب تناول الوجبات السريعة والجاهزة التي تحتوي على الدهون والسكريات، ومن ثم تقليل السعرات الحرارية، حيث يمكن للشخص بتلك الطريقة أن ينقص من وزنه خلال أسبوع من نصف كيلو غرام إلى 1.5 كيلوغرام في الأسبوع، فتلك الطريقة تؤدي إلى تجنب الإصابة بالسمنة».
وأشار إلى، أن «المرحلة الثانية من العلاج تتضمن ممارسة الرياضة، وأثبتت الأبحاث والدراسات أن ممارسي الرياضة يعيشون فترة حياة أطول من الأشخاص العاديين، إضافة إلى أنهم غير معرضين للإصابة بالأمراض المزمنة خاصة السكري، والضغط، وأثناء ممارستهم الرياضة يحرقون السعرات الحرارية ومن ثم يقل وزنهم».
وفيما يتعلق بالمرحلة الثالثة من العلاج، أوضح د.أبوالغيط أنها «تتضمن تغيير العادات، مثل استعمال السلم «الدرج» بدلاً من المصاعد، والمشي أطول فترة ممكنة يومياً، إضافة لتجنب تناول الغذاء أمام التلفزيون، لأن تلك العادة السيئة تؤدي لتناول كميات كبيرة من الغذاء الأمر الذي يودي للإصابة بالسمنة». وذكر، أنه «بعد تجربة المراحل الثلاثة السابقة في إنقاص الوزن على مدار 6 شهور، ولم تنجح، ففي تلك الحالة نلجأ إلى العقاقير، وبعدها ربما نلجأ للتدخل الجراحي، أو ما يطلق عليه «جراحات السمنة»، وهي الجراحات التي تتعامل مع المعدة والجهاز الهضمي، حيث تقوم الفكرة على تصغير حجم المعدة، فيشعر المريض بالشبع بمجرد تناوله كميات صغيرة من الطعام، وقد تم ابتكار جهاز حديث، يوضع بجانب المعدة، بالمنظار، تحت الجلد، يشعر المريض بالشبع ويقلل من الإصابة بالسمنة».
وفي رد على سؤال حول نسبة نجاح جراحات السمنة، أفاد د. أبوالغيط أنها «تصل إلى 100%، مع مراعاة أن نسبة خطورة السمنة تفوق بمراحل خطورة ومضاعفات التدخل الجراحي». ونوه إلى، أن «التدخل الجراحي يتم تحت إشراف طبي كامل، فليس كل مريض مصاباً بالسمنة يخضع لجراحات السمنة، بل يتوقف الأمر على تشخيص الطبيب المعالج، فعلى سبيل المثال المرضى المصابون بالسمنة نتيجة تناول كميات كبيرة من الحلوى والسكريات، سيصابون بالسمنة حتى بعد إجراء الجراحة إذا استمروا في تناول كميات كبيرة بعد إجرائها».
ونفى د.أبوالغيط، تقارير تحدثت عن أن بعض العقاقير مثل «السيتوفاج» و«الجلوكوفاج» - التي توصف للمرضى المصابين بالسكري - ويتناولها المصابون بالسمنة لقلة الوزن و«الريجيم»، يمكن أن تؤدي إلى إصابتهم بالسكري مستقبلاً، مع ملاحظة أن تلك العقاقير توصف لمرضى السكري. وأشار إلى، أن «9% من الفتيات يكن مصابات بالحويصلات على المبيض، وهذه الحويصلات تقاوم عمل الأنسولين في الجسم، ويتناولن تلك العقاقير من أجل إنقاص الوزن»، محذراً من «تناول تلك العقاقير دون استشارة الطبيب المختص».
وتطرق د.أبوالغيط للحديث عن طرق الوقاية من السمنة، موضحاً أنها «تبدأ منذ بداية حمل المرأة، ونقوم بتوجيهها حول طبيعة تناول الطعام وكيفية زيادة الوزن خلال مرحلة الحمل من 10 إلى 15 كيلوغراماً فقط، حتى نضمن عدم إصابة الجنين بالسمنة، كما نوصي بعد فترة الولادة، أن تستمر الرضاعة الطبيعية أطول فترة ممكنة، وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن الأطفال الذين يتناولون رضاعة صناعية معرضون للإصابة بالسمنة».
وقال إن «من أبرز طرق الوقاية من السمنة تقليل نسبة السكر في الطعام عند الرضع والأطفال، والحرص على تناول الغذاء الصحي الخالي من السمنة، وتجنب تناول الأغذية التي تحتوي على الدهون والسكريات خاصة الوجبات السريعة والجاهزة». وأوضح، أنه «يتم حساب السمنة من خلال معامل كتلة الجسم «BMI»، وهو رقم يتم حسابه باستخدام طول الشخص ووزنه، وهو مؤشر موثوق به في معظم الحالات لتقييم الوزن الزائد أو نقص الوزن لدى معظم الأشخاص». ويعد مؤشراً على كمية الدهون لدى الشخص، كما إنه وسيلة لتقييم المخاطر الصحية باستخدام وزن الشخص وطوله. ويتم حساب معامل كتلة الجسم عبر قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع طوله بالمتر، ويتم تقييم معامل كتلة الجسم عبر التالي:
* أقل من قيمة 18.5: الشخص يعاني من نقصان في الوزن.
* 18.5 وحتى 24.9: الوزن طبيعي.
* 25 وحتى 29.9: الشخص يعاني من زيادة في الوزن.
* 30 وحتى 34.9: الشخص مصاب بالبدانة «سمنة درجة أولى».
* 35 وحتى 39.9: الشخص بدين جداً «سمنة درجة ثانية».
* أكثر من 40: الشخص مفرط في البدانة «سمنة مفرطة».
وألقى د. أبوالغيط، محاضرة، أمس الأول بمركز الأميرة الجوهرة الإبراهيم، بعنوان «السمنة وباء القرن الحادي والعشرين»، على هامش زيارته للبحرين، يعقد خلالها مجموعة من اللقاءات والندوات مع الأطباء في تخصصات مختلفة، للتوعية ضد أخطار السمنة، ووضع خطط عمل لمواجهة العادات الصحية السلبية لتقليل أخطار السمنة بالبحرين بوجه خاص ومنطقة الخليج بوجه عام.