حاوره - حسن الستري:
قال وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية السابق السفير كريم الشكر إن حقوق الإنسان هي سلاح سحري تشهره المعارضة في وجه حكوماتها بدعم من الدول الغربية، مشيراً إلى أنه «لابد أن نكون على مستوى المسؤولية، فلا نهدر أموال الشعب بحرق الشوارع وتخريب المدارس».
وأضاف كريم الشكر، في حوار مع «الوطن»، أن المعارضة المنكفئة على نفسها، لا تواكب الزمن ولن يكون لها نصيب من الإصلاح، مضيفاً «يومياً تخرج المسيرات داخل القرى، فما هي النتيجة، مزيد من الخسائر وقد تصل لسكب الدم، وهذا لن يؤدي إلا لمزيد من الحقد والكراهية والانقسام وهذا غير مقبول». وأكد أن المعارضة البحرينية لديها من يؤيدها في البرلمان البريطاني كما يوجد من يؤيد البحرين، وهناك أحزاب وكوادر حزبية تأثيرها ملموس على عضو البرلمان، والمحامين أيضاً لهم كوادر حزبية، وهم يمارسون الضغط على أعضاء البرلمان الذين بدورهم يتخذون مواقف ضاغطة على الحكومة البريطانية أو الأمريكية وهكذا في الدول الأخرى الغربية. وأضاف «المحامي لورد إيفبري، الذي كان يقف ضد البحرين على طول الخط مهما فعلت البحرين من إصلاح وكان موقفه على طول الخط تهم داعمة لموقف المعارضة دونما مبررات وأقل ما يقال عنه أنه حاقد بشكل أعمى». ودعا الشكر لتعزيز العلاقات مع الصين، معرباً عن ثقته بأن يكون التبادل التجاري بين البحرين والصين الأكبر على الإطلاق، وذكر أن الموارد البشرية والمالية هي ما تعيق زيادة التمثيل الدبلوماسي في الخارج.
وفيما يلي نص الحوار:
في ظل العلاقات الثنائية القوية بين البحرين وبريطانيا، لماذا تسمح لندن بتوجيه إساءات للبحرين من على أراضيها من خلال شخصيات معارضة؟
كنت سفيراً في بريطانيا حين لجأ لها علي سلمان في التسعينات، واتصلوا بي هاتفياً من وزارة الخارجية يخبروني أن علي سلمان وصل وذهبت محتجاً لوزارة الخارجية، وقرأ المذكرة وزير الخارجية، آنذاك الوزير دوجلاس هيرد وكنا نطالب ضمنياً بترحيل علي سلمان من لندن، فأجابنا الوزير البريطاني دوجلاس هيرد بأنهم لا يعلمون بقدومه، إذ لم تكن هناك تأشيرة بين البلدين، ومنذ آنذاك طبقت لندن نظام التأشيرة، والآن نحن نطالب بإلغائها.
صحيح أن هناك من يسيء للبحرين في لندن ولديهم دار كبيرة اسمها دار الحكمة اشترتها لهم إيران، فهم يمولون منها، هذه ساحة مفتوحة، وهم موجودون في أمريكا والسويد وأستراليا وسويسرا، هذه دول مفتوحة سواء كانت الدولة تريد أن تجعل سهامهم في رقابك أو لا، وعندهم محامون يدافعون عنهم، قضية حقوق الإنسان هي سلاح سحري تشهره المعارضة في وجوه الحكومات بدعم من الدول الغربية.
لديهم محامون كالمحامي لورد إيفبري، الذي كان يقف ضد البحرين على طول الخط مهما فعلت البحرين من إصلاح وكان موقفه على طول الخط تهماً لموقف سائد المعارضة دونما مبررات وأقل ما يقال عنه أنه حاقد بشكل أعمى.
هل هناك ضغط من داخل البرلمان البريطاني؟
كلام صحيح، هناك من يؤيدهم في البرلمان البريطاني كما يوجد من يؤيدنا، وهناك أحزاب وكوادر حزبية يؤثرون تأثيراً ملموساً على عضو البرلمان، والمحامون أيضاً لهم كوادر حزبية، وهم يمارسون الضغط على أعضاء البرلمان الذين بدورهم يتخذون مواقف ضاغطة على الحكومة البريطانية أو الأمريكية وهكذا في الدول الأخرى الغربية.
