قال مستشار الترميم في هيئة البحرين للثقافة والآثار د.علاء الحبشي إن مشروع طريق اللؤلؤ يتكون من 3 أجزاء هي بيوت الطريق المكونة من 17 موقعاً تراثياً، المساحات المفتوحة والتي تمثل مناطق اشتغال ثقافي واجتماعي، والبنية التحتية للتنقل داخل الطريق، مشيراً إلى أهمية عملية اختيار بيوت طريق اللؤلؤ، اذ مثّل كل واحد منها مرحلة من مراحل تجارة اللؤلؤ التي اعتمدت عليها المملكة في واحدة من أهم حقبها التاريخية.
وأكد د.الحبشي - في اليوم الثاني من أعمال مؤتمر «المدن التاريخية والتجديد الحضري»، في مقر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بالمنامة - أن مشروع طريق اللؤلؤ لا يهدف إلى إحياء التاريخ العريق في المدينة بل إلى إعادة الحياة للمدينة عبر إدارة المشهد الحضري فيها، مبيناً أن عملية إعادة التأهيل العمراني في مدينة المحرق، مشروع وطني تشارك في إنجازه جميع الأطراف.
بدورها قالت الأخصائية في هيئة البحرين للثقافة والآثار نورة السايح: إن باب البحرين يمثّل مركزاً لمدينة المنامة كونه ارتبط تاريخياً بالبحر قبل أعمال التطوير العمراني في المنطقة، مشيرة إلى أن عملية إعادة تأهيل باب البحرين تهدف إلى جذب أنظار المجتمع المحلي نحو المنطقة كمساحة عامة تتفاعل فيها الأشغال الاجتماعية والاقتصادية.
وأردفت الأخصائية: إن قطاع الثقافة طرح العام 2012، وقت احتفاء المنامة باختيارها عاصمة للثقافة العربية مسابقة لوضع تصور مستقبلي لباب البحرين، وقدمت فيها 300 تصور فاز منها واحد يقترح إعادة البحر لباب البحرين عبر استحداث بحيرة مائية وإنشاء عدة مبان ثقافية تعيد للمكان أهميته التاريخية.
أما خبير التخطيط العمراني والتجديد الحضري تشارلز لاندري، فأوضح أن المدينة العظيمة هي تلك التي تمتلك بنية تحتية ملائمة وتراثاً يعطيها هويتها وتميزها، مبينا أن المدن التراثية، تنقسم إلى مدن متطورة ذات مشاريع هندسية بحتة ومدن تجمع ما بين صناعة الثقافة والتطور العمراني وتعمل على بناء الجسور ما بين الثقافات المختلفة داخل المجتمع.
من جانبه، أكد الأستاذ في جامعة كاتالونيا بإسبانيا كزافييه كازانوفاس، على أهمية أن تكون عملية إعادة تأهيل المدن والتجديد العمراني ذات أهداف طويلة المدى بهدف تحسين مستوى معيشة السكان وتحسين مستوى النسيج العمراني في المدن، مشيراً إلى أن مدينة برشلونة مرت في عدة مراحل لإعادة التأهيل كانت الأولى العام 1988 بعد أن أعادت لجنة تقييم المدينة لتبدأ بعدها مباشرة أعمال التطوير بالتعاون مع كافة الجهات، من تحسين مستوى البنية التحتية، تدشين مساحات مفتوحة وخضراء، الحفاظ على التراث الذي يعود في المدينة لـ 2000 عام وتعزيز مكانة الحرف اليدوية في المدينة.
وأوضح كازانوفاس أن المسؤولين في المدينة أعادوا تقييم برشلونة العام 2000، لتبدأ عملية تجديد عمراني أكثر تطوراً ومراعاة لحاجات السكان، واستقطبت المدينة العام 2014، أكثر من 8 ملايين سائح مقارنة بـ 2 مليون سائح العام 1993. في السياق نفسه، قال مستشار التنمية العمرانية من جمهورية مصر العربية كريم إبراهيم: إن التراث الثقافي في مصر تعرض للمخاطر بسبب الأحداث السياسية وأعمال العنف خلال السنوات الماضية، هو ما دعا المسؤولين إلى وضع خطط من أجل إنقاذ التراث الثقافي والمعماري، وطرح مدينة القاهرة التاريخية كمثال، موضحاً أن عملية تطوير مدينة القاهرة التاريخية شملت عملية رفع الوعي لدى السكان المحليين وتدريب الأيدي العاملة على أدوات حفظ التراث، إضافة إلى تطوير برامج إسكان المجتمع وخلق مساحات عامة كبيرة.
وأكد إبراهيم أن السياحة لا يجب أن تتعارض مع عملية الحفاظ على النسيج العمراني، بل يجب أن تكون سياحة عالية الجودة ومتفاعلة مع النسيج العمراني والاجتماعي للمدينة.
المنهدس المعماري من الجزائر جعفر لسبه، تحدث عن موقع قصبة الجزائر الذي يعود للقرن الخامس قبل الميلاد، إضافة إلى مناقشته أسباب أهمية القصبة والمدرجة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، فيما أشار المهندس المعماري من المغرب عبد العزيز توري، إلى أن مدينة مراكش كادت أن تتلاشى خلال فترة سابقة إلا أن المسؤولين في المغرب استطاعوا تسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، لتصبح واحدة من أهم مناطق الجذب السياحي في المنطقة.