عواصم - (وكالات): دعا زعيم المتمردين الحوثيين الشيعة عبد الملك الحوثي إلى «التعبئة العامة» لمواصلة الهجوم الذي تشنه قواته باتجاه جنوب اليمن، والذي يستهدف بحسب قوله تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية «داعش»، فيما أصدر مجلس الأمن الدولي إعلاناً بإجماع أعضائه أكد دعم الرئيس عبد ربه منصور هادي في مواجهته مع المتمردين، وتمسكه بوحدة اليمن، وذلك في ختام اجتماع طارىء لمجلس الأمن في نيويورك.
وفي الإعلان لوحت الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس بفرض عقوبات ضد الحوثيين، كما سبق وفعلت مراراً من دون أي نتيجة منذ بداية الأزمة اليمنية. وقبل ذلك، حض موفد الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر أفرقاء النزاع في البلد على وقف الأعمال القتالية ومعاودة الحوار لتجنب «حرب أهلية» و«تفكك» الدولة. وكان بنعمر يعرض عبر الدائرة المغلقة من قطر التطورات في اليمن أمام مجلس الأمن. وقال الحوثي في خطاب متلفز نقله تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين «أدعو شعبنا العظيم في اليمن للتحرك بكل فئاته في كل المجالات للتعبئة العامة (...) ورفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين».
وعن الحوار القائم بين مختلف الأطراف في اليمن برعاية الأمم المتحدة قال الحوثي «لن يستمر الحوار إلى ما لا نهاية فيتحول إلى مهزلة وهذا غير مقبول».
وسيطر مئات من المسلحين الحوثيين مع قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على مطار مدينة تعز ومطارها، قبل أن يستعدوا للتوجه نحو عدن. وتعد تعز وهي من أكبر مدن اليمن، بوابة عدن التي لجأ إليها هادي المعترف به دولياً بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، ما يعزز مخاوف من انتقال القتال إلى مشارف المدينة الجنوبية التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد. وانتشر 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود في حرم مطار تعز فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومتراً شمالاً، بحسب مصادر ملاحية. وقال مصدر عسكري «إن هؤلاء الجنود موالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح» الذي ما زال يتمتع بتأثير كبير في المؤسسة العسكرية بعد 3 سنوات من تنحيه عن السلطة، والمتحالف حالياً مع الحوثيين.
وقام المسلحون الحوثيون بتسيير دوريات في بعض أحياء تعز كما أقاموا نقاط تفتيش في منطقتي نقيل الإبل والراهدة الواقعتين على بعد 30 و80 كيلومتراً تباعاً جنوب تعز، بحسب مصادر قبلية. وتظاهر الآلاف وسط مدينة تعز ضد الحوثيين وساروا باتجاه معسكر قوات الأمن الخاصة احتجاجاً على إرسال تعزيزات عسكرية اليهم. وأطلقت قوات الأمن الخاصة النار على المتظاهرين ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخرين بحسب مصدر أمني وشهود عيان.
وفي بلدة قونية غرب محافظة مأرب وسط البلاد، اندلعت مواجهات بين مسلحين من القبائل السنية والحوثيين ما أسفر عن مقتل 6 من مسلحي القبائل و30 من الحوثيين بحسب مصادر قبلية. ويأتي كل ذلك بعد التصعيد الدامي في عدن التي شهدت الخميس الماضي مواجهات بين قوات موالية للحوثيين واخرى للرئيس هادي في محيط المطار اسفرت عن مقتل 13 شخصا وانتهت بفرض القوات الموالية للرئيس سيطرتها، وبعد الهجمات التي استهدفت مساجد للشيعة الزيديين في صنعاء وصعدة وأسفرت عن 142 قتيلاً. وعقد مساء أمس الأول في الرياض اجتماع خليجي رفيع حول اليمن. وقد دعا المجتمعون الأطراف اليمنية الى «الاستعجال» في الاستجابة للدعوة التي اطلقها هادي وتبناها مجلس التعاون الخليجي من اجل عقد مؤتمر لحل الازمة اليمنية في الرياض.
وازاء تقدم الحوثيين باتجاه عدن، قامت القوات اليمنية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي مع عناصر اللجان الشعبية المؤيدة له بالانتشار حول عدن.
وذكر مصدر عسكري ان هذه القوات شكلت حزاما امنيا حول المدينة الجنوبية «معززة بنحو 40 دبابة في شمال وغرب» عدن. ودفع غياب الامن المتفاقم في اليمن الولايات المتحدة الى سحب طاقمها الدبلوماسي من البلد، غداة هجمات اسفرت عن سقوط 124 قتيلا الجمعة الماضي.
وتعهد الرئيس اليمني بمكافحة النفوذ الإيراني الشيعي في بلده. وكان يتحدث غداة أولى الهجمات التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في اليمن واستهدفت مسجدين زيديين شيعيين في العاصمة التي سيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر الماضي. واتهم الرئيس هادي الحوثيين بالعمل على نقل «التجربة الإيرانية الاثني عشرية» إلى اليمن. ووعد بأن «يرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبل مران في صعدة بدلاً عن العلم الإيراني لأني أؤمن أن التجربة الإيرانية الاثني عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثية ومن يساندها لن يقبلها الشعب اليمني زيدياً وشافعياً». واعتبر الرئيس اليمني أن الميليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة «وجهان لعملة واحدة». وفي رسالة وجهها إلى الرئاسة الفرنسية لمجلس الأمن الدولي في وقت سابق، ندد الرئيس هادي بـ «الأعمال الإجرامية التي تقوم بها الميليشيات الحوثية وحلفاؤها والذين يهددون ليس فقط السلام في اليمن ولكن السلام والأمن الإقليمي والعالمي».
وطلب هادي من مجلس الأمن «تدخله العاجل بكل الطرق الممكنة من أجل وضع حد لهذا الاعتداء».