كتبت شيخة العسم:
تجاوزت رسوم حفلات تخريج أطفال الرياض، الـ 60 ديناراً، بحسب أولياء أمور في حديثهم لـ «الوطن»، عازين ذلك لغياب الرقابة من جانب وزارة التربية والتعليم، واقتصارها في الاهتمام على شروط البناء وا?من والسلامة.
وبينما يصف أولياء الأمور، رسوم الدراسة في معظم الرياض، بـ «الفوضى» التي تدل على أن رياض الأطفال، ليست سوى مشاريع تجارية لا تعليمية تربوية!، جددت الوزارة تأكيدها لـ «الوطن» أن هناك رقابة مشددة على رياض ا?طفال من خلال المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1998 واللوائح والتعاميم والقرارات ذات العلاقة، مبينة أن هذه الرقابة والمتابعة تشمل مختلف جوانب عمل الروضة بدءاً بشروط الترخيص والمبنى وا?من والسلامة، ومروراً بالمناهج والكتب والخبرات التي تدرس للأطفال، ووصو?ً إلى القيم والبرامج وا?نشطة التي تنفذها هذه الرياض.
تقول سميرة عارف بهذا الصدد: لو سلمنا نحن أولياء الأمور وقمنا بدفع مبالغ فيها لأجل تلقي أطفالنا تعليمهم مبكراً، فلن نقبل أبداً أن يكون هناك حفل تخرج، رسومه 60 ديناراً لطفل لم يتجاوز الخمسة أعوام!، إن ذلك لا تفسير له سوى أنه «نهب»، فهذا المبلغ لا ينال منه الطفل سوى هدية رمزية من أرخص المحلات!.
وتضيف عارف: للأسف فإن هناك عدداً من أولياء الأمور رفضوا دفع مثل هذه المبالغ، فما كان من مسؤولي الرياض سوى أن خلفوا أولادهم في نهاية المسرح، وهمشوهم ولم يشركوهم في فعاليات التخرج!، ولا أعلم هل لأصحاب الروضات قلوب تحس وتشعر؟!.
بدورها تتساءل لطيفة المطوع: لا أعلم أي داع لأن يكون حفل تخرج أطفال بإحدى القاعات الكبيرة!، هل هذا منطقي؟ إن حفلات تخرج الجامعات ليس بهذا المستوى ولا بتلك الرسوم!، فأين وزارة التربية من تلك الفوضى؟ أين هي من أسعار غير معقولة، تزداد يوماً بعد يوم؟! في مقابل حصيلة ضعيفة، لا تنتج أطفالاً على قدر من العلم والذكاء؟! عندما سعيت لتسجيل ولدي، تفقدت عديداً من الرياض، واستغربت رسومها، وسط مكان متواضع في صفوفه وتهالك مبناه!، أين الوزارة من كل ذلك؟!.
من جانبها، تهز فاطمة الذوادي رأسها أسفاً، متسائلة عن حال رب أسرة لديه أكثر من طفل، وعليه أن يدفع مبالغ خيالية لتعليم أطفاله، مردفة: أختي لديها طفلة ذات 3 سنوات ونصف، وولدها يبلغ أربع سنوات ونصف، أدخلت الكبير ولن تدخل الأخرى حتى يتخرج الأول للمدرسة، ولو سجلتهما معاً لدفعت 270 ديناراً فقط للتسجيل، و45 ديناراً شهرياً للواحد، أي 90 ديناراً للطفلين، لاحظت أنها أرخص روضة وجدتها في منطقتها!.
وتضيف الذوادي مقترحة على أولياء الأمور: عندما كنا أطفالاً، لم ندخل روضة، وكنا شطاراً في المدرسة، أما اليوم فأي فائدة للرياض؟!، أنصح أولياء الأمور أن يعلموا أبناءهم بأنفسهم، دون أن يكلفوا أنفسهم مبالغ تذهب للرياض دون فائدة!.