نحن تأخرنا في معرفة سبل الاتصالات بالمنظمات الحقوقية ومنعنا في السابق الاتصالات مع هيومن رايتس ووتش، كنت أنصح حين كنت سفيراً ووكيلاً للوزارة بالانفتاح على المنظمات الحقوقية الدولية، لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه، وجلالة العاهل المفدى قبل كل توصيات تقرير بسيوني في اجتماع مفتوح أمام نظر العالم، وهذا لا يعمله أحد من رؤساء وقادة الدول، ونقل الحدث من قبل جميع المحطات الإعلامية.
المملكة أدارت أكثر من حوار لتنفيذ توصيات تقرير بسيوني، لا يمكن أن ينجح الإصلاح إلا إذا قبلها الشعب البحريني بكل أطيافه، الشيعة والسنة على السواء، فهم جناحا الوطن، ولا يستطيع الوطن الطير بأحدهما دون الآخر، لابد من التكاتف لتستطيع سفينة الديمقراطية أن تبحر في محيط خليج البحرين بكل سلاسة.
إننا لا نعيش وحدنا في قرية نائية، يجب الاهتمام بمستقبلنا في البحرين والعمل لأجيالنا المقبلة، والجيل المقبل من شعبنا هو الذي يجب أن يتمتع بمستقبل واعد، لم نعط الثروة التي حظي بها جيراننا، فلا نستطيع مجاراتهم في كل شيء توفره دول المنطقة لأبناء شعبها، يجب أن نتصف بالقناعة، جيراننا لم ولن يتخلوا عنا، لابد أن نكون على مستوى المسؤولية، فلا نهدر أموال الشعب بحرق الشوارع وتخريب المدارس.
يسألنا الأجانب لماذا يحرق الشعب الشوارع؟، على المعارضة مسؤولية كما إن على الحكومة مسؤولية، فالحرية تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين، إذا كنت أريد أن يحترم رأيي، فلابد أن احترم رأيك، بل لابد من الدفاع عنه والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك وفر هذا المناخ الديمقراطي للجميع وسمح للجمعيات السياسية أن تمارس عملها وفقاً للقانون.
المعارضة المنكفئة على نفسها التي لا تواكب الزمن لن يكون لها نصيب من الإصلاح، يومياً يخرجون بمسيرات داخل القرى، ما هي النتيجة، مزيد من الخسائر وقد يصل للدم، وهذا لن يؤدي إلا لمزيد من الحقد والكراهية والانقسام وهذا غير مقبول، نحن نريد قيم التسامح والتعايش المشترك ونبذ العنف وتثبيت الحقوق الأساسية لكل فرد، ولكن بطريقة التدرج وليس بطريقة التغيير الفوري غير المدروس وغير الممارس بطريقة تتجانس وعادات مجتمعنا البحريني والخليجي.
إلى أي مدى تعتقدون أن توطيد العلاقات بين البحرين والصين، سيكون بديلاً عن الدول الكبرى؟
تأخرنا كثيراً في توطيد العلاقات مع الصين، ومعظم حضوري الدبلوماسي كان في الغرب فأنا شخصياً مثلت البحرين كسفير في كل من ألمانيا وبريطانيا وأمريكا والنمسا وهولندا والدنمارك، واخترت شخصياً كمحطة أخيرة لي تمثيل المملكة في الصين، ورأيت أن أتعلم الدبلوماسية على غرار الحديث الشريف «اطلبوا العلم ولو في الصين».
الصين العملاق الاقتصادي بعد أن كان متخلفاً ومحاصراً، ومنع عنه الحديد والألمنيوم والبترول والقمح، وتم تجويع شعبه ولكن الإرادة القوية الصلبة جعلت شعبه يعمل المستحيل بـ»الاعتماد على الذات» ليغزو العالم بكل المنتجات من لباس ومأكولات وصناعات، كانت صناعتهم رديئة واليوم أصبحت في مصاف الدول الراقية وصناعتها مطلوبة، وغزوا الفضاء الخارجي.
