عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن القوى الكبرى «موحدة» في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك قبل مغادرته سويسرا متجها إلى لندن للقاء نظرائه الفرنسي والألماني والبريطاني للتشاور بعد أسبوع من المحادثات أجراها مع نظيره الإيراني، وستستأنف الأربعاء المقبل.
وقبل مغادرته سويسرا، قال كيري «أشدد على أننا موحدون في هدفنا ومقاربتنا وعزمنا وإصرارنا لضمان سلمية البرنامج الإيراني بالكامل»، وذلك وسط تكهنات عن خلافات مع فرنسا.
وفي الإطار ذاته، كتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على صفحته على موقع «تويتر» إن فريقه مستعد للعمل في عطلة نهاية الأسبوع إلا أن دول مجموعة 5+1 بحاجة إلى وقت لـ»التنسيق».
وتابع أنه «في بعض الحالات، أصبح اختلافهم في المصالح ووجهات النظر أو في قضايا شخصية أو حتى تنوع شخصياتهم أكثر حساسية من المفاوضات ذاتها»، من دون أن يذكر أي من دول مجموعة 5+1 والمتمثلة بالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا. وكانت فرنسا أعربت عن قلقها من سرعة التوصل إلى اتفاق مع إيران. وللتأكيد على أن واشنطن لا تحاول الضغط على حلفائها من أجل التوصل إلى اتفاق، قال كيري «عملنا لفترة طويلة وبشدة للتوصل إلى اتفاق يبدد القلق من البرنامج الإيراني». وأشار إلى أنه لايزال على إيران أن تعمل لإثبات أنها ستلتزم باتفاق، لافتاً إلى أنه «لاتزال هناك اختلافات مهمة». وتابع كيري «دعوني أكون واضحاً مرة أخرى، لا نريد التوصل إلى أي اتفاق. إذا أردنا ذلك لكنا أعلنا عن شيء ما منذ وقت طويل، وبما أن خطة العمل المشتركة متفق عليها فإننا لسنا على عجلة».
وتابع «نريد اتفاقاً يجعل العالم، الولايات المتحدة وحلفاءها المقربين وشركاءها، أكثر اطمئناناً وأكثر أمناً». وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه «أعتقد أن الاتفاق ممكن. لا شيء لا يمكن حله وعلى الطرف الآخر أن يتخذ قراره الأخير في هذا الصدد»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية. وقال روحاني إنه «خلال هذه السلسلة من المفاوضات في لوزان كان هناك اختلافات في مسائل معينة، وظهرت أيضاً وجهات نظر مشتركة قد تشكل قاعدة لاتفاق نهائي». وتابع روحاني أنه «عندما يريد الطرفان التوصل إلى اتفاق، يعني ذلك أن عليهما الموافقة على الخضوع لضغوط إضافية لأن الخطوات الأخيرة هي دائماً الأصعب». إلى ذلك أبدى ظريف تفاؤله. وكتب على صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك» أنه «سنعود الأربعاء إلى جنيف للمواصلة وإن شاء الله ننتهي من التفاصيل». من جهته، اتهم المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة باستخدام الضغوط الاقتصادية لمحاولة تأليب الإيرانيين على الحكم الإسلامي وهي تعليقات تبرز عدم ثقة طهران في شريكها الرئيسي في المحادثات النووية. واستبعد خامنئي أي تعاون مع الولايات المتحدة بشأن القضايا الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط المضطربة، وقال إن المحادثات مع واشنطن تقتصر على الملف النووي. وفي كلمة بمناسبة عيد رأس السنة الإيرانية «النوروز»، سعى خامنئي إلى تبديد التكهنات لجهة أن التوصل إلى اتفاق نووي مع الغرب يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التقارب. وتندرج المفاوضات في إطار الجهود للتوصل إلى اتفاق سياسي بين القوى الكبرى وإيران حول برنامج طهران النووي قبل انتهاء المهلة المحددة في 31 مارس الجاري. وبعد ذلك، من المفترض أن يعمل المفاوضون للتوصل إلى اتفاق نهائي يتضمن كافة المسائل التقنية بحلول الأول يوليو المقبل.