حذرت شرطة دبي عملاء البنوك من لصوص ينشطون في النصف الأخير من شهر رمضان، الذي يقبل فيه كثير من أفراد المجتمع على سحب أموال للزكاة والصدقات أو الاستعداد للعيد.
وقال مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، إن هناك قسماً متخصصاً في الإدارة يتولى التنبؤ بالجرائم من خلال دراسة توقيتها، وملابسات وقوعها، مشيراً إلى أنه توصل إلى أن هذه الفترة تشهد عادة نشاطاً في سرقة عملاء البنوك.
وأفاد بأن الإدارة العامة للتحريات تواجه هذه الظاهرة بنشر دوريات مدنية بالقرب من البنوك، إضافة إلى وسائل أمنية أخرى تحدّ من هذه الجرائم، وتحديد الأساليب الإجرامية التي تتكرر في هذه الفترة عادة من عصابات تأتي من دول إفريقية.
وأشار إلى أن هناك جرائم تحدث لأسباب ساذجة جداً، مثل شخص سحب ?700 ألف درهم من بنك، ورصدته العصابة أثناء ذلك، وتعقبته إلى أن رأته يدخل لسداد فاتورة هاتفية بـ?80 درهماً، تاركاً النقود في السيارة، وحين عاد إلى مركبته لم يجد المبلغ فيها.
وأكد المنصوري أن شرطة دبي تستطيع التصدي لهذه العصابات وضبطها، لكن المشكلة هي احتمال خسارة الأموال، وهذه يتحمل جانباً كبيراً من مسؤوليتها الضحايا أنفسهم، لأنهم تصرفوا بطريقة ساذجة، وتحولوا إلى هدف سهل للصوص.
وأوضح أن التشكيلات العصابية لا تقوم بأعمال عنف ضد عملاء البنوك، بل تستهدف السيارات نفسها، فتكسر زجاجها في حال توقف سائق المركبة لأداء مهمة معينة، وترك الأموال في داخلها.
ولفت المنصوري إلى أن هناك إجراء وقائياً يجب أن يلتزم به أي عميل بنك، هو إنجاز الهدف الذي سحب الأموال من أجله، وجعله في قائمة أولوياته، بحيث لا يترك السيارة إطلاقاً، مشيراً إلى شخص سحب ?600 ألف درهم من إحدى الإمارات، ورصدته عصابة هناك، ثم تعقبته إلى إمارة أخرى، ومنها إلى دبي، حيث نزل لقضاء غرض ما، وترك المال في السيارة، فسرقته العصابة.
وأفاد بأن الرجل سحب المبلغ لإيداعه في بنك آخر بهدف سداد مديونيته، لكنه لم يفعل ذلك مباشرة، لافتاً إلى أن لصوص البنوك يرصدون أهدافهم ويلاحقونها حتى تحين الفرصة المناسبة لتنفيذ جريمتهم.
وأشار المنصوري إلى أن هذه العصابة تعرف عادة الأماكن التي تخبأ فيها النقود، وتدرك أن غالبية العملاء يضعون الأموال تحت المقعد الأمامي، لذا يتجهون إليه مباشرة، مشيراً إلى أن أحد الأشخاص خرج من بنك في رمضان الماضي، وكان بحوزته مظروفان يحتوي أحدهما على ?200 ألف درهم، والآخر دفاتر شيكات وأوراق، ووضعهما تحت المقعد، وحين نزل من السيارة اقتحمتها عصابة، لكن من حسن حظه أنها سرقت المظروف الذي يحوي دفاتر الشيكات.