في مؤتمر شرم الشيخ المصريون يريدون تطبيق النجاح الصيني في الانفتاح الاقتصادي، ويعملون قناة السويس منطقة حرة اقتصادياً كما فعلت الصين، ويعملون لمصر عاصمة إدارية، إضافة لقاهرة المعز فاليوم يفكرون بصناعة الإنسان، هناك عواصم بالملايين، فلابد من تخطيط استراتيجي لتوفير الماء والكهرباء والاتصالات والطرق ومستشفيات وكافة البنى التحتية، يجب أن يكون كل شيء متكاملاً بحيث لا يحتاج الإنسان لارتكاب جريمة.
اخترت الصين لأنهم فتحوا البلد اقتصادياً وسياسياً، أرسلوا الوفود والعلماء إلى الغرب، تطور الطب لديهم بعد أن كان تقليدياً، لديهم ثقافتهم لم ينسوها، بل أضافوا لها الثقافة الغربية، وواكبوا الزمن، إذا لم يواكب العرب العصر سيتأخرون، دول جنوب شرق آسيا أثبتت أن الإنسان الذي يعمل بجد واجتهاد ومثابرة يستطيع أن يقهر التكنولوجيا لمصلحة شعبه، انظر إلى الهند والتقدم التكنولوجي الهائل.
إذا كنا نريد أن نكون أمة راقية، فالصينيون ليسوا أفضل منا لا عقلياً ولا حضارياً، كانوا يتعاطون الأفيون فيما مضى، نحن لدينا تراثنا الإسلامي العريق وديننا الحنيف الذي أكمل الرسالات الإلهية وبات نموذجاً لتلك الرسالات والديانات، لابد أن ننطلق من جوهرها الأصيل ومن قوانيننا الوضعية كالميثاق والدستور لتطوير أنفسنا، ونعمل لمصلحة الوطن والإنسان البحريني.
هناك توجه من قبل القيادة لتوطيد العلاقات مع الصين؟
زيارة جلالة الملك ومباحثاته مع القيادة الصينية الجديدة، استهدفت المصلحة الاستراتيجية المقبلة بين البحرين ودول شرق آسيا كالصين واليابان.
هناك الكثير من الزيارات المتبادلة مع الصين، وهي تمهد للرؤية الملكية لعلاقة اقتصادية استراتيجية دائمة مع الصين، وهناك الكثير من الشركات الصينية، تريد أن تفتح مصانع للمنشئات الصغيرة والمتوسطة الحجم، لتحقيق رؤية البحرين الاقتصادية 2030، صحيح أن حجم التبادل التجاري الصيني مع البحرين مازال محدوداً مقارنته بدول المجلس ولكنه يتطور، وستصبح الصين الشريك الأول تجارياً مع المملكة في القريب العاجل.
بعد 4 سنوات على الأزمة التي مرت بها البحرين، في رأيكم، كيف ينظر الغرب إلى البحرين؟
من احتكاكي بهم، وما رأيته من التقريرين الأمريكي والبريطاني عن البحرين، هم ينظرون للبحرين على أنه بلد صغير بحجمه كبير بمفعوله كالقنبلة الذرية، هذه الدولة الدلمونية ذات الحضارة العريقة، أي شيء يحصل بها يؤثر في المنطقة، ولآسيا في نطاق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وربما أبعد.
نظامنا ليس فوق النقد، ولكنه قابل للصواب والخطأ والانتقاد والإصلاح، والمشروع الإصلاحي لن ينتهي ويقف عند ما تم من إصلاح سياسي، كما أكد جلالة الملك في زياراته للمحافظات في شهر رمضان المبارك استمرار وتيرة الإصلاح وحث على الإصلاح والمشاركة السياسية.
أما الغرب المنتقد للأوضاع الحقوقية في البحرين، فهو ينسى مشاكله ويهرب منها بانتقاد الآخرين، المتطرفون يأتون من الغرب وينضمون لداعش، وبعضهم فتيات قاصرات، فمن كان بيته من زجاج يجب ألا يرمي الآخرين بالحجارة.
