القاهرة - (رويترز): يستعد القادة العرب لعقد أحدث قمة لهم في منتجع شرم الشيخ المصري في ظل تحديات إقليمية وأمنية يتوقع أن تركز عليها المناقشات بجانب قضايا طرحت على قمم عربية سابقة وأبرزها القضية الفلسطينية. وقبل أيام من القمة المقررة السبت والأحد المقبلين، قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن العالم العربي يواجه ما وصفه «بكارثة» إقليمية رأى أنها تتمثل في أن الولايات المتحدة تبدو متغاضية عن تمدد نفوذ إيران في عدد من الدول العربية من أجل أن تعقد اتفاقاً معها حول برنامجها النووي الذي يثير قلق الغرب منذ سنوات. وعندما سئل العربي في مقابلة تلفزيونية إن كان يرى أن الاتفاق المزمع حول البرنامج النووي الإيراني جعل واشنطن تغض الطرف عن تمدد طهران سياسيا في المنطقة العربية فقال إن هذا سيكون «مصيبة، كارثة». وأضاف «لم تتضح الصورة تماماً ولكن المؤشرات تقول هذا»، ومضى قائلاً «أكيد طبعاً يثير استغرابي الصمت الغربي على التمدد الإيراني».ويبدو السؤال والإجابة متصلين بنفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن وجميعها دول تعاني تدهوراً أمنياً حاداً.وتقدم الحوثيون المدعومون من إيران صوب الجنوب اليمني بعدما بسطوا سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر الماضي وسيطروا على مدينة تعز وسط البلاد مطلع الأسبوع الجاري.وليست الدول الثلاث اليمن والعراق وسوريا وحدها التي تعاني من أزمة أمنية بلغت حد الحرب. فليبيا تمر بوضع أمني شديد التدهور في وجود حكومتين متنافستين كل منهما متحالفة مع قوات عسكرية وبرلمان.وحتى مصر التي تستضيف القمة في محافظة جنوب سيناء، تخوض معركة في محافظة شمال سيناء المجاورة مع تنظيم أنصار بيت المقدس المتشدد الذي كثف هجماته على قوات الجيش والشرطة منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013. ويفاقم من الأزمات الأمنية التي تواجهها دول عربية أن تلك الدول تبدو عاجزة عن حل أزماتها الأمنية سياسياً.وأقر العربي بعجز جامعة الدول العربية أيضاً عن تحقيق حلول على الأرض. وقال إن ميثاق الجامعة العربية ينص على إحالة المشاكل لمجلس الأمن «وهذا ما حدث مع سوريا، الجامعة العربية منظمة إقليمية ليست لها قدرة أن تغير شيئاً على الأرض». وخلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي عقدت في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة هذا الشهر تمهيداً لقمة شرم الشيخ سيطر الشاغل الأمني على المناقشات. وقال العربي في كلمة في الجلسة الافتتاحية إن تشكيل قوة عسكرية أمنية عربية «مطلوب الآن وبإلحاح».ويبدو أن هذا الشاغل نفسه سيسيطر على اجتماعات القمة.وعقدت اجتماعات وزراء الخارجية في ظل ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة وتشارك فيها دول عربية وتؤيدها أخرى ضد تنظيم الدولة «داعش» الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا الصيف الماضي وأظهر وجوداً في مناطق أخرى. وتعقد اجتماعات القمة في ظل نفس التهديد الذي يراه المسؤولون العرب شديد الخطورة. ولايزال من غير الممكن توقع إن كان القادة العرب سيتخذون قرارات بتكوين القوة العسكرية الأمنية التي تحدث عنها العربي وأشار إليها مسؤولون عرب آخرون خلال الأسابيع الماضية.وقال مصدر دبلوماسي عربي «هناك أخطار محدقة بالدول العربية ولابد من تحرك جماعي لمواجهة هذا الخطر، هناك شعور عام مؤيد للفكرة لكن القرار والمناقشات ستكون بين أيدي الحكام والقادة العرب».وقال مندوب يمثل إحدى دول المغرب العربي «نعم هناك شعور عام بالخطر، وشعور عام بضرورة أن نعمل معاً ضد هذا الخطر الجديد، وهناك خطر وجودي على الدول العربية ربما لأول مرة منذ الاستقلال».ووصف المحلل السياسي المصري بشير عبدالفتاح التحديات التي تواجه القمة بأنها أكبر من إمكانيات العمل العربي المشترك المتاحة. وأضاف أن «هناك دولاً عربية تواجه مشكلة وجود، هناك التغلغل الإيراني في العالم العربي».وأضاف «بجانب مشكلة اللاجئين الفلسطينيين صارت هناك مشكلة لاجئين سوريين. وهناك لاجئون عراقيون ويمنيون».ومع ذلك قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية قبل أيام «الملفات الاقتصادية خلال القمة لا تقل أهمية عن الملفات السياسية».وأضاف أن القمة ستبحث «المشروعات الكبرى الخاصة بالربط الكهربائي على مستوى الوطن العربي خاصة المشروع الكبير الذى يربط بين كل الدول العربية».وتابع أن «القمة ستبحث تعزيز مشروعات اقتصادية في دول عربية اهتمت بها أكثر من قمة اقتصادية عربية عقدت في السابق».وفيما يتعلق بمقعد سوريا التي علقت الجامعة العربية عضويتها عام 2011 قال سفير إحدى الدول العربية «لا يوجد أي توجه لمنح مقعد سوريا لائتلاف، لم يناقش هذا الموضوع ولم يطرح، الموضوع ليس فيه جديد، هناك دعوة لرئيس الائتلاف السوري لإلقاء كلمة في الاجتماع».
970x90
970x90