يفتتح المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، ومقره البحرين، جلسات مؤتمر «المدن التاريخية والتجديد الحضري»، اليوم وحتى الأربعاء المقبل، متضمناً بمشاركة خبراء التراث العالمي والإنساني، عرض أمثلة ناجحة محلية من البحرين لمشاريع التجديد الحضري والتاريخي، تتمّثل في العمل الجاري حالياً في مشروع طريق اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث العالمي ومنطقة باب البحرين.
وأكدت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، على أهمية هذا المؤتمر «الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة آخذاً بالاعتبار أهمية موضوع التراث التاريخي كنقطة انطلاق لسياسات التطوّر المدني»، مشيرة إلى أنه «يندرج ضمن السياسة العامة والرؤية الشاملة للمركز الإقليمي الذي يعمل على الحفاظ على المدن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، خصوصاً مع التحديات والأزمات التي تواجهها في دولنا العربية، بالإضافة لمشاكل الزحف العمراني والتلوّث اللذين يهددا هذا الإرث الثقافي للشعوب العربية».
ولفتت الشيخة مي لأهمية تواجد الخبراء المختصين بإحياء المدن التاريخية والذي يعد مناسبة لزيارة مدينتي المحرق والمنامة وأخذ الآراء الفنيّة في متابعة المشاريع القائمة لتطوير المدينتين ضمن الحفاظ على التراث العمراني، بالإضافة لتكوين علاقات مع هذه النخبة التي تعطي خبرتها وآراءها ومساهمتها في هذا الميدان.
ينطلق المؤتمر من نصوص 3 تكوّن المرجع الأساسي لانعقاده، وهي توصية اليونسكو التي اتخذت في مدينة نيروبي الكينيّة حول المجموعات المدنية والتاريخية، ميثاق المنظمة الدولية للمواقع والمباني التاريخية الذي أقرّ في مدينة طليطلة في إسبانيا واعتمد في واشنطن العام 1987 حول الحفاظ على المدن التاريخية والمناطق الحضرية، بالإضافة لاتفاقية اليونسكو لعام 2011 والتي توصي بالحفاظ على المناظر التاريخية للمدن القديمة. ويتوقّف المؤتمر عند أعمال بعض المدن التاريخية في حفاظها على الإرث العمراني وانسجامه مع الحياة العصرية، والأمثلة ستكون من مناطق كثيرة من العالم انطلاقاً من المغرب العربي، إلى مصر، سوريا، العراق، إيطاليا، فرنسا، بلجيكا، إنجلترا والولايات المتحدة، وتقدّم هيئة البحرين للثقافة والآثار تجربتها في مدينتي المنامة والمحرق.
وفي أولى جلساته يستهلّ المؤتمر جدول أعماله مع مداخلات حول المدن التاريخية والمناظر الحضرية، يتبعها حديث حول عمل منظمة اليونسكو في مجال المحافظة على التراث الحضري. ويناقش المؤتمر في هذا اليوم كيفية المزج ما بين المحافظة على التراث والتنمية الحضرية في المدن المدرجة على قائمة التراث العالمي.