عواصم - (وكالات): تعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بمواجهة النفوذ الإيراني في بلاده، متهماً الحوثيين بالعمل على نقل «التجربة الإيرانية الإثني عشرية» إلى اليمن، وبعد أن ندد بتفجيرات صنعاء اعتبر أن الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة «وجهان لعملة واحدة».
وقال هادي في خطاب متلفز «لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللامسؤولة عن تحمل المسؤولية حتى نصل بالبلاد إلى بر الأمان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلاً عن العلم الإيراني، لأني أؤمن أن التجربة الإيرانية الإثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيدي وشافعي». وهذا الخطاب المتلفز هو الأول لهادي منذ كسره حصار الحوثيين الشهر الماضي وتوجهه من صنعاء إلى عدن جنوب البلاد.
ونقلت وكالة سبأ اليمنية للأنباء التي يديرها الحوثيون الأسبوع الماضي، أن إيران ستزود اليمن بالنفط الخام لعام كامل، كما ستبني محطة كهربائية من 164 ميغاوات. وقد تم الاتفاق خلال زيارة وفد حوثي إلى إيران.
وبداية الشهر الحالي حطت طائرة تجارية إيرانية في صنعاء للمرة الأولى منذ سنوات عديدة، وذلك غداة توقيع اتفاقية بين طهران ومسؤولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين.
ويقف اليمن على حافة الدخول في حرب أهلية. فهو يشهد أزمة سياسية حادة، وأراضيه مقسمة بين مناطق نفوذ عدة، ويشهد أعمال عنف شبه متواصلة تشارك فيها مجموعات مسلحة عدة أبرزها جماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة المنتشر جنوب شرق البلاد.
وعقّد دخول تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» إلى الساحة اليمنية الوضع في البلاد. فقد فجر 4 انتحاريين أنفسهم في مسجدين يرتادهما الحوثيون أمس الأول في صنعاء، ما أسفر عن مقتل 142 شخصاً وإصابة 351. أما تفجير صعدة فلم يسفر عن وقوع ضحايا.
وفي رسالة تعزية لأهالي الضحايا، ندد هادي بهذه «الأعمال الإرهابية والإجرامية الغادرة»، مضيفاً أنه «لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة إلا أعداء الحياة» بهدف «جر البلاد إلى أتون الفوضى والعنف والاقتتال».
وأضاف هادي في رسالته أن «التطرف الشيعي الذي تمثله ميليشيات الحوثي المسلحة والتطرف السني الذي تمثله القاعدة كلاهما وجهان لعملة واحدة لا يريدان الخير والاستقرار لليمن وأبنائها».
ونأى تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، الذي يحارب الحوثيين ومناصري هادي في الوقت ذاته، بنفسه عن الهجمات. وأكد أنه لا يستهدف المساجد في عملياته، وقال في بيان عبر تويتر إنه «يتجنب استهداف المساجد والأسواق والأماكن المختلطة حفاظاً على أرواح المسلمين الأبرياء».
وينتشر «داعش» في عدة دول عربية إذ يسيطر على أراضٍ واسعة في سوريا والعراق، وأعلن مؤخراً مسؤوليته عن هجمات دموية عدة في ليبيا وتونس. وفي أول رد فعل، قال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أن هذه التفجيرات «تأتي في إطار حرب واضحة على الشعب اليمني وثورته الشعبية». وأضاف «هذه الجريمة معروف من يقف وراءها ومن يحرض عليها ومن يمولها ويدعمها ويشجعها. وهي جزء من معركة شاملة تقودها أطراف تتبادل الأدوار السياسية والإعلامية والعسكرية والأمنية». وأشارت مصادر عسكرية إلى أن 1200 عنصر من القوات الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي يدعم الحوثيين، وصلت مع 20 عربة مدرعة إلى قاعدة عسكرية في تعز، المدينة الواقعة على طريق عدن، وتبعد عنها 180 كيلومتراً. وتظاهر مئات الأشخاص أمام القاعدة العسكرية مطالبين بعودة تلك القوات إلى صنعاء. وتوقع المحلل السياسي باسم الحكيمي أن يتم استغلال التفجيرات في صنعاء واتخاذها حجة لفتح جبهات جديدة عبر الهجوم على تعز ومأرب شرقا. ودانت كل من الامم المتحدة وواشنطن الهجمات في صنعاء. وبدورها طالبت فرنسا مجلس الأمن الدولي بفرض «استقرار الوضع مع تفادي التقسيم لما ينطوي عليه من مخاطر جمة». والخميس الماضي استهدفت غارة جوية القصر الرئاسي في عدن التي شهدت أيضاً اشتباكات بين قوات هادي وأخرى مؤيدة للعميد المتمرد عبد الحافظ السقاف الذي نجح بالفرار من المدينة.
وبالنسبة لماثيو غيدير، استاذ العلوم الاسلامية في جامعة تولوز الفرنسية، فان «اليمن يتجه نحو السيناريو السوري والعراقي في ظل حرب أهلية بطابع مذهبي بين السنة والشيعة».
من جهة أخرى، قال مسؤولون محليون وسكان إن مقاتلي تنظيم القاعدة سيطروا على الحوطة عاصمة محافظة لحج في الجنوب، وقتلوا نحو 20 جندياً قبل أن يطردهم الجيش منها. وفي وقت لاحق، سحبت الولايات المتحدة قواتها المتمركزة في قاعدة العند الجوية جنوب اليمن بسبب مخاوف أمنية، كما أعلن مصدر عسكري يمني فيما تجري معارك بالقرب منها.