قالت وزيرة التنمية والتعاون الدولي في الإمارات الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي إن دول مجلس التعاون الخليجي وضع استراتيجيات تنمية حديثة وفقاً للمعطيات والتحديات واختلالات التنمية المعروفة بالمنطقة، مشيرة إلى أن «21 ألف امرأة، يدرن استثمارات بالإمارات تقدر قيمتها بنحو 40 مليار درهم».
وأضافت، في كلمتها خلال منتدى سيدات ورائدات الأعمال، أن «نسبة قطاع صاحبات الأعمال في الإمارات تشكل 10% من إجمالي القطاع الخاص الإماراتي، كما تمثل صاحبات الأعمال نسبة 15% من تشكيل مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة بالدولة».

وفيما يلي نص الكلمة:
الشيخة/ هند بنت سلمان آل خليفة
رئيس الاتحاد العالمي لصاحبات الأعمال والمهن البحرينية الموقرة
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع بالغ سروري واعتزازي مشاركتكم المؤتمر العالمي لصاحبات ورائدات الأعمال، الذي نراه إنجازاً ومؤشراً ساطعاً على نجاح مملكة البحرين الشقيقة في تعاملها الواعي والجاد مع قضايا المرأة وتمكينها على درب التنمية والبناء وخدمة أوطانها، فإنني أنتهز تلك الفرصة، لكي أرفع أسمى آيات الامتنان والشكر والاعتزاز لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على رعاية سموها الكريمة لمؤتمر اليوم.
كما يسعدني التوجه أيضاً بخالص الشكر والتقدير للشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، رئيس الاتحاد العالمي لصاحبات الأعمال والمهن البحرينية، على كريم دعوتها لحضور المؤتمر اليوم، وأن يكون لي بالغ الاعتزاز بأن أحظى بشرف المشاركة مثلي مثل أخواتي المتحدثات واللاتي أتين من العديد من دول العالم لكي يشاركن ويسهمن بآرائهن ويستعرضن في ذلك التجمع التاريخي خبراتهن وإنجازاتهن، بما يشكل مداداً وسنداً للأجيال الشابة من النساء الطامعات في تطوير قدارتهن، سائلة الله عز وجل أن يحقق الأهداف المرجوة والمأمولة من مؤتمرنا، في تعزيز مسيرة المرأة في المنطقة الخليجية والعربية وفي العالم أجمع.
الحضور الكريم
قبل أيام قلائل وتحديداً في مارس الجاري احتفل العالم أجمع، باليوم العالمي للمرأة كتقليد واحتفال سنوي كبير يليق بمكانة ودور المرأة، وأيضاً كمنصة وحشد دولي لمواصلة الجهود على خطى تمكين المرأة وتعزيز فرص مساواتها بالرجل، وهي تلك الفرص التي لاحت في الأفق ساطعة جلية، واقعاً نراه يتمثل في العديد من النماذج النسائية المشرفة والحاضرة في جمعنا الطيب اليوم، وبما يؤكد أن الإنجازات التي حققتها المرأة في العديد من دول العالم باتت نبراساً ومؤشراً على أهمية الدور الفاعل للمرأة في تحقيق التطور والريادة على كافة الصعد لأي دولة.
ولاشك أننا هنا على أرض مملكة البحرين الشقيقة، وفي دولة الإمارات، وباقي بلدان مجلس التعاون الخليجي، نشعر جميعاً بأن الاحتفال باليوم العالمي للمرأة له خصوصية كبيرة ووقع وشعور وطني يتخطى ولاشك رمزية ذلك الاحتفال في العديد من الدول، نتاجاً لتحقيق بلادنا، المزيد من الإنجازات المذهلة على ساحة تمكين المرأة وتعزيز إسهاماتها في مسيرة التنمية الوطنية.
الحضور الكريم: لقد بدأت كل من البحرين والإمارات، وكافة دول مجلس التعاون الخليجي، في وضع استراتيجيات وخطى التنمية الحديثة والتطور الاقتصادي والمجتمعي، وفقاً لذات المعطيات والتحديات واختلالات التنمية المعروفة آنذاك، والتي كانت تتمثل في مخاطر عدم التنوع الاقتصادي، وتدني نسبة مساهمة العمالة الوطنية، وانخفاض مؤشرات التعليم، واختلالات التركيبة السكانية، ومحدودية القدرات الإنتاجية، والخلل الحاد في موازين التبادل التجاري الخارجي، وهو ما اقترن مع سعي قادة دول المجلس لتبني استراتيجيات وخطط طموحة للتنوع الاقتصادي وتعزيز قدرات دولنا، وهي الرؤى والاستراتيجيات التي لم تسقط من حسابتها الآنية والمستقبلية، أهمية الارتقاء بمكانة المرأة في دولنا، وتعزيز إمكاناتها وإتاحة الفرص كاملة أمامها في التعليم والعمل، مع ما أفردته لها دساتيرنا الوطنية من قوانين وتشريعات تحمي حقوقها وتعزز إسهاماتها والقيام برسالتها في دعم قدرات أوطانها.