أما نوال جاسم، فتذكر أنها دفعت مقدماً لثلاثة شهور لإحدى رياض البسيتين لكي تسجل ابنتها فيها، إلا أنها نهبت بحسب قولها، «دفعت 180 ديناراً لروضة المفترض أن تكون ذات مستو عالٍ، عدا عن 165 ديناراً للملابس والكتب والقرطاسية، لقد خدعت بشكل الروضة من الخارج وتصميمها الجميل، فعندما تفقدت المضمون من تدريس ورعاية، وجدتها الأسوأ، وللأسف أنا مرتبطة معهم بثلاثة شهور!.
في السياق نفسه، يخرج عبدالرحيم شرف، إلى نتيجة مفادها أن رياض الأطفال مشاريع تجارية، مشيراً إلى أنه نقل أبناءه من روضة لأخرى على أمل أن يجد الأفضل لتأسيس جيد لأبنائه، يؤهلهم لدخول مدرسة ذات مستوى عال، «إلا أني للأسف لم أجد فعلياً سوى التنافس على الأسعار، فلاتزال أم أبنائي هي المعتمد في التدريس، أما الروضة فكان للعب وتمضية الوقت ليس إلا!».
ويضيف عبدالرحيم مدهوشاً: لقد وصل الطمع بأحد أصحاب الرياض في الرفاع، أن يقرر مبلغ الكورس الواحد 1200 دينار بحريني!، فهل هذا معقول؟! أين الوزارة؟!.
لولوة سلطان هي الأخرى تجد رياض الأطفال مكاناً لسلبيات شتى، فعدا عن الرسوم الخيالية، ليس هناك خط ساخن للتواصل مع الروضة!، الصفوف تمتلئ بالأطفال!، الأمراض الموسمية تنتشر بشكل مخيف، فأين الوزارة عن القمل والحمى والحصبة؟!.
في المقابل تؤكد إدارة العلاقات العامة وا?علام بوزارة التربية والتعليم رداً على سؤال «الوطن» بشأن شكاوى أولياء رياض الأطفال، أن هناك رقابة مشددة على رياض ا?طفال من خلال المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1998 واللوائح والتعاميم والقرارات ذات العلاقة، تشمل الرقابة والمتابعة لمختلف جوانب عمل الروضة بدءاً بشروط الترخيص والمبنى وا?من والسلامة، ومروراً بالمناهج والكتب والخبرات التي تدرس للأطفال، ووصو?ً إلى القيم والبرامج وا?نشطة التي تنفذها هذه الرياض.
وتذكر الوزارة أن هناك إدارة متخصصة لهذا الغرض وهي إدارة رياض ا?طفال، تشرف وتتابع بشكل حثيث عمل هذه الرياض سواء من حيث الترخيص لها أو الرقابة على التوظيف فيها أو على ما يدرس للأطفال وغير ذلك من الجوانب، مبينة أن فريقاً مختصاً من ا?دارة يقوم بزيارات دورية لهذه الرياض، لمتابعتها وتفقد سير العمل فيها وتوجيهها وتنبيهها عندما تخالف ا?نظمة، بما في ذلك توجيه إنذارات لها مع منحها فرصة لتعديل أوضاعها، وقد يصل ا?مر إلى غلقها وسحب ترخيصها إذا لم تستجب لتوجيهات الوزارة وإذا لم تلتزم بتعديل أوضاعها.
وتضيف الوزارة أن المتابع في السنوات ا?خيرة لحجم وعدد ا?خبار المتعلقة بهذا الشأن وبا?جراءات المتخذة ضد الرياض المخالفة يدرك أن الرقابة جدية وصارمة ومتواصلة، إ? أنه يجب التأكيد أيضاً على أن دور الوزارة ? يقتصر على الرقابة، بل يشمل أيضاً التوجيه وا?خذ بيد هذه الرياض، بما في ذلك تنظيم الدورات التدريبية المجانية للعاملات في هذه الرياض، كما قامت الوزارة بإعداد مناهج الخبرات التي يتم توزيعها بالمجان على جميع الرياض، وتشمل مختلف الجوانب في حياة الطفل، وهي خطوة كبيرة لتوحيد مناهج الرياض.