أعرب مجلس النواب عن رفضه التام للتدخلات الإيرانية السافرة في الشأن البحريني، المستمرة والمتواصلة، والتي باتت تشكل معول هدم وتهديد، وتتنافى مع أبسط مقومات حسن الجوار، وتتعارض مع سيادة الدولة واستقلاليتها، وتتجاوز المواثيق الدولية، وتخرق المبادئ والأعراف القانونية، مشدداً على أهمية قيام الحكومة لاتخاذ خطوات أكثر وإجراءات أكبر وبالتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي، ضد الممارسات الإيرانية المستفزة، تجاه البحرين، وكافة دول الخليج العربي.
واستنكر المجلس، في بيان له أمس، التصريحات اللامسؤولة من بعض الشخصيات الإيرانيين الرسمية في التدخل في شؤون البحرين، مؤكدا أن شعب البحرين قاطبة يستنكر مثل هذه التدخلات، وأن البحرين دولة المؤسسات والقانون ولها سيادتها الكاملة، وأن ما تقوم به هي إجراءات قانونية، ثابتة وراسخة، معلومة ومعروفة، ضد من خالف القانون وخرج على النظام وهدد السلم والأمن، وعلى إيران أن تلتفت لشؤون شعبها وحقوقهم وأوضاعها الداخلية.
ودعا جامعة الدول العربية لاتخاذ خطوات أكثر فاعلية وبصورة عاجلة لوقف التوغل والنفوذ الإيراني في شؤون الدول الخليجية والعربية، وما تقوم به إيران من محاولة السيطرة والتدخل في شؤون العراق وسوريا واليمن وغيرها، والتي باتت تهدد مصالح الدول العربية، وتشعل الفتنة والحرب ودعم الجهات المتطرفة والإرهابية الخارجة عن الشرعية.
وناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل السريع والعاجل لوقف التدخلات الإيرانية وكبح ميولها الاستعمارية ومطالبتها بالانسحاب الفوري من الدول العربية التي عملت إيران على احتلالها كالعراق ولبنان وسوريا وآخرها اليمن.
وأعلن رفضه للتدخل الإيراني في الشأن الخليجي والعربي، ودعمه الراسخ لمواجهة الإرهاب والجهات الداعمة له، وأهمية دعم وحدة الدول العربية وسلامة أراضيها، ومساعدتها في توفير الأمن والاستقرار، الذي لن يتحقق إلا بتعاون شعوب وحكومات الدول العربية والتصدي لمحاولات التدخل الإيراني الذي أصبح يؤثر على القرار الاستراتيجي في بعض الدول العربية، ويحرض بعض الجماعات على ممارسة العنف والاقتتال الداخلي.
وشدد على تأييده لموقف مجلس التعاون الخليجي تجاه الأزمة اليمنية، الداعم للشرعية الدستورية، ورفض الإجراءات المتخذة لفرض الأمر الواقع بالقوة، ومرحبًا بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، باستضافة المملكة العربية السعودية للحوار اليمني، ومحذرا المجلس من استمرار النفوذ الإيراني في اليمن وكافة الدول العربية والتي تعمل لعدم استقرار المنطقة.
وناشد القادة العرب في قمتهم التي ستستضيفها جمهورية مصر العربية الشقيقة في الأيام المقبلة للعمل على مواجهة هذه التحديات وفي مقدمتها الدور الإيراني الخطير الذي يعصف بالمنطقة العربية، فضلا عن تدخلاتها المريبة والمستمرة في شؤون البحرين، كما على القادة العرب اتخاذ موقفا واحدا وواضحا وصريحا لرفض سياسات التقارب والتطبيع التي تنتهجها الدول العربية والغربية مع طهران، وممارسة كافة الضغوط لرجوع طهران عما تتخذه من ممارسات استعمارية، بغيضة ومرفوضة، من كافة القوانين والمواثيق الدولية.
وإذ يرفض المجلس كل ممارسات تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا ويؤيد مشاركة كافة الدول العربية الشقيقة مع المجتمع الدولي في التخلص منه، وتحقيق آمال وشعوب المنطقة في إزاحته من المناطق التي يسيطر عليها، فإن مجلس النواب يرفض رفضا تاما كل ممارسات المليشيات الطائفية في العراق وسوريا، خاصة تلك المدعومة من إيران، ماديا ومعنويا وبشريا، والتي عاثت في الأرض العربية فسادا وهجرت وقتلت الآلاف من المدنيين الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء.
وأكد مجلس النواب ضرورة العمل على حل مشاكل الدول العربية التي تعاني من عدم الاستقرار بالحوار السلمي ونبذ كافة أشكال العنف والإرهاب، كما ويدعو المجلس إلى اتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على وحدة وسلامة أراضي هذه الدول وتحقيق استقرار وأمن شعوبها.