تطرح جلسات اليوم الثاني بالمؤتمر الدولي «المدن التاريخية والتجديد الحضري»، اليوم، مشاريع التجديد الحضري والتاريخي بالبحرين وأبرزها مشروع طريق اللؤلؤ ومنطقة باب البحرين. كما تتطرق جلسات المؤتمر، الذي انطلقت فعالياته أمس، بحضور خبراء التراث العالمي والإنساني من منظمات إقليمية ودولية مختلفة من بينها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، والمجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية، والمركز العالمي لدراسة الحفاظ على المباني الثقافية وترميمها، إلى نماذج عالمية وعربية للتجديد العمراني للمدن كبرشلونة في إسبانيا، وماتيرا في إيطاليا، ومراكش بالمغرب. من جانبها، أكدت رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، أهمية المؤتمر، والذي تستمر جلساته حتى الغد، في تعزيز قيمة الموروث الثقافي للشعوب العربية في ظل ما يتعرض له من انتهاكات ومخاطر. وذكرت، أن المؤتمر يندرج ضمن الرؤية العامة للمركز الإقليمي الذي يعمل على الحفاظ على المدن المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي في الوطن العربي، خاصة مع التحديات والأزمات التي تواجهها في دولنا العربية.وأشارت إلى، أن المدن القديمة هي القلب النابض في دولنا بحب الحياة، معربة، عن سرورها باستضافة المؤتمر بالمنامة التي تحتفي بالتراث تحت شعار «تراثنا ثراؤنا». ومن جهته، أكد مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي منير بوشناقي، أن المؤتمر يهدف للتأكيد على أهمية المدن التاريخية، مشيراً إلى أن جدول أعماله أعد بالتشاور مع المنظمات الدولية المعنية. وأوضح، أن المؤتمر يعتمد في انطلاقته على ثلاثة مواثيق دولية هي توصية اليونسكو التي اتخذت بمدينة نيروبي الكينيّة حول المجموعات المدنية والتاريخية، وميثاق المنظمة الدولية للمواقع والمباني التاريخية الذي أقرّ في مدينة طليطلة في إسبانيا واعتمد بواشنطن عام 1987 حول الحفاظ على المدن التاريخية والمناطق الحضرية، إضافة لاتفاقية اليونسكو لعام 2011 والتي توصي بالحفاظ على المناظر التاريخية للمدن القديمة.وأفاد، أن المؤتمر يتوقف في ضوء هذه النصوص عند أعمال بعض المدن التاريخية في حفاظها على الإرث العمراني وانسجامه مع الحياة العصرية. وقال، إن المؤتمر يتناول أمثلة من مناطق كثيرة من العالم انطلاقاً من المغرب العربي، إلى مصر، وسوريا، والعراق، وإيطاليا، وفرنسا، وبلجيكا، وإنجلترا والولايات المتحدة، إضافة إلى تقديم هيئة البحرين للثقافة والآثار تجربتها في مدينتي المنامة والمحرق. واستهل المؤتمر، جدول أعماله بتقديم كلمات لكل من: ممثل منظمة الأمم المتحدة بالبحرين بيتر غرومان، كريم هنديلي من مركز التراث العالمي لليونيسكو في باريس، وزكي أرصلان مدير المركز الإقليمي آثار - إيكروم الشارقة. وقدّم المؤتمر، في أولى جلساته، مداخلة تناولت المدن التاريخية والمناظر الحضرية، قدّمها جان لوي لوكسان منسق مشروع التراث الأورو متوسطي في بلجيكيا.وأكد لوكسان، خلال مداخلته، أن كل مدينة تاريخية لها هويتها الخاصة وصفاتها التي تميزها عن غيرها.وقال، إن المدينة التاريخية يجب أن تصان وتتطور ضمن محيطها بما يحفظ خصائصها المعمارية والاجتماعية، لافتاً إلى، طرق إدارة المدن التاريخية وكيفية تطبيق مناهج إدارتها.وفي سياق متصل، تطرق أخصائي البرامج في مركز التراث العالمي لليونيسكو كريم هنديلي في فرنسا، إلى عمل منظمة اليونيسكو في مجال المحافظة على التراث الحضري.وأفاد، أن اليونيسكو تؤمن بأهمية التراث في التطوير الحضري المستدام وتنمية المجتمع، لافتاً إلى، أن الحفاظ على التراث أساس اتفاقية اليونيسكو لعام 1972م بالمعنية بالحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي حول العالم. وأردف، أن اليونيسكو دخلت الحركة العالمية للحفاظ على المدن التاريخية من خلال برنامج المدن التاريخية العالمية، وتوصية التراث العالمي الحضري، وتوصية المناظر الحضرية التاريخية.كذلك، ناقش المؤتمر، كيفية المزج ما بين المحافظة على التراث والتنمية الحضرية بالمدن المدرجة على قائمة التراث العالمي، من خلال مداخلة قدّمها فرانشيسكو سيرافو من مؤسسة الأغاخان للثقافة في سويسرا، وقّدم خلالها مثالاً لمدينة جورج تاون في بينانغ.أما منسق الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في اليمن نبيل منصر، فتطرق خلال مداخلته لتحديات المحافظة على مدينتي زبيد وصنعاء، مشيراً إلى أن التراث الثقافي في اليمن يتعرض لمخاطر كثيرة بسبب قلة الإمكانات والأحداث المستمرة.