كشف رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن تفاصيل تفجير سيارة مفخخة قرب مسجد الشيخ عيسى بن ابراهيم في الرفاع، وأسماء المتهمين الثلاثة المقبوض عليهم على خلفية التفجير.
وقال الحسن في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إن المشتبهين الثلاثة هم علي المدهون (25 عاما) وعلي عاشور (34 عاما) وزهير عباس (32 عاما)، زنفذوزا التفجير بسيارتين مسروقتين من منطقة سلماباد، إحداهما جيب والأخرى بيك آب.
وأضاف الحسن أن المشتبه المدهون قاد سيارة الجيب المفخخة من منطقة كرزكان وركنها قرب المسجد في الرفاع، فيما استخدمت سيارة البيك آب في الهروب، موضحا أن السيارة فجرت عن بعد باستخدام هاتف نقال تم العثور على بقايا لوحته.
وتابع الحسن أنه تم تحديد هويات المشتبهين الثلاثة باستخدام الكاميرات الأمنية وتتبع الأدلة وتحليل الدي إن إي، مشيرا إلى وجود مشاركين آخرين يجري تعقبهم.
وأكد اللواء الحسن أن توقيت العملية ومكانها يظهر النية بجر البلد إلى صدامات طائفية، لافتا إلى أن الأمن العام يرصد الدعوات التحريضية ويتتبع مصادرها، لافتا إلى وجود إجراءات لضبط الأمن حاليا ومستقبلا.
وقال رئيس الأمن العام إن هدف تفجير الرفاع كان المصلين والمسجد، مؤكدا أن ما يجري هو تصعيد أمني فعلي.

وفيما يلي كلمة رئيس الأمن العام خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن القبض على الإرهابيين المتورطين في تفجير سيارة أمام مسجد بمنطقة الرفاع:
في إطار حرص وزارة الداخلية على إطلاع الرأي العام على مستجدات الوضع الأمني، وإبراز نتائج الجهود الأمنية المكثفة التي تتواصل على مدار الساعة لحفظ الأمن والنظام والاستقرار والتصدي للأعمال الإرهابية التي تتنافى مع القانون ، يأتي هذا المؤتمر الصحفي استكمالا للإعلان الصادر يوم الاحد الموافق 21-7-2013 بخصوص تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على عدد 3 من المتهمين في التفجير الإرهابي الذي وقع في موقف سيارات مسجد بمنطقة الرفاع أثناء أداء المصلين لصلاة التراويح .
وكنتيجة مباشرة للتعاون والتنسيق المستمر والذي يتم على أعلى مستوى بين كافة الأجهزة المختصة ، فقد تم تحديد هوية عدد من المشتبه بضلوعهم في هذا العمل الإرهابي ، حيث تمكنت الشرطة من القبض على عدد 3 منهم وهم :
• حسين حسن عباس المدهون "25 عاما"
• علي محمد حبيب محمد عاشور "34 عاما"
• زهير جاسم محمد عباس "32 عاما"
حيث تم عرضهم على النيابة العامة وتسجيل اعترافاتهم ، بينما لاتزال أعمال البحث مستمرة للقبض على الباقين منهم تمهيدا لتقديمهم للعدالة .