برأيك، ما هي أسباب زيادة عدد المنضمين لداعش من الغرب من شابات وشباب؟
أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكن حين أقرأ كتاب صراع الحضارات للكاتب الأمريكي اليهودي صموئيل هاتنغتون الذي يدعي أن الإسلام هو الهدف الثاني بعد الشيوعية لحضارة الغرب ويأتي بابا الفاتيكان السابق بنديكت ينتقد الإسلام وذكر أنه انتشر بحد السيف، ولم يذكر أن كثيراً من المناطق انتشر بها الإسلام بالإقناع، كما إنه لم يفرض عليهم تغيير دينهم ودور عبادتهم وكنائسهم، بل فرض عليهم الجزية كضريبة بدل عسكرية.
حين قرأت الكتاب مجدداً آمنت بنظرية المؤامرة، وهناك كتاب «النوم مع الشيطان» هاجم السعودية بعد أحداث 2011، فالحضارة الإسلامية ليست مصدر الصراع، في الوقت الحاضر لا يوجد لدي جواباً شافياً لسؤالك، ولكن هذا يجعلني أقرأ ما هو موجود في الأدب الصهيوني لأفهم ما يحدث على أرض الواقع.
الإسلام بدأ ينتشر في الغرب كانتشار النار في الهشيم، فكيف يتخلصون منه، يصورونه على أنه دين إرهاب، وما حصل في باريس في حادث تشارلي إبيدو دليل على استهداف الإسلام، يأتون بآخرين بعد غسيل عقولهم ليقوموا بأعمال متطرفة تحسب على الإسلام.
يصورون الرسول الأعظم «صلى الله عليه وسلم» بصور خليعة لا تليق بمقام النبوة، يتعمدون المهاجمة، جاؤوا في الماضي بسلمان رشدي ليهاجم الإسلام، وأفتى الخميني بهدر دمه، فصوروا الإسلام على أنه دين إرهاب وقتل وإبادة. يشيعون أن الإسلام دين دموي وإرهاب، لمواجهة المد الإسلامي بالغرب الذي ينتشر سلمياً عن طريق الإقناع.
أفريقيا لا توجد بها سفارة إلا في بعض الدول العربية منها، وأستراليا لم تفتح فيها سفارة، وأمريكا الجنوبية بها سفير واحد غير مقيم، ألا يوجد احتياج في هذه الدول، أين يذهب المواطن؟
سؤال مهم ومحرج في ذات الوقت، حين أقارن البحرين بمحدودية سكانها ومواردها الطبيعية التي حباها الله، ينبغي أن أقارنها مع سنغافورة، لديهم سفارات أقل منا، بدؤوا في محيطهم في الآسيان، أرادوا إقامة سفارة في البحرين، ولكن رأوا السعودية أهم، ففتحوا في السعودية، وكانوا قبلنا بجنيف في مواقع التكتل الدولي. إننا اليوم في مصاف الدول المتوسطة التمثيل دولياً.
نحن بدأنا بالجامعة العربية وبعدها الأمم المتحدة، وبريطانيا، والسفارة في أمريكا في 1973، وهي مهمة بالنسبة لنا أما بعثة البحرين في جنيف فقد تم افتتاحها في 1982.
الإمكانات محدودة، والكوادر البشرية أيضاً محدودة، وإذا لم تكن الكوادر محترفة فلن تستطيع الأخذ بفنون الدبلوماسية المحترمة كالدول الأخرى، يعطى الأولوية للأماكن التي يكون فيها وجود بحريني مكثف، ويهمنا الأماكن الحساسة بالنسبة لنا، هناك تمثيل كامل بدول مجلس التعاون، واهتمام عربي حسب الأولوية، فيوجد بالبحرين سفارات بجميع الدول عدا موريتانيا وجزر القمر، كما لا يوجد لدينا سفارة بالسودان، ولبنان، وفلسطين للأسباب المعروفة.