الحضور الكريم: إننا حينما نتحدث عن مسيرة الإنجازات على درب تمكين المرأة في كل من البحرين والإمارات وباقي دول المجلس، فإن الإنجاز الجوهري الذي حققته مجتمعاتنا ودولنا، يتضح بشكل بارز ومؤثر في توجه المرأة للعمل في القطاع الخاص، وما يتطلبه خوض ذلك المجال الحيوي والمؤثر، من جاهزية ومهارات كبيرة ترتبط بفهم تقلبات الأسواق، والتعامل في بيئة متغيرة يوماً بعد يوم، وساعة بعد ساعة، والتحلي بمهارات الإدارة القيادية وتحليل المخاطر، وسرعة اتخاذ القرارات، بل والأهم تعزيز القدرات التنافسية للمرأة التي ترغب في تأسيس كيانات استثمارية خاصة.
الحضور الكريم: أود هنا إلقاء نبذة عن جهود وخطى دولة الإمارات لتطوير قدرات المرأة، وتعزيز فرص مساواتها بالرجل، وهي الخطى والجهود التي استنت وتظللت وتسلحت بفضل الله تعالى، برعاية كبيرة من القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، منذ أن أرسى مؤسس دولتنا المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الدعائم القوية والصلبة لتمكين المرأة الإماراتية، ليستكمل المسيرة من بعده خير خلف لخير سلف، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة «حفظه الله»، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، ولتحظى أيضاً المرأة الإماراتية ببالغ الدعم والرعاية والجهود المخلصة من قبل سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «حفظها الله».
لقد ضمن دستور دولة الإمارات، المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة حيث تتمتع المرأة بنفس الوضع القانوني والحقوق القانونية فيما يتعلق بالتعليم والعمل، حيث تشير الإحصائيات لبلوغ نسبة الإناث في التعليم العالي أكثر من 71% من أجمالي الدارسين في الجامعات الحكومية، وأكثر من 50% في الجامعات الخاصة. كما بلغت نسبة مشاركة المرأة في الوظائف الفنية 60% كما تشغل المرأة في دولتنا 66% من وظائف القطاع الحكومي من ضمنها 30% من الوظائف القيادية العليا. فيما تشغل المرأة الإماراتية 7 مقاعد من أصل 40 مقعداً في المجلس الوطني الاتحادي، كما تعمل بكل جدارة في كافة القطاعات ذات الصلة بالتنمية في بلدنا فضلاً على استجابتها الواسعة للالتحاق الطوعي بالخدمة في القوات الوطنية في القوات المسلحة.
وتواكباً مع أجندة مؤتمر اليوم ومحاوره، فلدينا في الإمارات نحو 21 ألف امرأة، يدرن استثمارات تقدر قيمتها بنحو 40 مليار درهم. لتشكل نسبة قطاع صاحبات الأعمال نحو 10% من إجمالي القطاع الخاص الإماراتي. كما تمثل صاحبات الأعمال نسبة 15% من تشكيل مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة بالدولة. كما صدر قرار من مجلس الوزراء الموقر بإلزامية تعيين النساء في مجالس إدارات الشركات المساهمة في دولة الإمارات.
وعلى صعيد اعتراف المجتمع الدولي بمكانة وإنجازات دولة الإمارات في دعم مكانة المرأة، فقد حلت دولة الإمارات في المرتبة الأولى فيما يتعلق بمؤشر احترام المرأة والصادر عن مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي أصدره مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي عام 2013، وفي نفس التقرير جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث المساواة بين الجنسين.
الحضور الكريم: إن النماذج الناجحة للنساء في قيادة مؤسسات استثمارية وما باتت تستحوذ عليه المرأة من منظومة تراكمية من المعارف والمهارات الاقتصادية والمؤسسات التي تدعم الحراك الاقتصادي العالمي، تجعلنا ندرك أن إنجازات المرأة العربية والخليجية على صعيد تعزيز مهارات العمل في القطاع الخاص وتأسيس كيانات استثمارية، ستساهم ولاشك في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتحقيق القيمة المضافة وبالأخص من خلال الممارسات المبتكرة في مفاهيم إدارة الأعمال لما تحققه تلك المؤسسات من قيم مضافة لدعم قدراتنا الاقتصادية، وبما يعطينا الثقة في أننا ماضون على الدرب القويم والنهج الصائب على خطى تعزيز مكانة المرأة العربية والخليجية بصفة خاصة.