- وكانت أعمال البحث والتحري قد كشفت بأن هذه العملية الإرهابية قد تم التخطيط لها بشكل مسبق مع دراسة الوقت الأنسب للتنفيذ من حيث وجود العديد من سيارات المصلين في الموقع ، واستغلال حركة دخول وخروج المصلين للدخول إلى المنطقة ، حيث قام المتهمون بسرقة سيارتين من منطقة سلماباد الاولى نوع شفروليت كحلية اللون ( جيب صغير ) خاصة والثانية سيارة نقل خاص اللون ابيض ( بيك اب ) ، ووضعوا بداخل السيارة الاولى قنبلة محلية الصنع عبارة عن اسطوانتي غاز موصولتين بمصدر اشعال يعمل عن بعد ، حيث قام المتهم الاول المدعو حسين المدهون بقيادة السيارة الاولى التي تم تفخيخها ، وقام المتهم الثاني علي محمد حبيب بقيادة السيارة الثانية التي استخدمت في الهروب ، وانطلقت السياراتان من منطقة كرزكان الى منطقة الرفاع ثم أوقف المدعو حسين المدهون السيارة المفخخة الجيب بالقرب من المسجد ، ثم ركب السيارة الثانية مع المتهم الثاني وقام بتفجير السيارة ولاذ الاثنان بالفرار ، وقد تم رصد خط سير السيارتين والتعرف على المتهمين عن طريق الكاميرات الأمنية ، إضافة إلى الأدلة المادية والعلمية الأخرى سواء تلك التي وجدت في الموقع او التي تم رفعها من موقع الانفجار والسيارات المستخدمة في العملية والتي شملت رفع البصمات وفحص عينات من الحمض النووي الـDNA .

وسردا لتفاصيل سير الأحداث فأنه في يوم الأربعاء 17 يوليو 2013 وفي حوالي الساعة 8.30 مساء، تلقت غرفة العمليات الرئيسية ، بلاغا يفيد انفجار سيارة في موقف سيارات مسجد بمنطقة الرفاع ، حيث تم توجيه اطقم الدفاع المدني والدوريات المختصة وطاقم مسرح الجريمة والمختبر الجنائي إلى موقع الحدث لاتخاذ الإجراءات الأمنية المقررة ، وإجراء المعاينة ورفع البصمات من قبل الفنيين .
هذا وقد أظهرت المعاينة الأولى وجود سيارة (نوع شيفروليه ، اللون كحلي ، ( جيب) منشطرة ومحترقة بالكامل مع تناثر شظايا السيارة لحوالي 50 مترا ، كما تعرض عدد من السيارات القريبة من الانفجار لأضرار.
وبعد إجراء المعاينة والكشف على موقع الانفجار، تمكنت الفرق المختصة من رفع الأدلة الجنائية التي عثر عليها بالقرب من السيارة المنفجرة ومن ضمنها قاعدتان لاسطوانتي غاز منشطرتان، وصمام خاص باسطوانات الغاز وأسلاك ، كما عثر في الموقع على بطارية متضررة وبقايا للوحة هاتف نقال ، وبمقارنة الأسلوب المستخدم في التفجير وصنع القنبلة تبين بأن هذه الطريقة شائع استخدامها في اسطوانات الغاز المعدة كعبوات متفجرة ، وفق ما أثبتته أعمال المعاينة لعمليات تفجير إرهابية سابقة في مواقع مختلفة .
وبحسب الأدلة المادية التي تم رفعها من الموقع وتقرير الخبير ، فقد تبين بان الاسطوانتين، تم تفجيرهما على الأرجح بواسطة تحكم عن بعد باستخدام هاتف نقال مع تدعيم الاسطوانتين بجالون يحتوي على سائل سريع الاشتعال لزيادة تأثيرهما التدميري.
وبناء على التقديرات كان من المتوقع وجود خسائر فادحة في الأرواح لولا ستر الله ، نظرا لطبيعة الموقع والتوقيت خصوصا وإننا في شهر رمضان الكريم ، وتوافد العديد من الناس لأداء صلاة التراويح في المسجد المستهدف للطائفة السنية وتوقيت العملية يظهر النية لدى من خطط لهذا العمل الإرهابي ونفذه لجر البلد إلى صدامات أهلية وفتنة طائفية لا يحمد عقباها .
وفي الختام ، فإنني أود أن أشيد بالتعاون والشراكة المجتمعية المتقدمة التي أبداها المواطنون والمقيمون والتي ساعدت كثيرا في الكشف عن ملابسات القضية وتحديد هوية الإرهابيين والقبض عليهم ، وأوكد على أن رجال الأمن ملتزمون بأداء واجبهم في حفظ أمن واستقرار الوطن ويمارسون مهامهم في إطار القانون والذي يعملون على تطبيقه في مختلف الظروف ومهما كانت التحديات.