هناك سفراء غير مقيمين يمثلون بلدانهم في البحرين كالبرازيل والأرجنتين وكوبا وكندا وبلجيكا والسويد وغيرها، والعكس صحيح، سفيرنا في الأمم المتحدة يمثلنا في كوبا والبرازيل وسفيرنا في واشنطن يمثلنا في الأرجنتين ودول أخرى من أمريكا اللاتينية بشكل غير مقيم.
أما المواطن فإذا لم تكن هناك سفارة بذلك البلد، فبإمكانه الذهاب لإحدى سفارات دول مجلس التعاون، وذلك حسب الاتفاق الموجود بين دول المجلس، سفارات الدول الخليجية الشقيقة لا تتوان عن تقديم العون والمساعدة.
ما هي الأسباب؟
الأسباب عدة، أهمها السبب الاقتصادي والمالي، وتوفر الكوادر الدبلوماسية المؤهلة، عمر البحرين 44 سنة منذ الاستقلال، وهي فترة قصيرة الزمن، وحين تريد التوسع والتطور، فبالتأكيد لا تريد أن يكون التمثيل صورياً بوجود شخص لا يعمل على تعزيز العلاقة وتقويتها، فلا فائدة منه.
التمثيل في الخارج مكلف، بدءاً من المقر وأوجه الصرف والرواتب وعلاوات التمثيل التي تتضاعف 3 مرات، وموازنة الدولة تواجه عجزاً كما هو معلوم انخفاض بسبب أسعار النفط، كان يفترض أن نفتح سفارة في دول فتحت سفارات في البحرين كإيطاليا وماليزيا، والفلبين وبروناي دار السلام وهم قد فتحوا سفارات بالبحرين لأن لديهم مصلحة كوجود مواطنين بالبحرين.
وزير الخارجية الشيخ خالد يسعى للتطوير والتوسع من التطور وتنمية العلاقات، والتحرك يكون على حسب الإمكانات المالية والبشرية والحاجة والمصلحة الاقتصادية والثقافية والسياسية، اليوم لدينا 40 سفارة بالخارج بما فيها القنصليات، هناك تفكير في عمل سفارة بالبرازيل، وجنوب أفريقيا فتحت سفارة لها بالبحرين، وكان يفترض أن نفتح سفارة لنا في جنوب أفريقيا، ولكن بسبب عدم وجود الاعتمادات المالية، أغلقت جنوب أفريقيا سفارتها في البحرين من باب المعاملة بالمثل والأمر ذاته ينطبق على غلق سفارة السنغال.
أستراليا علاقاتنا بها محدودة ومنحصرة في استيراد اللحوم وبودرة الألمنيوم، لذا لم نفتح سفارة، بالبحرين 40 سفارة، وقطر لديها 60، فهم مواردهم المالية أكبر، ولكن تحدهم الموارد البشرية المؤهلة، المهم ألا نرسل مجرد دبلوماسي، لابد أن تكون للدبلوماسي إمكانات مهنية دبلوماسية ويتقن أكثر من لغة ويكون مؤهلاً للتصرف لأنه لا يمثل نفسه، بل يمثل جلالة الملك وبلده.
ما هي أبرز الصعوبات التي يواجهها الدبلوماسي، ونصيحتك للدبلوماسيين الحاليين كدبلوماسي مخضرم؟
الغربة أبرز الصعوبات التي يعاني منها الدبلوماسي، يجب أن يتحلى بالصبر، وهي ضريبة تمثيل الوطن، فتمثيل البحرين بالخارج شرف كبير، واليوم سهلت الاتصالات، إقامة العلاقات بها لذة، كما إنك حين تقدم لوطنك صورة طيبة، فإن القيادة السياسية تكافئك عليها ويكافئك عليها الشعب والتاريخ.أما نصيحتي للدبلوماسيين، القراءة ثم القراءة ثم القراءة، لن يتطور الإنسان ما لم يقرأ، لابد من قراءة تاريخ البلد، ولن يحترمك الآخرون ما دمت جاهلاً أو غير ملم بثقافتهم وتاريخهم، يحترمونك إذا عرفت أمثالهم وتقاليدهم وأساطيرهم، وشاركت في ممارسة عاداتهم، لا أن تتكبر عليهم.